عفة المرأة من منظور أهل البيت ع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على متأمل أننا نعيش في زمن الانحرافات والابتعاد عن الدين ويفسر بعض العلماء الجور في الحديث المشهور بشأن صاحب العصر عج بأنه يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا بالانحراف أي الانحراف والتحريف في الدين والتغير في بعض المفاهيم وهذا ما نعيشه الآن حيث تربى الناس على أمور هي مخالفة لنظرة الشارع الأقدس مما أدى إلى صيرورة الحق باطلا والباطل حقا فيوصف الملتزم دينيا بالمعقد ! وهل من اتبع المعصومين ع وحاول أن يعيش في دائرة رضا الله عز وجل صار معقدا ؟!! ومن ارتقى عن الحلال والحرام فأخذ يعتني بالمستحبات ويجتنب المكروهات وكأنها محرمات سموه متزمتا معقدا !!
ومن المسائل التي ابتعدنا فيها عن نظرة الإسلام الصحيح هي مسألة عفة المرأة وكيف ينبغي أن تكون العلاقة بينها وبين الرجل وفي بادئ الأمر فإن الإسلام جعل مجموعة (محدودة) من الرجال الذين رُخص لهم أن ينظروا للمرأة ولم يلزمها أن تتستر أمامهم بالحجاب الشرعي وهذا لا خلاف فيه إلا أنه هناك بعض التساهل من بعض الأسر التي تدعي أنها من أتباع أهل البيت ع فلا أعرف كيف نتبعهم من حيث نخالفهم!
فنرى أن أخو الزوج وزوجة الأخ وأبناء العم وأبناء الخال لهم معاملة هي ما بين الرجل الأجنبي و المحرم ولا أعرف من أين ظهرت هذه الأقسام الثلاثة والإسلام وضع لنا قسمين فقط إما أن يكون محرما أو أجنبيا فهناك من يلزم زوجته على لبس عباءة الرأس عن الرجل الغريب أما عن أخيه فلا بدعوى أنه أخي ولن ينظر لأختي بنظرة محرمة فأصبح وكأنه أعلم من الله في المسائل فالله يوجب لبس الحجاب عن أخ الزوج وينظر له كما ينظر للرجل الأجنبي أما هذا (العبقري) فينظر له من نظرة أخرى .
وألفت النظر إلى ما يروى عن رسول الله ص عندما جاء النساء لمبايعته أنه وضع إناء به ماء ووضع فيه يده ثم أمر النساء بأن يضعن أيديهن فيه ... مع العلم بأن مصافحة المرأة من وراء حائل جائزة لكن الرسول ص اختار الفعل الذي يكون أكثر عفة وصونا للمرأة فهل قلوبنا أصفا من قلب رسول الله ؟!!
ولا أريد أن أطيل في هذا الموضوع وسأكتفي بعون الله تعالى بسرد بعض الروايات عن أهل البيت ع التي هي عدل القرآن وأتمنى أن تنير هذه الكلمات المباركة قلوب الغافلين:
_عن الإمام الصادق ع عن آبائه ع عن رسول الله ص أنه قال: ( نهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها أو غير ذي محرم أكثر من خمس كلمات مما لابد لها منه) [ بحار الأنوار 32/101 و من لا يحضره الفقيه 3/4 ووسائل الشيعة 197/20]
_نقل عن الصادق ع عن آبائه ع عن رسول الله ص : ( أربع يمتن القلب الذنب على الذنب وكثرة مناقشة النساء - يعني محادثتهن- ومماراة الأحمق وتقول ويقول ولا يرجع إلى خير ومجالسة الموتى فقيل له يا رسول الله وما الموتى ؟ قال : كل غني مترف) [ بحار الأنوار 32/101 ومن لا يحضره الفقيه 3/4 ووسائل الشيعة 197/20 ]
_وعن رسول الله ص أنه قال : (من صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار ومن فاكه امرأة لا يملكها [حبسه الله] بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام ) [ وسائل الشيعة 198/20]
_قالت امرأتان دخلنا على أبي عبد الله ع فقلنا : تعود المرأة أخاها ؟ قال : نعم قلنا تصافحه ؟ قال : من وراء الثوب قالت احداهما : إن أختي هذه تعود إخوتها قال : إذا عدت إخوتك فلا تلبسي المصبّغة ) يعني ملابس الزينة التي تجلب النظر [ الكافي 526/5 ووسائل الشيعة 209/20-210 ]
_عن الصادق ع ( إذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها والغلام لا يقبل المرأة إذا جاز سبع سنين ) [ بحار الأنوار 96/101 ]
_ يروى عن سيدة نساء العالمين ع أنها قالت : ( خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال ) [ وسائل الشيعة 67/20 و 232 وبحار الأنوار 54/43]
_عن أمير المؤمنين ع أنه قال : ( يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يوافين الرجال في الطريق أما تستحيون وقال : لعن الله من لا يغار ) [ بحار الأنوار 115/76]
ملاحظة : الشرح الوارد في بعض الروايات هو شرح المرجع الشيخ البشير النجفي حفظه الله