* قال الفقيه ابن إدريس الحلّي (رضي الله عنه):
"مما استطرفناه من كتاب أنس العالم تصنيف الصفواني قال:
- روي أن رجلا قدم على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أمير المؤمنين أنا أحبك، وأحب فلانا، وسمى بعض أعدائه، فقال عليه السلام، أمّا الآن فأنت أعور، فأمّا أن تعمى وأمّا أن تُبصر.

- وقيل للصادق عليه السلام: أنّ فُلاناً يواليكم، إلّا أنّه يضعف عن البراءة من عدوكم، قال: هيهات، كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا.

- وروي عن الرضا عليه السلام أنه قال: كمال الدّين ولايتنا والبراءة من عدونا.

ثم قال الصفواني: واعلم يا بنيّ، أنّه لا تتمّ الولاية، ولا تخلص المحبّة، وتُثبّت المودّة، لآل محمّد صلّى الله عليه وآله إلّا بالبراءة من عدوّهم، قريباً كان منك أو بعيداً، فلا تأخذك به رأفة، فإنّ الله عزّ وجل يقول: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم".

أبي جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (598هـ)، مستطرفات السّرائر، تحقيق مؤسّسة النشر الإسلامي، (ط2، إيران، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1411هـ)، ص639-640.