هل بدء الآي بود بالتراجع؟ تاريخ النشر: 7:45 م, فبراير 2, 2014
بغداد(المستقلة)..منذ اليوم الأول تحول جهاز مشغل الموسيقى الـ”آي بود” الذي أطلقته شركة آبل في 2001 إلى أيقونة في عالم التكنولوجيا.
فقد تميز الآي بود بتصميمه ذي العجلة المميزة التي يمكن النقر عليها، وسماعاته البيضاء المتوفرة بسهولة، إذ جعل من أجهزة الصوتيات النقالة نسخة جذابة وأكثر تطورا مقارنة بمشغل
الـ”ووك مان” الذي أطلقته شركة سوني قبل ذلك بأكثر من عشر سنوات.
كما سهلت خدمة الـ”آي تيونز” الالكترونية، التي جاءت مصاحبة للآي بود، تحميل التسجيلات على الانترنت بشكل قانوني، بل وربما أبعدت بعض معجبي الموسيقى عن القرصنة الالكترونية.
ولكن بعد 12 عاما، وبعد إنتاج 26 جهاز، يبدو أن الضوء بدأ ينحسر عن اللآي بود. وقال تيم كوك، مدير شركة آبل، في مؤتمر لمناقشة أرباح الشركة “أعتقد أننا كنا نعرف جميعا منذ فترة أن سوق الآي بود ينحدر”.
وأضاف كوك أن الشركة حققت أرباحا طائلة غير أن مبيعات الآي بود تراجعت بنسبة 52 في المئة بمقارنة نفس الفترة من العام الماضي. وتوقع كوك أن تسجل المبيعات مزيدا من التراجع.
ولا يمثل ذلك خبرا سيئا أو حتى مفاجئا للشركة فإن الأشخاص الذين كانوا سيشترون أجهزة الآي بود في السابق سيقتنون الآن في الغالب الهاتف المحمول الخاص بالشركة “آي فون” أو الكمبيوتر اللوحي المسطح “آي باد”.
ولكنه خبر سيئ للآي بود، هذا الجهاز الصغير ذو الامكانيات العديدة، والذي اعتبره الكثيرون المحفز الذي دفع بآبل إلى عصر إزدهارها حيث أنتجت الآي فون والآي باد.
تراجع المبيعات
ولكن مستقبل الآي بود يتعرض للتهديد منذ مدة، فعندما أطلقت آبل الآي فون في 2007 وصفه ستيف جوبز قائلًا “إنه أفضل آي بود صنعناه على الإطلاق!”
وكان جوبز محقًا فمع وجود الآي فون، بما يتمتع به من تطبيقات ومزايا ذكية أخرى، لم يعد هناك سبب لاقتناء الآي بود كجهاز منفصل، طالما يقدر الشخص على شراء هذا الهاتف الذكي.
قال إيان فوج، خبير الأجهزة المحمولة في شركة آي إتش إس الأميركية، “إن ما يدعو للإعجاب هو أن الآي بود حقق نجاحا في 2006، لكن آبل اختارت أن تصنع هاتفا ذكيا يحمل امكانيات آي بود منذ البداية.”
وأضاف “لم تخف الشركة من صناعة منتج قد يعطل سوقًا ناجحًا بالفعل، ويبدو كما لو أنها قالت: إن لم نقم بصنع شيء ستصنعه شركة أخرى.”
مستخدمون صغار
كان الآي بود هو أكثر أجهزة تشغيل الموسيقى، إم بي ثري، مبيعا في الأسواق. وعلى الرغم من أن الآي فون – وهواتف ذكية أخرى – وفرت خواص أكثر وقدرة حاسوبية أكبر، إلا أن الآي بود احتفظ أيضًا بمزاياه الفريدة.
طبقا لآي إتش إس فقد سجلت مبيعات الآي بود أعلى معدل لها بعد إطلاق الآي فون.
بل إنه على الرغم من تراجع المبيعات بنسبة 52 في المئة إلا أن الآي بود ما زال يحقق أرباحا كبرى بلغت 973 مليون دولار في الربع الأخير.
ويقول محللون إن الآي بود احتفظ بشعبيته لأسباب كثيرة تتعدى عامل السعر فإن نموذج الآي بود-تاتش على سبيل المثال يوفر كل شيء يوفره الآي فون، ولكن بدون خدمة الاتصال الخلوية.
ورجح فوج أن الآي بود-تاتش “يعتبر طريقة رائعة لجذب المستهلكين الأصغر سنًا الذين قد لا يلائمهم اقتناء الآي فون بعد، كما يسمح لهم الجهاز بتحميل التطبيقات من موقع آبل الكترونيا.”
الحاجة إلى منتجات جديدة
ولكن 973 مليون دولار من أصل أرباح تقدر بـ 57.6 مليار دولار يعتبر هامشا صغيرا، وهو ما يدفع بعض الخبراء إلى الاعتقاد بأن أبل ربما لن تتوقف عن إنتاج الآي بود في المستقبل القريب، إلا أنهم استبعدوا إجراء تحديثات كبرى عليه.
قال أليكس هيث، كاتب في موقع “كالت أوف ماك” الالكتروني إنه “طالما يستطيع الآي بود الاستمرار كمنتج ذي جودة، ولا يتسبب في خسائر مالية للشركة، فلا أرى سببا للتوقف عن إنتاجه”.
ولكن هيث وآخرين يشددون على ضرورة أن تطلق أبل منتجًا جديدا تماما في ظل تراجع سوق الآي بود إذا كانت تريد الاحتفاظ بالمستثمرين والمعجبين.
وقال إريك سليفكا، رئيس تحرير موقع “ماك رومرز” الالكتروني “ستحتاج أبل أن تدخل في مجالات جديدة، فقد كانت هناك شائعات بإطلاق تلفاز أبل منذ وقت طويل، والآن يبدو أن شائعات خاصة بالآي واتش (ساعة ذكية) وقطع تكنولوجيا آخرى يمكن ارتداؤها بدأت في الظهور.”
وأضاف هيث أنه يبدو أن أبل الآن “على طريقها لإطلاق نوع جديد من التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها بحلول نهاية عام 2014 إلا إذا واجهت صعوبات في الإنتاج.(النهاية)