في بحث بريطاني، أكد الباحثون أن طفلًا من كل 5 يمتلك صديقًا خياليًا يتمثل في حيوان أو إنسان أو شخصية خيالية من الكارتون أو لعبة محببة كدبدوب صغير أو غير ذلك ، وفي الغالب ما يحاول الصغير أن يشرك أبويه والكبار معه في تلك الصداقة وهذا الوجود.
ويظل الأمر طبيعيًا ما كان في إطار معين بما لا يمنعه من تكوين صداقات أخرى أو اللعب مع الآخرين أو التناغم مع زملائه في الحضانة أو المدرسة، وفي الغالب ما تنتهي تلك الصداقة الخيالية ما بين الثالثة والخامسة وربما في السادسة، فتجد طفلك يخبرك أن صديقه قد مات أو ذهب في رحلة بعيدة مع أبويه وحينها لا يعود لذكره ثانيةً وهو ما يعني أن طفلك قد نضج.
ومن خلال هذا الصديق نستطيع التعرف على مخاوف طفلنا أو ما يساوره من قلق حول حب أبويه أو غير ذلك، ففي الغالب ما يطلعنا الصغير عن مخاوفه وقلقه ورغباته من خلال قصصه التي يرويها لأمه وأبيه عن صديقه، بل إنه أحيانًا بعدما يعرف جيدًا ما الخطأ والصواب يقدم على الخطأ ثم يبرره بتأثير صديقه فتجد الطفل يلوم صديقه الخيالي لأنه لعب معه وجعله يتأخر عن دروسه أو عن النوم.......الخ.
ويبدو أن معظم الأطفال الذين يلجأون لفكرة الصديق الخيالي يكون الواحد منهم طفلًا وحيدًا أو أول طفل في العائلة ولم يأتي أطفال بعد أو هو الأصغر بعد إخوة وأخوات يكبرنه في العمر بفارق كبير، بينما لو الفارق صغير لا يجد الطفل داعيًا لذلك.
ويأتي التعامل المثالي وسطيًا بمعنى عدم تكذيب الصغير أو تعنيفه وعدم مسايرته التامة وتصديقه الكامل. ففي حين أنه من المقبول عموماً أن تتسلى مع طفلك وتسايره في مزاعمه حول وجود الصديق التخيلي، فإن هناك بعض الأمور الأساسية ينصح بمراعاتها :
لا تدعي ذلك "الصديق" رفيق طفلك الوحيد بل اصطحبيه للتعرف على أطفال أصدقائك وأطفال العائلة الآخرين بل ربما في النادي مع أطفال مختلفين وإذا تمتع بصحبتهم حتى نسي في وجودهم صديقه وأراد أن يلعب معهم مرارًا فهذا أمر جيد.
وإذا لم يكن لطفلك أي أصدقاء أو اهتمام بصحبة الآخرين، فقومي باستشارة أخصائي خوفًا من أن يكون طفلك يعاني من التوحد أو غيره.
لا تدعي طفلك يلقي بمسؤولية فعل كافة الأمور السيئة على "الصديق" فإن كسر شيئًا فقل له في المرة القادمة انتبه أنت
عاملي "الصديق" باحترام فأنت في الحقيقة تحترم صغيرك ولا تسفه من الفكرة.
احترم الصديق إن كان لعبة ما (فهو أفضل من الخيال التام) فإن قال لك ماذا فعلتِ ماما لقد جلست على صديقي؟ فأجيبي أووه حقًا؟ أنا آسفة
لا تبدأي أنت استخدام فكرة "الصديق" للتعامل مع طفلك، خاصة إن لم يذكره هو فلا تقولي لقد أنهى أحمد واجبه لم لا تفعل أنت؟ وبالتالي فأنت لا تقدمين لابنك تصديقًا كاملًا لوجود صديقه لكن للل تكذبيه أو تعنفيه أبدًا
ما فائدة الصديق الخيالي ولم يختلق عقل الصغير صديقًا خياليًا؟
يحتاج الصغير إلى صديق يتقاسم معه مشاعره وربما يشكو أبويه ويفرغ انفعالاته ويعبر عن مشاعره. لذا تظهر تلك الظاهرة عند الطفل الوحيد وتقل كلما كان الأبوين يحاولات إقامة صداقة مع الصغير.
وقد يلجأ الطفل إلى اختراع هذا الصديق للتعبير عما يزعجه ويخشى الاعتراف به أمام أبويه في رسائل مخفاة رغبة منه في جذب اهتمامهما.
ماذا لو أصبح الأمر مجرد حجة للكذب؟
يجب أن تدركي أن الصغار في هذه المرحلة لا يدركون فكرة الكذب. الأمر بالنسبة له خيال. لذا حاولي أن تفرقي بين خيال واختراع وبين كذب.
مثال 1: من كسر الكوب؟
إنه بابا
هذا كذب
مثال 2: اليوم لعبت مع أحمد إنه سوبر مان يا ماما وهو صديقي لقد استطاع أن يقفز من السماء نحو الأرض دون أن يجرح نفسه هذا خيال
متى يجب أن أشعر بالقلق؟
أولًا في البداية دعي القلق تمامًا وتعلمي منه أنت ملكة الخيال والابتكار، واعلمي أن صديقه يساعده على التمييز بين الصواب والخطأ خاصة عندما يلومه فهو يميز الصواب لكنه لا يستطيع تحمل مسؤولية أخطائه.
ثانيًا تعلمي أن تفهمي رسائل صغيرك وأن تستجيبي لها فإن كان وحيدًا كوني صداقة واشركيه في صداقات أخرى واشغلي وقته، وإن كان لا يشعر بالأمان فراجعي حياتك مع أبيه، وإن كان لا يشعر أنه محبوب فأغدقي بعضًا من حنانك .
ثالثًا إذا زاد الأمر عن عمر السابعة ورأيت أنه لا يزال يخشى مواجهة العالم الخارجي وتكوين صداقات وما زال منعزلًا، فمن الأفضل استشارة الاختصاصيين