الهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين الى يوم الدين .....
لقدقاامت الصلاه يرحمكم الله
من رُبّي على التسليم بغير عقل، والعمل ولو صالحا بغير فقه، فهو غير مؤمن. فليس القصد من الإيمان أن يذلل الإنسان للخير كما يذلل الحيوان، بل القصد منه أن يرتقي عقله وترتقي نفسه بالعلم فيعمل الخير لأنه يفقه أنه الخير النافع المرضي لله، ويترك الشر لأنه يفهم سوء عاقبته ودرجة مضرته.
سماحة السيد كمال الحيدري
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ}[الأعراف: 10].
يريد الله من الإنسان أن يدرس حياته دائماً، بما تشتمل عليه من إمكانات القوة ومواطن النّعمة، فيربطها بالله؛ المصدر الأساس للقوَّة والنّعمة، ليدفعه ذلك إلى الشّعور بالمسؤوليَّة أمامه في ما يستخدم فيه القوة أو يستعمل فيه النّعمة... وذلك هو مفهوم الشّكر العملي الَّذي يريد الله من الإنسان أن يجعله الطّابع العام لحركة حياته والسّمة البارزة لشخصيَّته، وذلك بأن يحوّل كلّ ما أعطاه الله إلى السَّبيل الَّذي يتحرك فيه أمر الله ونهيه، لأنَّه لا يملك أمر ذلك كله، فلا حريّة له أن يتصرَّف فيه تبعاً لمزاجه وهواه، بل يعتبر ذلك منه تمرّداً على الله، ومضادّاً لحالة الشّكر له... ولن يتحقَّق ذلك إلا بالوعي الدائم لارتباط الوجود الإنساني في عناصره وخصائصه بالله، والابتعاد عن الانغلاق الفكري والروحي داخل الذات، الَّذي يوحي إليه بالإمكانات الذاتيَّة الَّتي يستمدّها من وجوده بعيداً عن الله.