كي تصبح رائد أعمال ؟ .. تعـرَّف على ما ينقصـك !
سلطـان اليـزيدي
ما الذي ينقص روعتك ؟ إن النجاح الحقيقي في هذه الحياة ينبع من فهمك لذاتك بشكل أعمق والتفكير بالتغيير والتطوير والتعلم المستمر الذي يبني لديك معرفة عميقة للأشياء من حولك فهو الرابط الأساسي في اختلاف مفهوم النجاح بين العامل ورب العمل . وإن من غير المنطقية تحجيم قدراتنا ونحن لدينا الشيء الكثير وما ينقصنا ليس سوى الإدراك ومعرفة خبايانا بحق لنبدأ اليوم ولنجعل الريادة أسلوب حياة أكثر من مجرد عمل .
هل ينقصك حلم ؟
إن معظمنا لا يعرف القصة الشهيرة لرجل البورصة جورج سوروس الذي أجريت معه مقابلة ذات مرة مع صحيفة كندية حيث قال : ” لو كنت معروفا بأنني فيلسوف لأعطاني ذلك شعوراً أكبر بالرضى ” .. وعندما سأله الصحفي هل بمقدورك بذل كل مالك من أجل هذا الهدف أجاب ” نعم بكل تأكيد ” . إنه سحر الحلم .
إن طريقك الحقيقي لصنع حياة جذابة ليست روتينية هي أن تحلم بأكبر مما تحققه اليوم حتى تبتعد عن نسق الحياة الروتيني الممل .لو ألقيت نظرة خاطفة على المجتمع من حولك لوجدت أن أغلبهم يتقاسمون نفس النمط المعيشي , نفس الطموح , نفس النظرة البسيطة , وأن تكون أحدهم أمر في غاية البساطة ولكن ما حاجة المجتمع اليك أنت بالذات وأمثالك نسخ بـ الآلاف . أن تتميز .. يعني أن يكون لديك حلم وغاية تهب نفسك من أجلها , تناضل , تحارب , تقاتل , تضحي لها فقط . إن الحلم هو وقودك لصنع مستقبلك , وإن بدايتك اليوم بكتابة حلمك قد يركل الندم الذي يساور أغلبهم في نهاية حياته . يقول براين ترايسي ” لا شيء ذو قيمة يأتي بدون تضحيات مبذولة في سبيله , أكتب هدفك وأشرح كل صغيرة وكبيرة فيه , وحدد كل تفاصيله وفكر كيف تحققه في كل يوم تعيشه , إذا كان أحدهم ليوقظك في الفجر ويسألك ما هو هدفك في الحياة ستجيبه دون تفكير ” .
هل تنقصك الفكرة ؟
يقول والتر ليمان :
وهذا يفضي إلى أن نغير تفكرينا السطحية واستبداله بالتفكير العميق للتوصل الى ما نريد . فلو ألقينا نظرة اليوم عن كثب لمن صنعوا إمبراطورياتهم لوجدنا أنهم فقط التقطوا فكرة من أحد هذه العناصر وعملوا عليها , فالإيمان المقرون بالعمل سيوصلك بالتأكيد إلى نتائج ثورية .عندما يفكر الجميع بالطريقة ذاتها فهذا يعني أن لا أحد يفكر !
وهذه العناصر كالتالي :
1- استشرف المستقبل :
يمكن تلخيص معنى استشراف المستقبل في قصة صابر باتيا ذلك الرجل الذي أنشأ شركته الخاصة رغم أن الانترنت حينها كان في بدايات عصوره الثورية حيث أقنع شركة دراير فيشرو جيرفستون ( DFJ ) في الاستثمار معه .
2- حول هوايتك إلى فكرة مشروع :
هنا لن تحتاج إلى فكرة عبقرية لبدء مشروعك , كل ما عليك فعله هو الأخذ بيد هوايتك إلى عالم آخر من التطوير تماماً كما فعل الفتى الإنجليزي نيكولاس لويسيو ابن الثالثة عشر الذي كان لا يعرف لغير لغة برمجة التطبيقات لغة وقبل أيام باع تطبيقه ( SUMMLY ) على شركة ياهو بقيمة بلغت الـ 30 مليون دولار .
3- ابحث عن منتج ترى تطويره ممكنا :
كل من يرى استحالة الحصول على فكرة وقرر أن يبدأ مشروعه اليوم فباستطاعته وضع قائمة منسدلة بأسماء منتجات وعليه إقرانها بكلمة ( ماذا لو ) لتنطلق حينها الأفكار الإبداعية ومن ثم تقوم بعملية فرز لأيها أقرب للواقعية تماماً كما فعله مؤسس أمازون جيف بيزوس الذي عمل على تطوير مكتبة تقليدية الى رقمية حتى أصبحت اليوم مركز التسوق الرقمي الأكبر في العالم .
4- حول المشاكل و الاحتياجات إلى فرص ممكنة :
ما الذي ينقصك ؟ أو ما الذي تعاني منه ؟ كلها أسئلة كفيلة لو سألت نفسك بها يوميا ومن ثم دونت إجاباتك في الحصول على فكرة مشروع جديد , ولربما طرأت نفس الفكرة على بال أحدهم لكنه لم يحرك ساكناً فكن أنت من ينفض الغبار عن ركام الأفكار كما فعل إيان ليو بولد الذي استفاد من رسوبه في مشروع التخرج في إنشاء شركته الخاصة التي أسماها عقب ذلك كامبس كونسبتس ( CAMPUS CONCEPTS ) .
هل ينقصك جرأة ؟
يقول الشاعر الألماني غوته :
إن كنت ممن يأنس الروتين الممل وأن تكون واحداً من آلاف الموظفين بمنظمة ما فهذا يعني أنه عليك إعادة النظر في تعريفك للمستقبل ولطموحاتك ولآمالك فالوظيفة ماهي الا وهم أوقعنا به لأننا أبناء لطبقة عاملة , كادحة ونظرتنا للوظيفة أصبحت هي الأساس , ولتعلم أن المناصب المرموقة مهما كانت فهي وظيفة لن تمكنك من شراء مسكنك الخاص ورؤية منظر غروب الشمس في مدينة سان بطرسبورغ يوماً وشراء الهدايا الباهظة الثمن لزوجتك دون الاقتراض .أيا كان ما نستطيع فعله , اشرع في القيام به فللجرأة عبقريتها وقوتها وسحرها
بينما عملك الخاص سيضعك على خط الثروة وسيوفر لك كل ذلك .
ما يجب أن تفعله بحق هو أن يكون لديك حلم ليس سهل المنال وفكرة عظيمة وخطوة جريئة وفقط , فالأمر ليس بذلك التعقيد وليس بتلك السهولة كما يتصور الجميع أيضا فالمهم هو أن تخوض غمار التحدي وتغير مفهومك للفشل . يقول توم مؤسس دومينوز بيتزا ” الفشل هو البهار الذي يعطي النجاح حلاوته وبدونه لا تكتمل الطبخة ” . توم الذي لم يستطع اكمال دراسته الجامعية بسبب المال أنشأ شركته ( دومينوز بيتزا ) لاحقا واشترى كل ما تتوق اليه نفسه . اشترى فريق ( ديترويت تايجر ) واشترى عدة مزارع محيطة بمقر شركته واشترى 244 سيارة نادرة واشترى مبان أثرية وفي العام 1999 باع الشركة بقيمة فاقت المليار دولار وهذا تماما ما تحققه المخاطرة المدروسة لا الوظيفة .
هل ينقصك خطوة ؟
يقول مايك جاجر في احد ألبوماته :وهكذا هي الحياة إن لم تأخذ اليوم خطوة لتحقق ما تصبوا اليه فمتى ستبدأ إذاً . وإن الخطوة التي تتخذها اليوم هي نتاج واستنتاج لقرار ورائه دوافع وأمامه نتائج فإذا كان الدافع فكرة عظيمة فلم لا تتقدم خطوة فالنتيجة معروفة مسبقا بين ظفرين ( نجاح أو فشل ) وكلاهما موصلان لخط الثروة فعليا فالنجاح سيوصلك حتما الى خط الثروة المادية أما الفشل فظاهره فشل فعلا ولكن باطنه الثروة المعرفية والتي تزيد من نسبة نجاحك في المشروع القادم . ولتطمئن لا يوجد مسارات أخرى يضفيها عليك قرار اتخاذ الخطوة اليوم وليس غداً عدا هذين المسارين . كلنا يعرف قصة بيل جيتس الذي بعثه أباه ليدرس المحاماة في جامعة هارفارد فبالرغم من مكانة الجامعة وعراقتها إلا أنه لم يثني بيل عن اتخاذ قراره بترك مقاعد الدراسة وبدء عمله الخاص الذي لطالما حلم به وأنشأ شركته الخاصة ( microsoft ) وها هو اليوم ينعم بحياة سعيدة . أما مارك زيكلنبيرغ الذي فشل في مشروعه الأول ( Face match ) والذي وبخ بسببه من قلب المجلس التأديبي في الجامعة ليصل إلى خط الثروة المعرفية والتي ساعدته في تحويل مساره الى خط الثروة المادية بعد ذلك في مشروعه الثاني ( Facebook ) .لا جدوى من أن ترقرق الدموع في عينيك , فكل شيء ينقضي بسرعة
هل ينقصك معرفة ؟
يقول جون هنري نيومان :
بإختلاف المقصود بالنمو فإنني أجسده هنا في النمو المعرفي الذي يضفي على العقل بصيرة ثاقبة تمكنه من الإدراك الذي يعتبر أكبر نعمة يمكن أن يتحلى بها المرء , فإدراك الحاجة إلى التغيير , إلى التطوير , إلى كسب المهارات التي تنقصك , إلى الذهاب بقدراتك إلى أبعد مدى لهي نعمة وجب أن نحمده عليها فالوحيدون الذين لا يفعلون ذلك هم الموتى . فالتعلم يأتي من إلقاء نظرة عن كثب على قدراتك ومهاراتك ومعرفة ما ينقصك لبدء مشروعك ومن ثم اكتسابها بقراءة كتاب , بحضور دورة تدريبية , بزيارة مراكز تنمية المشروعات الصغيرة المتناثرة في بلداننا فهي تقدم ما تحتاج إليه تماماً .النمو هو الدليل الوحيد للحياة