حكاية المحتال والأربعين خروف
قدم احد المحتالين الى قرية نائية صغيرة فتقرب الى احد السكان وعرفه على نفسه
على انه كان انسان غني وصاحب حلال واموال وانه انفقها على الفقراء والمحتاجين
وإطعام الضيوف وأن هلك ماله في هذا السبيل, فصدقه الرجل واخذ بدوره يحدثه عن
أهل قريته وعن طيبتهم وبساطتهم فعرف المحتال كل أحوال الناس في تلك القرية
فقرر في نفسه أن يبقى بينهم, فهم لا يعرفون عنه شئ ,فاخذ يحدث الرجل عن بطولاته
وأخلاقه المصطنعة,حتى أقنعه بنفسه,وطلب منه أن يسكنه عنده,فتقبل الرجل ببساطه,
كلامه وطلبه, وبدء الرجل يحدث الناس عنه , فصدق الناس حكايته لطيبتهم ,وراحوا يعاملونه
على انه واحدٌ منهم ,فعرضوا عليه أن يعمل خطيباً بينهم,فقبل عرضهم وهو لا يعرف بالخطابة شياً,
وقال في نفسه,واضح أنهم ناس على البركة ومصدقين ما أقول,فاتفقوا معه على أجرة أربعين خاروف سنوياً فبدأ عمله عندهم وأخذ يخطب بهم بخطب يبتدعها من نفسه,ولم ينتبه له احد بما يقول,وعلى ما تعودت عليه
العادات عندهم,بدأ الناس يقدمون له الهدايا ( سمن من هون ولبن من هناك وعسل مش عارف من وين ) وفوق
هذا تبرع له الناس ببناء بيت على نفقاتهم (الحجارة عفلان والرمل على علان, وناس رايحة وناس جاي وهو مثل الأمير مقعد) فطمع المحتال أكثر فأكثر فاخذ يقرب إليه الناس ويغدق عليهم مما أعطوه الآخرين, وبقي على هذا الحال إلى أن جاء محتال أخر على القرية ولم يكن يعلم أن أحدا سبقه بنفس المهمة, فوجد المحتال الأول يخطب بالناس فعرف انه ليس بخطيب وانه محتال مثله (فتنحنحه.......احم احم)موجها له انه عرف انه محتال, فهز إليه الأخر برأسه بمعنى اصبر, وفي نهاية الخطبة قال المحتال في خطبته, جيت على هلقوم المجانين وأعطوني من الخرفان أربعين إلي عشرين وإلك عشرين ولا الضاليييييييييييييييييييي يييييين ,فرد عليه وقال امييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييين,
فما أكثر المحتالين والدجالين والمنافقين في هذا الزمن نعوذ بالله وإياكم منهم