النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

أقسى السجون تلك التي لا جدران لها

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 498 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    المدد ياعلي
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: ♥ iЯắQ ♥
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,534 المواضيع: 4,408
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8446
    مزاجي: இ qúỉэt இ
    المهنة: ☼ CŀVịŀ ŞẹŖΰĄnT☼
    أكلتي المفضلة: ◕ fłşĦ ◕
    موبايلي: ღ ĜắĽАxỴ ѕ3 ċ7 ღ
    آخر نشاط: 3/September/2022
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حيدر الطائي
    مقالات المدونة: 229

    أقسى السجون تلك التي لا جدران لها

    أقسى السجون تلك التي لا جدران لها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يحكى أنّ رجلاً خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كلّ يوم… ودّع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه… لكنّ الرجل الذي اعتاد أن يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد… وعبثاً حاول النّاس أن يعثروا له على طريق… لكن بعد عشرين عاماً سمعت زوجته طرقاتٍ على الباب عرفت منها أنّ حبيبها الغائب قد عاد… فتحت الباب فوجدت شيخاً يحمل معوله وفي عينيه رأت رجلها الذي غاب عنها عقدين من الزمان.. دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة… وألقى بجسده المتعب على أوّل كرسيٍّ أمامه… جلست زوجته على ركبتيها أمامه، ووضعت ذراعيها حول عنقه ثمّ همست في أذنه بصوتها الحنون: أين كنت يا حبيبي؟ تنهّد الرجل، سالت دمعةٌ من عينه، ثمّ قال… تذكرين يوم خرجت من البيت متوجّهاً إلى الحقل كما كنت أفعل كلّ يوم… في ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنّه يبحث عن شيء، أو ينتظر قدوم أحد، فلمّا رآني اقترب منّي، ثمّ همس في أذني تمتمات ما فهمت منها شيئاً، فقلت له: ماذا تقول؟ ضحك الرجل ضحكةً عالية ورأيت الشرّ يتطاير من عينيه، ثمّ قال: هذه تعويذة سحرٍ أسود ألقيت بها في أعماق روحك، وأنت اليوم عبدٌ لي ما بقيتَ حيّاً،
    وإن خالفتَ لي أمراً تخطّفتك مردة الجانّ فمزّقت جسدك
    وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك
    ما بقي ملك الجانّ جالساً على عرشه… ثمّ سار بي الرجل إلى بلادٍ بعيدة، وأنا أخدمه إذا كان النهار وأحرسه إذا جاء الليل…
    فلمّا وصلنا إلى بلده التي جاء منها، ودخلنا بيته الذي كان أشبه بالقبر، رأيت رجالاً كثيراً مثلي يخدمون الرجل،
    وكان كلّ واحدٍ منهم يحمل في رقبته قلادةً بها مفتاح، فإذا جاء الليل دخل كلٌّ منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثمّ نام،
    فصرت أفعل مثلما يفعلون، فإذا نام القوم جعلت أنظر في المفتاح وأتذكّر وجهك الجميل وأبكي،
    ذلك أنّه ليس بيني وبينك إلاّ أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي معي ثمّ أرحل إليك..
    ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر لي على بال… فهو لا يعرف الرحمة، ولا يكترث لعذاب البشر، وكم سمعت من كان معي من الرجال يبكون كالأطفال، ويرجونه أن يرفع عنهم ما أوقعه عليهم من السحر،
    فكان يقول: أقسم بالله أنّي لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص،
    ولا ينجو أحدكم بروحه إلاّ إذا مات وهو يخدمني وأنا عنه راض…
    ولقد كبر الرجل وهرم، فلمّا مرض وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريره،
    فقلت له: يا سيّدي، أنت الآن تموت، ولا نعلم كيف يكون الخلاص من السحر الذي ابتلينا به…
    ضحك الرجل ضحكةً ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها يوم رأيته أوّل يوم،
    ثمّ قال: يا أيّها الأحمق، أنا لا أعرف شيئاً من السحر،
    وما تلك التمتمات التي همستها في أذنك إلاّ كذبةٌ ابتدعتها،
    لكنّ نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي، وخوفك من الهلاك جعل روحك سجينةً في زنزانةٍ أنت تغلقها بيديك،
    وقد أعطاك الله عقلاً كالمفتاح الذي وضعتّه في عنقك،
    ولولا أنّك رضيت لنفسك الذلّ والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت تعذّب نفسك به،
    وكنت أسمع صوت بكائك وأصحابك في الليل فأعجب من ضعف عقولكم وقلّة حيلتكم…
    أسرعت إلى زنزانتي فالتقطتّ فأسي وعدتّ إلى الرجل أريد أن أقتله فوجدتّه قد فارق الحياة،
    ثمّ أخبرت الرجال ما جرى فهرعوا إلى جسده فقطّعوه وأحرقوه… ثمّ جئتكِ راكضاً، تكاد أرجلي تسبقني،
    وأنا أسأل نفسي، أتنتظرني أم هي الآن قد نسيتني؟ نظرت زوجته في عينيه،
    وقالت: أنا روحي كانت معك في سجنك،
    وكنت في ليلي أنظر إلى القمر فيخبرني أنّك تنظر إليه، ولقد كنت أحسّ بالقيد الذي في يديك، فأرجوك أن تفتح القفل بالمفتاح..
    لكنّ صوت بكاؤك وبكاء من حولك جعلك لا تسمع صوتي وأنا أهمس لك.
    ***
    هذه القصة ذكرتني بمقولة أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.
    و كما قال العارفون “الحرب تبدأ أولاً في الرأس” وهي مقولة لا تتعلق بالحرب فقط، بل تشمل كل حركة أو فعل.
    الفكرة أولاً وقبل كل شيء. وبحسب الفكرة تكون النتائج و تكون حياتنا
    هناك الكثير من الأفكار التي تسيطر على عقولنا و كل منا يؤمن بأفكاره و هذا طبيعي جداً
    أن تؤمن بأفكارك فهذا من حقك و لكن الشيء الغير طبيعي هو أن تدعها تسيطر عليك
    و تقودك بدون وعي منك
    لأن هذا يجعلك تحرم نفسك الكثير و الكثير بسبب فكرة مسيطرة
    هناك من عاش و لا زال يعيش في سجن الخوف أو حزن دائم أو مرض أو .. أو ..
    انه سجن الوهم و السبب فكرة سمعها أو قالها ثم صدقها و عاشها فكانت له سجن العمر
    إذن لابد أن تؤمن بقدراتك و أن لكل باب موصد مفتاح و أن عناية الله تحيطك من كل جانب
    و تفتح لك الأبواب الموصدة
    بل تقودك لأبواب مفتوحة تجعلك ترى النور في دربك و تسير حيث يجب أن تكون

    ودي للجميع

  2. #2
    لن اكرهك ولن انساك
    DUA
    تاريخ التسجيل: December-2013
    الدولة: في بيتنا
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,793 المواضيع: 248
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 872
    مزاجي: نص ونص
    المهنة: طالبة
    أكلتي المفضلة: لحم مشوي
    موبايلي: اي ماكو
    آخر نشاط: 15/March/2014
    مقالات المدونة: 9
    ​شكرا ع الموضوع الرائع والراقي

  3. #3
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: May-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 455 المواضيع: 84
    التقييم: 99
    مزاجي: لا اليوم احسن
    آخر نشاط: 30/October/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى alkrebala



  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو الطلايب
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: هناك حيث هم
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,358 المواضيع: 209
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 1364
    مزاجي: متقلب
    المهنة: Teacher
    أكلتي المفضلة: اي شي بس كون اكل
    موبايلي: Iphone 4s
    آخر نشاط: 30/October/2017
    اعجبني الموضوع حقا

  5. #5
    من اهل الدار
    الطــــائيــــة
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: بغـــــــــــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 46,933 المواضيع: 7,386
    صوتيات: 62 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 15419
    موبايلي: Galaxy A5
    آخر نشاط: 8/August/2020
    مقالات المدونة: 40
    قصة وعبرة جميلة جدا شكرا اخي المبدع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال