نعود مرةً اُخری و بيت آخر من ابيات الشاعر جلال بن عزيز بن شيخ زغيرون الزرگانی...:
سجَنجَل جيد ريم ابمَصَد مطفل
أنامل هل هُمير إرخاص مطفل
ألو مَر علـ فطاحل سَنِح مطفل
حليم القد ثيابه ابمهضميه
أعجز عن وصف الشاعر،لکن من السهل أن اشبهُ بشاعر الحب نزار القبانی...شاعرنا فی الشطر الأول من البيت و هو علی وزن(الأبوذيه) و يقول مثل ما قال قبلهُ شاعر العرب امرؤالقيس و لا قياس و لا تشبيه بذلک"للتذکير فقط:
تَـرَائِـبُـهَـا مَـصْـقُـولَـةٌ كَـالـسَّـجَـنْـجَــلِ
السَّجَنْجَل المرآة و الجيد هو العنق و الترائب موضع القلاده من الصدر و شاعرنا عنی بذلک العنق و وصَفَ طول العنق بطول عنقُ رئمٍ مُطفِله حين تمد عنقها الی اعلی ما يکون حتی تری صغارها،لک الشکر لوصفک الجميل يا شاعرنا...أو علی ما اظن والله أعلم و من دهاء الشاعر يتوجب عليَّ
أن اسرح فی عالم الخيال لتفسير هذا الشطر و کما قال الأمام علی(ع): " يا ليت لي عنق بطول عنق الزرافة"حتی افسر کلامی قبل النطق به...يجوز و الله أعلم اراد شاعرنا وصف تهذيب کلام الحبيبه و تفسيره قبل النطق ب عنق الزرافه لکن وصف عنقها بعنق الرئم لجماله و ايضاً کان يعنی بمطفله ای انها تحرص علی حبيبها کما يحرص المرء(و إن کان الوصف علی الرئم)علی اولاده..و قد قالها قبلهُ الليث وأَنشد: كأُمهات الرئم أَو مَطافِلا وقد رَئِمَتْه، فهي رائِمٌ ورَؤومٌ.رأمت الرئم ای عطفت الرئم.و ايضاً يقول الشاعر فی الشط الثانی و يصف انامل الحبيبه علی انها لينه کما وجدت ما وصف به فی منجد لسان العرب :الرَّخْصُ: الشيء الناعم اللَّيِّنُ، إِن وَصَفْت به المرأَة فرُخْصانُها نَعْمَةُ بَشَرتها ورِقّتُها وكذلك رخاصةُأَنامِلها لِينُها.و معنی جناس الثانی هو لين الأصابع(الأنامل)کـ نعومة الفُل.،و فی الشطر الثالث الفطاحل هم اصحاب العقول و العقلاء و قد وصف شاعرنا مرور حبيبته علی الفطاحل سنحً و هو المرور من اليمين الی اليسار و عکس ذلک البارح و هو اليسار الی اليمين و فی مکان آخر:فمن ذلك قول عمرو بن قميئة، وهو نجدي: فبِيني على طَيرٍ سَنِيحٍ نُحوسُه، وأَشْأَمُ طيرِ الزاجِرينَ سَنِيحُها و سَنَحَ عليه يَسنحُ(س ساکنه)سُنُوحاً/ الظبيُ يَسنحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ من مَياسرك إِلى ميَامنك."السَُنَحُ الظباء المَيامِين"«و هو يعنی هذا» و قد کان من العرب من يَتَيَمَّنُ بالسانح ويتشاءم بالبارح..وقد قال شاعرنا اذا مر من ذکرهُ ببيته سنحاً علی الفطاحل ينجی من قام بلفرار(الـ فل فی الجناس الثالث)و الحليم منهم قد قد ثيابه و جن جنونه من الجمال الذی يحملهُ الشخص المُسنَِح
(ح ساکنه).و ما کان عليَّ الا أن اقوم بلرد علی الشاعر بمثل ما قال:
سجَنجَل جيد ريمک حـار منرد
يوَصَف صَد مطفله ابروض منرد؟
هُمير الـسنح فات اتگول منرد
دريت اشسوه بعگول البريه؟
تقبلوا تحياتی
لفته الحموداوي