القساوه : هي ملكة عدم التأثر عن تألم ابناء النوع . ولا ريب في كونه ناشئآ من غلبة السبعيه .
قساوة القلب هي حاله تصيب الآدمي , فلا يتأثر بآلام الآخرين ومصائبهم , ومنشأ هذه القساوه هو غلبة القوه السبعيه .
ان الكثير من الافعال الذميمه كالظلم , وايذاء الآخرين , وعدم اجابة نداء المظلومين , وعدم الاخذ بيد الفقراء والمحتاجين انما تنتج عن قساوة القلب .
وعلاج هذا المرض في نهاية الصعوبه . وعلى صاحب هذا المرض ان يواظب على فعل ما يترتب عن القلب الرحيم , لتصبح نفسه بذلك مستعده لتلقي افاضة صفة الرقه من مبدأ الفيض , ولتغيب بعد ذلك عنه حالة القسوه .
اما اذا لم يعالج نفسه , فليعلم انه خارج حدود الآدميه . قال تعالى : (( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسيه )) .
وروي عن رسول الله - صل الله عليه واله - قوله : ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله , فان كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب . ان ابعد الناس من الله القلب القاسي )) .
وروي عن امير المؤمنين - عليه السلام - انه قال : (( ما جفت الدموع الا لقسوة القلب , وما قست القلوب الا لكثرة الذنوب )) . وروي عنه - صل الله عليه واله - قوله : (( ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو , وطلب الصيد , واتيان باب السلطان )) .
وروي عن المسيح عيسى ابن مريم قوله : (( ان الدابه اذا لم تركب ولم تمتهن وتستعمل , لتصعب ويتغير خلقها , وكذلك القلوب اذا لم ترفق بذكر الموت ويتبعها دؤوب العباده تقسوا وتغلظ )) .
فانت اذا كنت لا تغتم لمحنة الاخرين فاعلم انه لا يليق بك ان تسمى في الادميين .
والحمد لله رب العالمين