( أن الفرد بعد اطلاعه على هذا التاريخ يستطيع أن يحمل فكرة كافية عن أوصاف المهدي وأعماله عند ظهوره مما يوفر الدليل الكافي بأن يعرف أن مدّعي المهدوية هل هو المهدي الموعود قائد العالم، أو أنه رجل مبطل كذاب.
فإن الفرد قد يواجه في غضون حياته أو يقرأ في التاريخ دعوات مهدوية متعددة، قد يحار في مبدأ الأمر في تصديقها وتكذيبها، إن كان ممن يؤمن بالفكرة المهدوية أساساً، فلا يعلم أن هذا هو المهدي المنتظر أو غيره.
وهذه المشكلة وإن استطاع الفكر الإسلامي أن يذللها عن طريق البرهان العقائدي. إلا أنه بغض النظر عن ذلك، نستطيع أن نذللها عن طريق الدليل التاريخي... وذلك بمحاولة تطبيق الصفات الثابتة تاريخياً للمهدي الموعود على مدّعي المهدوية ، فإن كانت ثابتة له، إذن فهو على الحق، وهو المهدي الموعود ) ص7 تاريخ مابعد الظهور
(فإنه من المؤسف حقاً ومن المحرم دينياً، أن يكون المهدي حقيقياً ثم لا يستطيع الفرد التعرف عليه. أو أن يكون المدعي كاذباً ثم لا يستطيع الفرد معرفة كذبه، وإنما ينحرف باتجاهه وينجرف بتياره. فلا بد أن يكون للفرد محك عقائدي وميزان تاريخي في التعرف على رفض من يرفض وقبول من يقبل. وقد وفر الإسلام كلا الجانبين )ص8 تاريخ مابعد الظهور —