المجرات الإهليجيةهي تتخذ شكلا اهليجيا بيضاويا، وبطيئة الدوران بلإضافة إلى أن توازنها مرتبط بالحركة العشوائية للنجوم، الذي يولد الضغط. ولكن على عكس الضغط الغازي الذي يكون موزعاً بشكل متجانس دائماً، فإن ضغط النجوم يمكن أن يكون أقوى في اتجاه معين، ومن هنا يتكون الشكل الاهليجي، ومن الممكن أن تكون مفلطحة أو بشكل طولي أو عدسية غير متناظرة الدوران بحيث يكون لها ثلاثة محاور مختلفة.
تلك الأشكال المتنوعة جداً للمجرات يسمح لنا بتتبع تطورها عبر سلسلة هابل. ويكون هذا التطور أسرع عندما تكون المجرات أعظم كتلة وتقع في محيط غني بالمجرات. وقد بات من الثابت الآن أن تناسب مختلف الأنماط الشكلية للمجرة قد تطور خلال الأزمنة الكونية، ولكن ظهور المجرة الإهليليجية ككرة ضخمة من النجوم بهذه البساطة يخفي من وراءه تاريخ غني ومعقد يعود إلى جذور الكون نفسه.
أشكال تلك المجرات تتراوح من الشكل كروي تقريبا إلى الشكل المسطح والمستوي جدا وفي الحجم من عشرات الملايين إلى أكثر من تريليون نجم. والنجوم داخل المجرات الإهليليجية هي نجوم أقدم بكثير من النجوم الموجودة في المجرات الحلزونية.
أكثر المجرات الإهليليجية تحتوي على نجوم منخفضة الكتلة والأقدم عمرا، مع وسط بين النجوم متناثر في أرجاء المجرة، ونشاط تشكل نجوم نادر جدا، وفي معظمهم يكونون محاطين بأعداد كبيرة من عناقيد النجوم الكروية. المجرات الإهليليجية تمثل تقريبا بين 10 إلى 15 % من عدد المجرات في عنقود العذراء العملاق، ولكنهم عموما ليسوا النوع المهيمن في الكون. عادة يتجمعون بالقرب من مراكز العناقيد العملاقة. المجرات الإهليليجية بالإضافة إلى المجرات العدسية أيضا تسمى أحيانا المجرات الأولى (Early-Type Galaxies)، بسبب موقعهم في سلسلة هابل Hubble Sequence، وتبين لاحقا بأنهم كانوا أقل إنتشارا في الكون المبكر.
تعتبر المناطق الكثيفة في الكون هي مناطق خصبة لنمو تلك المجرات الإهليجية. ففي العناقيد الغنية حيث تشيع الإصطدامات المجرية، تلتهم المجرات الأكبر حجما الأصغر منها ليبنوا أنفسهم بإفتراس جيرانهم. ومثال لذلك عنقود كوما العملاق والذي يبعد عنا 300 مليون سنة ضوئية تقريبا، وهو من العناقيد الكثيفة، أغلب المجرات التي تحويه هي مجرات إهليجية، ويحتشدون تجاه مركز العنقود تاركين حواف العنقود للمجرات الحلزونية. وتتمركز في مركز العنقود مجرة إهليليجية هائلة هي NGC 4874 والتي هي أكبر بعشرة أضعاف من مجرتنا درب التبانة ومحاطة بحشد من مجرات أصغر من نوعالمجرات القزمة الإهليجية.
خصائص المجرات الإهليجية
المجرات الإهليليجية مميزة بعدة خصائص تميزهم عن أصناف المجرات الأخرى. فهي كتل كروية أو بيضوية الشكل من النجوم كبيرة العمر، وهناك ندرة عامة في غازات تكون النجوم. فالمادة بين النجوم نادرة إلى حد كبير (سواء غاز أو غبار)، وبسبب ذلك فإن نسبة تشكل نجوم جديدة ضعيفة جدا، ونادرا ما تتواجد عناقيد نجمية مفتوحة أو نجوم شابة، فقط النجوم كبيرة العمر هي من تسيطر على المجراتالإهليليجية، مما يكسب تلك المجرات ألوان حمراء تشوبها صفرة. وتمتلك المجرات الإهليليجية الكبيرة نظام شامل من العناقيد الكروية.
كتل المجرات الإهليليجية تختلف كثيرا من مجرة لإخرى، من حوالي 107 إلى 1013 كتلة شمسية. أقطارها من 1/10 كيلو فرسخ (الكيلوفرسخ 3,200 سنة ضوئية) إلى حوالي 100 كيلوفرسخ، المجراتالإهليليجية الأصغر والتي تسمى مجرات قزمة إهليجية قد تكون أكبر إلى حد ما من العناقيد النجمية الكروية، وتبلغ أصغر مجرة إهليليجية معروفة حتى الأن حوالي عشر (واحد على عشرة) حجم مجرتنا. بينما المجرات الإهليليجية العملاقة مثل مجرة M87 هي من بين أكبر المجرات في الكون. هذا الفرق الكبير في الحجم خلافا للمجرات الحلزونية باإضافة إلى أن النجوم في المجرات الإهليجية لها حركة عشوائية أكبر من النجوم في المجرات الحلزونية حيث تكون حركة دوان النجوم أكثر إنتظاما.
إحدى أكثر السمات المثيرة للمجرات الإهليجية العملاقة هو ما يخفونه في مركزهم. في عمق مراكزهم وفي قلب المركز يتواجد ثقب أسود هائل جدا. أي ثقب تقليدي تشكل من موت وإنهيار نجم هائل يزن على الأغلب بضعة أضعاف كتلة شمسنا. أما في تلك المجرات فإن الثقوب السوداء يمكن أن تكون ذات كتلة عدة بلايين الشموس. لا يوجد نجم وحيد يمكن أن يفعل ذلك. لربما تشكل هذا الثقب الهائل في منطقة نشطة، يرسل كل إصطدام مجري مواده إلى داخل مركز المجرة حيث يلتقته ذلك الثقب فيتحول تدريجيا من مجرد ثقب عادي إلى ثقب عملاق، لذا تلك الثقوب في الغالب تعكس تاريخ تشكل المجرة.
هذا النوع من المجرات، والتي هي من بين الأنظمة النجمية الأكبر في الكون بما تحتويه من نجوم يصل حتى تريليون شمس، وتحتفظ بتاريخ طويل للإصطدامات المجرية، قد تزودنا بنظرة خاطفة نحو مستقبل الكون. هل ستواصل المجرات الإهليجية إستهلاك كل المجرات الحلزونية؟ ويؤدي إلى إنفراد المجراتالإهليليجية لوحدها في الكون خلال المستقبل البعيد، لربما، فهذا النوع هو بمثابة مخزن هائل من المعلومات في كلا من ماضي ومستقبل كوننا، وهذا ما سوف يشغل علماءنا خلال المستقل للوصول إلى الكثير من المعلومات.
تصنيف هابل
في سلسلة هابل Hubble Sequence تصنف المجرات من E0 وحتى E7، يتعلق الرقم بكيفية ظهور التسطح الإهليجي للمجرة، حيث تمثل E0 عدم وجود تسطح أي انها كروية الشكل إلى حد ما و E7 يشير إلى وجود إستطالة كبيرة في الشكل الإهليجي. يستعمل مخطط هابل الإهليليجية الظاهرة للمجرة، لذا يشير إلى تقدير لشكل المجرة في القبة السماوية، وليس شكله الفعلي.
المصدر: ملتقى و منتديات جياد السراب - من قسم: منتدى العلوم الكونيه