[IMG]file:///C:\DOCUME~1\bahaa\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\cl ip_image002.jpg[/IMG]الأمام على بن أبى طالب عليه السلام
هو أبو الحسن على بن ابى طالب ولد فى مكة يوم( 17 مارس 599م - 28 فبراير 661 م) , صحابى و واحد من العشره المبشرين بالجنة و ابن عم محمد نبى الاسلام ورابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأول أئمة الإثنا عشرية عند الشيعه. بقى خليفة للمسلمين سنة35 هجرية و فضل خليفة خمس سنين وتلات شهور لحد ما قتله عبد الرحمن بن ملجم .
ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الثالث عشر من شهر الله رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وكانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة المشرفة يوم الجمعة، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه، اكراما من الله تعالى جل اسمه له بذلك، واجلالا لمحله في التعظيم. قال الحاكم النيسابوري : وقد تواترت الأخبار انّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة
وبعد خروج فاطمة بنت أسد من جوف الكعبة، ذهب البشير إلى أبي طالب ليبشر بخروج زوجته مع وليدها، فأقبل هو وأهل بيته مسرعين، وتقدّم من بينهم النبي (صلى الله عليه وآله) فضمّه الى صدره، وحمله الى بيت أبي طالب ـ ثم انقدح في ذهن أبي طالب أن يسمّي وليده «عليّاً» وهكذا سمّاه، وأقام أبو طالب وليمةً على شرف الوليد المبارك]
تربيته ونشأته
لقد نشأ إمامنا عليه السلام في حجر النبي صلى الله عليه وآله، وذلك بعد أن أخذه رسول الله من عمه أبي طالب ليخفف عن عمه ثقل المعيشة، كما ذكر المؤرخّون في أنّه أصابت مكّة أزمة مهلكة وسنة مجدبة منهكة، وكان أبو طالب رضي الله عنه ذا مال يسير وعيال كثير فأصابه ما أصاب قريشاً من العدم والضائقة والجهد والفاقة، فعند ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عمّه العباس الى أن يتكفّل كل واحد منهما واحداً من أبناء أبي طالب وكان العباس ذا مال وثروة وجدة فوافقه العباس على ذلك، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام، واخذ العباس جعفراً وتكفّل أمره، وتولّى شؤونه
ومن هنا نعرف أن الإمام عليه السلام تربى على القيم الأخلاقية والقواعد الإنسانية النبيلة، والتي أخذها الإمام عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله ... وقد ذكر الامام علي عليه السلام ما أسداه الرسول الكريم اليه وما قام به تجاهه في تلك الفترة اذ قال : «وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه. وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره .
ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة
نماذج من بطولة وشجاعة الإمام علي عليه السلام في المعارك والحروب
1. معركة بدر:
في معركة بدر كان عدد المسلمين يساوي ثلث جيش عدوهم و كانت العدة لدى المسلمين ليست ذات بال،فعلى سبيل المثال كانوا لقلة ركائبهم يركب منهم الاثنان و الثلاثة و الأربعة على بعير واحد،و لم يكن منهم فارس غير المقداد بن الأسود الكندي،و كانت أسلحة بعضهم من جريد النخل و نحوه.
حتى إذا اضطرمت نار الفتنة تقدم علي (ع) و كان يحمل لواء الرسول (ص) (1) فخاض غمار معركة حامية غير متكافئة،كان المسلمون خلالها يستغيثون ربهم طلبا للنصر فاستجاب لهم و أمدهم بالملائكة،و قد انتهت المعركة بمقتل سبعين رجلا من المشركين كان مقتل نحو نصف عددهم بسيف علي .
هناك رواية عن أحد الصحابة يقول:قتل علي نصف المشركين الذين قتلوا في بدر و شاركنا في النصف الثاني.
2. في معركة أحد:
كان رسول الله (ص) قد أعطى لواء المهاجرين لعلي (ع) ،و لما اشتبك الطرفان كان النصر ابتداء للمسلمين،بيد أن حماة جبل أحد الذين أمرهم الرسول (ص) بعدم مفارقته تركوا أماكنهم بعد فرار المشركين طمعا في الغنائم و المتاع،فصعدت إحدى فرق المشركين بقيادة خالد بن الوليد الجبل،فتغير الموقف لمصلحة المشركين و خسر المسلمون الكثير من الشهداء،و اصيب الرسول (ص) بجروح في وجهه الكريم و كسرت رباعيته و حيث لم يبق مع رسول الله (ص) في ذلك الموقف الرهيب بعد فرار المسلمين غير علي (ع) و أبي دجانة و سهل بن حنيف،استبسل علي (ع) كعادته في الدفاع عن رسول الله (ص) و مجد الرسالة الإلهية،و قتل حملة اللواء من المشركين واحدا بعد الآخر،و كانوا تسعة رجال،ثمانية من بني عبد الدار و تاسعهم عبدهم (3) ،مما أربك العدو و اضطره للفرار.
3. في غزوة الأحزاب:
في غزوة الأحزاب طوقت المدينة بعشرة آلاف من المشركين بشتى فصائلهم،و نقض بنو قريظة صلحهم مع رسول الله (ص) و انضموا إلى صفوف الغزاة،فتغير ميزان القوى لصالح العدو،و بلغ الذعر في نفوس المسلمين أيما مبلغ،فقد زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و زلزلت نفوس و ظنت نفوس بالله الظنونـكما حدثنا القرآن (4) ـ.
و بدأ العدو هجومه بعبور عمرو بن عبد ود العامريـأحد أبطال الشركـالخندقـالذي حفره المسلمونـمع بعض رجاله،فهددوا المسلمين في داخل المدينة بل في داخل تحصيناتهم،و راح ابن عبد ود يصول و يجول،و يتوعد المسلمين و يتفاخر عليهم ببطولته،و يستعلي و ينادي:هل من مبارز؟فقام علي (ع) و قال:أنا له يا رسول الله.قال رسول الله (ص) :اجلس إنه عمرو!و كرر ابن عبد ود النداء و جعل يوبخ المسلمين،و يسخر بهم و يقول:أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم يدخلها،أفلا تبرزون لي رجلا؟
و لما لم يجبه أحد من المسلمين،كرر علي (ع) طلبه:أنا له يا رسول الله.فقال (ص) :اجلس إنه عمرو!فأبدى علي عدم اكتراثه بعمرو و غيره،قائلا:و إن كان عمرا!!فأذن رسول الله لعلي (ع) ،و أعطاه سيفه ذا الفقار،و ألبسه درعه،و عممه بعمامته.ثم قال (ص) :
«اللهم هذا أخي و ابن عمي،فلا تذرني فردا،و أنت خير الوارثين» .
و مضى علي (ع) إلى الميدان،و خاطب ابن عبد ود بقوله:يا عمرو!إنك كنت عاهدت الله،أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا قبلتها.قال عمرو:أجل.فقال علي (ع) :فإني أدعوك إلى الله و إلى رسوله (ص) و إلى الاسلام.فقال:لا حاجة لي بذلك.قال له الإمام:فإني أدعوك إلى البراز.فقال عمرو:إني أكره أن اهريق دمك،و إن أباك كان صديقا لي.
فرد عليه الإمام (ع) قائلا:لكني و الله أحب أن أقتلك،فغضب عمرو،و بدأ الهجوم على علي (ع) فصده الإمام برباطة جأشه المعتاد،و أرداه قتيلا،فعلا التكبير و التهليل في صفوف المسلمين (6 .
و لما عاد الإمام (ع) ظافرا استقبله رسول الله (ص) و هو يقول:
«لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود،أفضل من عمل امتي إلى يومالقيامة» .
و بعد مقتل ابن عبد ود بادر علي (ع) إلى سد الثغرة التي عبر منها عمرو و رجاله و رابط عندها (8) مزمعا القضاء على كل من تسول له نفسه التسلل من المشركين،و لو لا ذلك الموقف البطولي لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين،بذلك العدد الهائل.
و هكذا كانت بطولة علي (ع) في غزوة الأحزاب أهم عناصر النصر للمعسكر الاسلامي،و انهزام المشركين.
4. في غزوة خيبر:
عجز علية القوم عن الثبات أمام اليهود،و لما بان ضعف الجميع عن اقتحام حصون خيبر حتى تأخر فتحها أياما قال رسول الله (ص )
«لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله،كرارا غير فرار،لا يرجع حتى يفتح الله على يديه» (9 .
و لما كان الغد أعطاها رسول الله (ص) عليا فاقتحم حصون خيبر و دخلها عليهم عنوة،و قتل بطلهم مرحبا ثم فتح الحصون جميعا
.
5. في غزوة حنين:
و في غزوة حنين فر المسلمون فلم يبق مع رسول الله (ص) غير علي (10) و العباسو بعض بني هاشم فكان النصر بعد دعوة المسلمين لميدان القتال و كان الظفر.
هذه صور يسيرة من مواقف الصمود التي سجلها الإمام علي (ع) بين يدي قائده رسول الله (ص) في أدق الساعات و أكثرها حرجا (11) .
و من نافلة القول أن نعيد إلى الأذهان أن عليا (ع) قد اشترك في حروب رسول الله جميعا غير تبوك (12) و ذلك بأمر من الرسول (ص) بنفسه،و كان له في جميعها القدح المعلى،هذا عدا الغزوات التي قادها بنفسه (ع ) .
و الباحث المنصف حين يتناول حياة الإمام علي (ع) بالدراسة و في شطرها الجهادي بالذات يقف مذهولا أمام بطولته الفريدة و تضحياته المعطاءة،لكن البطولة بما هي بطولة ليست هي الميزة في جهاد علي (ع) و إن كان ميدانها الواسع و شمولها يبقى سمة من سماته (ع) و لكن الأهم فيها إنما هو الإخلاص لله تعالى و التضحية في سبيله.
فإيمان علي (ع) بالله تعالى يبقى هو الحافز و المحرك الوحيد لتلك البطولات العظيمة التي سجلها تاريخ الاسلام في أنصع صفحاته بشكل لم يسجل مثلها لسواه.
و حسبك في ذلك أن كثيرا من المواقف العسكرية ـكما رأيناـيتعرض فيها علية القوم فضلا عن عامتهم للوهن بل و الهزيمة النكراء،غير أن التاريخ لم يسجل لعلي (ع) إلا الثبات و الفداء و التضحية في كل موقف،صمد الناس فيه أم انهزموا،الأمرالذي لا يفسر إلا ما يتمتع به علي (ع) من صدق اليقين و عمق الاستعانة و التوكل على الله و العبودية له و اللا مبالاة بما سواه كبر ذلك أم صغر،إضافة إلى ما يتمتع به علي (ع) من علو الهمة و قوة العزيمة و رباطة الجأش و سمو النفس.
أمير المؤمنين علي (عليه السلام)في لحظات استشهادهليس الحديث عن الشهادة أو الشهيد بالأمر الهيّن ، فالمسألة هنا لا تتعلق بكلام عن أمرٍ عادي يمكن التعبير عنه بجمل منمقة وعبارات مزخرفة، بل إن الأمر يستلزم نوعاً من المشاركة الروحية كيما يتم التواصل مع عظمة الموقف والانصهار في بوتقته القدسية. وإذا كان هذا هو حال الحديث عن الشهادة بالمطلق، فكيف يكون الأمر إذا ما كان الحديث عن شهادة أمير المؤمنين وسيد المتقين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).لقد قضى أمير المؤمنين (سلام الله عليه) شهيداً بالكوفة على يد شر خلق الله عبد الرحمن بن ملجم وهو من الخوارج وذلك في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، وكان له من العمر يومئذ ثلاث وستون سنة قضاها في سبيل الله ومن أجل إحلال العدل وإقامة حكم الله في الأرض.عليٌ هذا ، هو ابن عم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخليفته وزوج ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين وأبو السبطين الشهيدين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وهو أول من آمن برسالة النبي ودعوته، وأول من صلى معه، كما أنه لم يسجد قط للأصنام، وهو الذي افتدى الرسول بروحه إذ بات على فراشه يوم تآمرت القبائل وتألبت لقتله. ولقد قال فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار )). وقال أيضاً: (( يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبي من بعدي )) . هذه المزايا الفريدة التي تُعدُّ غيضاً من فيض الخصائص المتميزة لهذا الإمام تكشف بعض جوانب شخصيته الفذة وبلوغه قمة الكمال الإنساني، حيث أمر الله رسوله أن يوصي به خليفة على المسلمين من بعده: ( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ ) ، وهو ما فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أثناء حجة الوداع في منطقة تدعى غدير خم ، حيث جمع المسلمين وخطب فيهم ، ونادى علياً وأوقفه إلى جانبه ورفع له يده , وقال : (( ألست أولى بكم من أنفسكم )) ، قالوا: بلى يا رسول الله ، فقال: (( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار )) . على أن ما نريد التعرض إليه هنا هو حادثة استشهاده المفجعة وما أظهره أثناءها سيد الأوصياء (عليه السلام) من أمثولات ودروس تثير الإعجاب والإكبار. ففي سكون الليل وهجعة الناس كان علي يقوم في جوف الليالي الحالكات يتعبد ويناجي ربه في بيت الله ، فيتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: (( إلهي إنك كما أحب فاجعلني كما تحب يا رب العالمين )). يغشى عليه المرة تلو المرة من خشية الله وتجليات عظمته.