# من أين أبدأ رحلتي..!! #
منْ أينَ أبدأُ رحلتي..؟
بالأمسِ كنتُ مُغامراً،
بَطَلاً أُسافرُ في سفينِ الشوقِ
أقتحمُ البِحارْ..!!
وتظلُ أشرعتي مُعَلَّقةً
بجفنِ الأفقِ تلتهمُ المسارْ..!!
حُلُمٌ يُداعبُ مُقلتي..!!
كابوسُ هذا الحلمِ يسكنُ غرفتي...
يَمْتَدُّ كالشريانِ في صحراءِأوردتي.
ومنْ عينيهِ ألمحُ طلّةَ الشبحِ المخيفْ..!!
تنفَجِرُ الأفكارُ في رأسيَ ينابيعاً
ويُسكرني رُؤى المطر الشفيف..!!
داري التي ضَيَّعْتُهَا..
في ظلِّ أروقةِِ الزمنْ..
داري التي ما عدتُ أعرفها، ومُذْ غادَرْتُها
أني أعيشُ بلا وطنْ..!!
من يطفئُ النارَ التي في مهجتي..؟
أنا لستُ أدري كيفَ أبدأُ رحلتي..؟
***
الوردُ أغمضَ جَفْنهُ عند المساءْ..!!
وامتد طرفُ الليل يكتسحُ الضياءْ..!!
ودّعتِني، وَنَهَبْتِ من قلبي جُذوركِ
قُلْتِ إنكِّ راحلهْ..!!
وَتَلَّفْتَ القلبُ الكسيرُ إلى غيابِ القافلهْ..!!
ومضيتِ لا تدرين إنَّكِ قاتلهْ..!!
ضيّعتِني، وتركتِ في صدري نُدُوبَ الكبرياءْ..!!
أبداً أعيشُ كناسكٍ في معبدي..!!
وأنا خَدينُ الحزنِ أعبرُ تائهاً
بينَ المساجدِ، والكنائسِ والصلاةْ..!!
وأمدُّ كفي للوداع، فلا وَدَاعْ..!!
وَتُطِلُّ من خَلفِ الضبابِ قبابُ
تلكَ القريةِ..!!
يا موعِداً..!!
ما عشتُ لا أنساهُ يوْمَ العودةِ..!!
قَبَّلْتُ ظِئْرَ الأرضِ في لَهَفِ الحَنانْ..!!
ووقفتُ يسحرني النداءْ..!!
والعالمُ المأفونُ يعرفُ قصتي...
أنا لستُ أدري كيفَ أبدأ رحلتي..؟
***
حَدَّقْتُ بالأفق البعيدِ فما
رأيتُ سوى طيوفٍ عابرهْ..!!
فحملتُ أشلائي لأدفِنُهَا بأرضِ
الغربةِ السوداءِ في أرضِ الضِياعْ..!!
وألوبُ في دوامةٍ حمقاءَ
يقتلني الضجرْ..!!
أأظلُّ أرنو للسحابِ وأنطوي في ظِلِّ
أروقة الشجرْ..!!
أأظلُّ أمشي في الدروبِ تغرنّي في الليلِ
آلاف الصورْ..!!؟
قلبي هنا يروي بقايا قِصَتي..!!
وَطَنٌ أنا
والعالمُ المأفونُ يَحرِقُ جثتي..!!
وبِرُغمِ كلِ الحزنِ والألم المرير بمهجتي..!!
ما عدتُ أعرفُ كيفَ أبدأُ رحلتي..!!