بحث ( ماهي الشياطين )
قال القاضي ابو يعلى : الشياطين مردة الجن وشرارهم . وكذلك يقال في الشرير: مارد وشيطان من الشياطين وقد قال تعالى (شيطان مارد) الصافات 3 ..
وقال الجوهري ( شطن عنه بعد واشطنه ابعده) وقال ابن اي السكيت ( شطنه يشطنه شطنا اذا خالف عن نية وجهه وبئر شطون بعيدة القعر ونوى شطون بعيدا .
قال تعالى ( طلعها كأنه رؤس الشياطين ) الصافات 65
قال البيضاوي ( طلعها اي حملها مستعار من طلع الثمر لمشاركته اياه في الشكل او لطلوعه من الشجر ( كأنها رؤوس الشياطين ) في تناهي القبح والهول وهو تشبيه المتخيل كتشبيه الفائق في الحسن بالملك وقيل الشياطين حيات هائلة قبيحة المنظر لها اعراف ولعلها سميت بها لذلك نقلا عن بحار الانوار.
وفي هذا التفسير اشار الى ان للشياطين صورة قبيحة دون تحديد معالم القبح وبالتالي فانها تترك للخيال معالم القبح هذه .
اما بالنسبة للأية التالية قوله تعالى 0 فلما راها تهتز كأنها جان ولى مدبر ولم يعقب )النمل 4.
فأنها تفيد ان الجان يهتزون بطريقة تؤدي الى اصابة الرائي بالذعر وهذا الامر يبدو احد الاوصاف التي قد تنطيق على الجن بناء على كون الجان هو غيرالجن وانهم جنس يضم الجن على هذا الاساس ربما كأن هذا الوصف جامع لجميع الجان وبذلك نفترض ان الجن يهتزون وقد يكون هذا الاهتزازصفة ملازمة لهم في جميع احوالهم يشمل جميع اوصاله ؟ بحيث ان الجسم يتردد بين نقطتين وبالتالي ان نقطة ارتكازه ليست هي مركز واحد بل هي عبارة عن التردد بين مركزين وهكذا فأن هاتين اللأيتين حددتا معلمين من معالم شخصية الجن :
الاول : هو القبح الممعن في القبح ولسنا ندري هل ان هذا الوصف خاص بشياطين الجن ام شياطين الجن والانس ويكون طبعا وصفا لحالهم في الاخرة وبعد الدخول في النار ؟ وثم انه يتضمن ان يكون وصفا لبعض الجان بناء على ان الشياطين هم من ذرية ابليس وبالتالي فأنه يشمل بقية افراد الجن .
غي ان هذا الوصف يمكن ان يكون وصفا عاما لجميع الجن لأن الكفر والايمان لا يغير من البنية والشكل والصور وتكون النتيجة ان القران الكريم اكد بشاعة خلقة الجن من وجهة النظر ومعايير الأنسان الجنالية
الثاني : هو الاهتزاز وهو شكل مرعب من اشكال الاهتزاز اذن انه دفع الانسان وهو في العادة من اهل رباطة الجأش والشجاعة الى الهرب ولعل السبب هو المفاجئة وقد يكون نفس الاهتزاز باعثا على الخوف .
ومن هنا فان ابرز اوصاف الجن التي ذكرها القران الكريم هي اوصاف مخيفة وهي الاهتزاز والشكل البشع