إن مخالفة النفس في كثير من المواطن وخاصة في موارد ( التحدي ) الشديد , تفتح آفاقاً واسعة أمام صاحبها لم يكتشفها من قبل .. هذا ( الفتح ) وما يستتبعه من التذاذ يكشف الآفاق الجديدة في نفسه , مدعاة لتيسير مخالفة الهوى لدرجة يصل العبد إلى مرحلة ( احتراف ) مخالفة النفس فلا يجد عناء كثير في ذلك توقعاً للثمار . إذ يصبر أياماً قصاراً , تعقبها راحة طويلة .. شأنه في ذلك شأن أبناء الدنيا في تحمل بعض المشاق , وترك بعض اللذائذ الدنيوية طلباً للذة أدوم وأعمق كالمتحمل للغربة جمعاً للمال وكالتارك لبعض هواه تقرباً لمن يهواه ..