غريزة التبرير وتبرئة النفس من الأخطاء , وحملها على الآخرين , غريزة واضحة لدى أغلب الناس , فما من شخص يخطئ ويقر بخطئه,أو يقصر في واجب ما ويعترف بذلك التقصير... فحب المدح والإطراء المتفرع عن حب الأنا هو منشأ التنصل عن الخطأ, لأن الاعتراف بالخطاء يخشى منه التأنيب ويلحق به الذم, ومن هنا كان التنصل عن المسؤولية عن الأخطاء والعيوب والخلل في كل مجال يسلط فيه الضوء ويقع تحت دائرة المحاسبة ...والأكثر من ذلك فداحة , أن يحمل الشخص المخطئ خطأه على الغير,لا بل ويصفه بأقبح النعوتات ليبرئ نفسه من كل مسؤولية عن الأخطاء.. ومعلوم أن الاعتراف بـــــالخطأ فضيلة وأن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له وبعكسه يقول أئمتنا (ع) ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم...أذن من المفروض, محاسبة النفس لكونها خطوة أولى في الإصلاح مع الله ومع الناس من حيث التجاوز على حقوق الآخرين واهتضامهم والأقبح من ذلك التجاوز أن نجعل الآخرين هم المقصرين وهم المخطئين لأجل تنزيه هذه النفس الأمارة بالسوء وعدم زجها تحت دائرة اللوم والعتاب ..يقول رسول الله(ص) ألا وأن ..(أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت وأحمق الحمقاء من أتبع هواه وتمنى على الله الأماني )