بكـــاء الأطفال له فوائد
قال الإمام جعفر الصادق " عليه السلام " : اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة , وأعلم أن أدمعة الأطفال رطوبة ان بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثاً جليلة وعللاً عظيمة من ذهاب البصر وغيره , والبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم , أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك , فهما دائبان ليسكتانه ويتوليان في الأمور مرضاته لئلا يبكي ,وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له وأجمل عاقبة , فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال , ولو عرفوا ذلك لم يقضوا على الشيء أنه لا منفعة فيه من أجل أنهم لا يعرفونه ولا يعلمون السبب فيه , فإن كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون ,وكثيراً ما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه وعلت كلمته , فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريق ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقيت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة , كمن تراه غلبت عليه الرطوبة فأخرجته إلى حد البله والجنون والتخليط , إلى غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج واللقوة وما أشبههما , فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم , فتفضل على خلقه بما جهلوه ونظر لهم بما لم يعرفوه ولو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك من التمادي في معصيته , فسبحانه ما أجل نعمته وأسبغها على المستحقين وغيرهم من خلقه وتعالى عما يقول المبطلون علواً كبيراً .