اليوم دقت أجراس الرحيل
وبدأ العد التنازلي
لنبضات قلبي
اليوم سأرحل إلى العالم المجهول
رحلة لا عودة بعدها
اليوم لا أعرف
من سيذكرني ويبكيني
ومن ذا الذي سيفرح ويبتهج لفراقي
الوداع هاهي ذي الدنيا تهتف لي من خلف ستار مدمع ..
أيها الوداع ..!! أنت لحظات قاسية ومؤلمة
تستنزف عبرات ودمعات ربما تكون مستكنة
في فؤاد المجروحين ..!!
أيها الوداع ..!! أنت لحظات تختلج فيها
الحناجر المكلومة وسترسل فيها المقل الدامية
لتزيح الستار عن نزيف محترق يخرج من بين
حرارة الأضلاع ومسافات الرحيل ..!!
أيها الوداع ..!! أنت حقيقة مرة وكأس الكل
شارب منها ليتذوق مرارة الوداع وحرقته ..!!
هاهي رايات الوداع ترفرف مع الغروب لتثير
فيّ حشرجات الألم والشعور بغصات البكاء
ينحر حنجرتي ..!!
هاهي رايات الوداع ترفرف مع الغروب لتضفي
على شواطيء الحزن الكسير في فؤادي
ومضات صامتة ..!! ونظرات دامية تحلق في
عالم مجهول ..!!
أهو عالم صراخات الوداع وضجة الرحيل ..؟؟
ربما ..!!
هاهي دموعي الساخنة تسقط على ذكريات
الوداع التي تلوح لي كأسراب طيور النورس
المهاجرة نحو مغيب الشمس الحزين ..!!
أيها الوداع ..!! أيها الوداع ..!!
أنت حقيقة عذاب السنين وقهر الأيام .. ومسبب
داء الحزن والسهاد .. نعم .. نعم أنت حقيقة
مؤلمة ..!!
لقد تماسكت كثيرا .. ولكنني في هذه اللحظات ..
( لحظات الوداع ) .. لا أستطيع إلا أن أقف
صامتا .. فتنحدر من وجنتيّ دمعتان حرّى
تتسابقان نحو الفناء .. وماضيتان إلى المستقبل
المجهول والمظلم ..
وداعــــا ...!!!