أين الله ؟؟......
إن العقول السوية والفطرة السليمة تبحث عن خالق هذا الكون البديع وما فيه من مخلوقات، فتُجمع على ربوبيته.
وتسير في طريق البحث عن الله متسائلة عدة تساؤلات وتريد الإجابة عليها حتى تطمئن النفس وتشعر بالسعادة ومن هذه الأسئلة:
هل يمكن أن يكون للكون إلهين ؟؟...
لا تجد العقول بُدًّا من الإقرار بوجود إله واحد، وإلا لو كان ثمة إلهين اثنين ـ على سبيل الفرض الجدلي ـ يبقى السؤال: كيف إذا تعارضا واختلفا وأراد كل منهما أن ينفذ مشيئته؟!! فأراد أحدهما أمرًا وأراد الآخر خلافه، فلا محالة أن يعلو أحدهما على الآخر، ولا يعدو الأخير إلا أن يكون عاجزًا، وهل يكون العاجز إلهًا؟!! ويبقى أن الإله واحد.
ماهي قوة الإله؟؟......
مِنْ العجب أن يتعبد المرء لعاجز لا حول له ولا قوة، ليس له ملك السماوات والأرض، لا ولن يخلق شيئًا، لا يملك لنفسه ـ فضلًا عن غيره ـ ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا!!، إن الله أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.
إن النظر في هذا الكون وجريانه في نسق واحد محكم منتظم على نحو مبدع معجز؛ ليدل أكبر دلالة على أنه من تدبير إله واحد عليم قدير.
أليس هذا النسق المحكم والنظام الذي يسير طوال الحياة فلا يختل ولا يتوقف ثانية واحدة مما يترتب عليه خراب العالم، كل ذلك لا يقدر عليه إلا الله، أليس المبدع هذا الإبداع في الخلق والتدبير واحد لا ضدَّ له ولا شريك؟! ألا يدل هذا دلالة واضحة راسخة على استحالة وجود إلهين لكل من كان يعقل؟!.
لو كان في السماوات والأرض آلهة إلا الله لفسدتا وفسد من فيهما من المخلوقات، فإن العالم ـ على ما يُرى ـ في أكمل ما يكون من الصلاح والانتظام، الذي ما فيه خلل ولا عيب، ولا ممانعة، ولا معارضة، فدل ذلك على أن مدبره واحد، وربه واحد، وإلهه واحد، فلو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك؛ لاختل نظامه، وتقوضت أركانه؛ فإنهما يتمانعان ويتعارضان، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء، وأراد الآخر عدمه، فإنه محال وجود مرادهما معا، ووجود مراد أحدهما دون الآخر، يدل على عجز الآخر، وعدم اقتداره، واتفاقهما على مراد واحد في جميع الأمور غير ممكن؛ فإذًا يتعين أن يكون القاهر الذي يُوجِد مراده وحده من غير ممانع ولا مدافع هو الله الواحد القهار.
• ففي العهد القديم (التوراة)
الرب واحد
"الرب هو الإله ليس آخر سواه" (سفر التثنية 4: 35)، "أنا الرب وليس آخر لا إله سواي) (أشعياء 45: 5)
• ونجد من أقوال الفيلسوف اليوناني (أفلاطون)
الغاية العليا
"هذا العالم يظهر لنا على هذا النحو الذي لم يُترك فيه شيء للمصادفة، بل كل جزء من أجزائه متجهًا نحو غاية، وتلك الغاية متجهة إلى غاية أعلى منها، وهكذا يتم الوصول إلى غاية نهائية منفردة وحيدة".