أحلامٌ ضائعة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
وكأن النجمة قد حضرت ــ برحاب البيت وقد دخلت
وخطاها تسبقها القدمُ
بيديَّ قبلتُ هديتها ــ عينايَ تراقب بسمتها
والقلب يعانقه القلمُ
القلب يحير لي أمري ــ والنار اشتعلت في صدري
والروح يواكبها الألمُ
وجهٌ كالبدر يقابلني ــ وسهام العين تلاحقني
والنفس يحاصرها الندمُ
بسنينٍ ضاعت من عمري ــ كالغيم تمر ولا أدري
والجسم يعذبه السقمُ
لو أن العمر يفاجئني ــ لبزوغ الفجر يعاودني
والشيب برأسي ينعدمُ
لجعلت الجنة موئلنا ــ وزهور الحب تجمّعنا
لن يدخل خيمتنا السأمُ
ونطير لأحضان السحبِ ــ للجنةِ نمضي كالشهبِ
والحور يرافقها النغمُ
سنطوف منازل جنتنا ــ ولنعرف موطن صحبتنا
والحب طبيعته الكرمُ
لو أن العمر يفاجئني ــ لحدود الصيف يعاودني
والشيب برأسي ينعدمُ
والصدفة تلعب لعبتها ــ وتكوني طبعاً وردتها
والوردة ترعاها الأممُ
فسأبني حولكِ أسوارا ــ وجنائن تحوي أنهارا
وقصوراً يملؤها الخدمُ
وسأزرع حول حديقتنا ــ رتلاً من جيشٍ يحرسنا
وجنوداً تعلوها الهممُ
وجوارٍ تملأ مأواكِ ــ وكواعب تحرس مثواكِ
وشراباً يجلبه الحشمُ
وسأنصبُ عرشكِ في قلبي ــ لتنام جفونكِ يا حبي
والبهجة حلاها الكلمُ
لو أن العمر يفاجئني ــ لربيع الحب يعاودني
والشيب برأسي ينعدمُ
لدرستُ فنون الإبحارِ ــ وركبت البحر بإصرارِ
والمركب يعلوها العلمُ
وتكوني وحدكِ مؤنستي ــ لتضيءِ بليلي مركبتي
ويدور برأسينا الحلُمُ
ونسافر نحو المجهولِ ــ من دون سلاحٍ محمولِ
وبلا يتعقبنا الندمُ
وسنرسو فوق جزيرتنا ــ والحب يهوّن وحدتنا
والحب يثبته القسمُ
لو أن العمر يفاجئني ــ لزمان الطيش يعاودني
والشيب برأسي ينعدمُ
أتحدى الكون بأفعالي ــ والحب برأسي موالي
والشرُّ بعيداً ينهزمُ
والنور يشع بعينيكِ ــ والخير سيأتي بيديكِ
وظلال الفرحة نغتنمُ
سأحطم كبرى الأسوارِ ــ وأخوض النهر بأفكاري
والويل لمن لا ينسجمُ
وسنبني البيت يؤهلنا ــ ورياح الشر تغادرنا
والحب لدينا منتظمُ
لو أن العمر يفاجئني ــ لعصور الجهل يعاودني
والشيب برأسي ينعدمُ
لأخذتُ مكانك يا عنتر ــ وركبتُ حصانك يا أسمر
ولأجل الحب سأنتقمُ
سأخوض معارك صيفية ــ وتكون العبلة ريفية
وحصاني الأبيض يقتحمُ
وأطير بعبلة منتصرا ــ للخيمة في وسط الصحرا
والحب لدينا يلتحمُ
سنعيش الحب بخيمتنا ــ والسيف لدينا يحرسنا
والزاد لدينا نقتسمُ
لو أن العمر يفاجئني ــ ولعصر النور يعاودني
والشيب برأسي ينعدمُ
وكذا الإسلام يشاهدني ــ لرحاب الكعبة ينقلني
ومعاً في الدرب سنلتئمُ
وتكون العفة منهجنا ــ والحب يؤكد مسلكنا
وبحبل الله سنعتصمُ
ونعود لأهلكِ يا قدسُ ــ وتعود البهجة والعرسُ
والليل يحليه النغمُ
أحلامٌ تصدر من قلبي ــ وشعورٌ ينبع من حبي
بخواطر يكتبها القلمُ
للحب قواعد يتبعها ــ وشذوذاً عنها يرفضها
والعقل بهذا ينسجمُ
للحب أوامر يصدرها ــ والقلب ينفذ جوهرها
والنفس يراودها الحلم
للحب معانٍ نقبلها ــ للقلب رسول نبعثها
لصفاء الروح فتلتئمُ
مع تحيات رجب الجوابرة