يكفي أن يلتفت إلي باسما
لتستعيد هذه الدنيا الشمطاء صباها !
يكفي أن يلتفت إلي باسما
لتستعيد هذه الدنيا الشمطاء صباها !
على شمال القلب يا بوصلة الروح
تقيم غصة تتعاظم عند كل صباح يجيء فيه صوتك مرهقا يتعكز المكابرة !
لطالما كنت أتساءل كيف لضحكة عينيك أن تستحيل أغنية
يقفز لها في القلب طفل الشوق حتى يشيخ !
صوتك معطفي وهذا الشتاء جائر، جائر جدا يا أبي !
صيري سباعية .. أمر صعب حين يتعلق الأمر
بمهمة إسكات قلب طفل
وجائع جدا إلى كتف أب وكف شقيق وكسرة أمان !
احاول ان افهمك خيزران ...لكن الفهم غير الشعور ....اعذري قلبا عاش اليتم قبل نضج الاحساس .
ربما انت على حق ....لكنني لا اعرف طعم هذه الكلمات خيزران ....لا اعرفها ....(بابا )..كلمة لا اذكرها ...و (باباتي ) اظنني لم اسمعها ...وربما سرقتها ريح النسيان مع ما سرقت من اشياء طفولتي المبكرة ...
كبرت دون ان اتوقف لأبكي عليها ...و ها انت تجرينني من ياقة الروح ..الى منصة بكاء متأخر ....
حفظ الله لك معطفك و مظلتك .....و عافاه ..دعاء من كل قلبي ..انه سميع مجيب .
اللهم آمين اللهم آمين وإياكم ...
لا أدري يا فيري ماذا أقول ولا أدري أينا الأوسع حظا
أهي التي لم تتذوق حلاوة العطف الأبوي حتى أنها لم تستشعر
مرارة فقدانه
أم تلك التي اشتدت سواعد قلبها على رغيف الأبوة
حتى خارت قواها وهي تتخيل لحظة حرمانها من بركته وشهي مذاقه
لا أدري يا فيري أينا الأحق بموعد بكاء مستحق
على تقصيرنا في شكران نعمة الصلادة التي منحتك إياها أقدار الرحيم
ونعمة الرعاية التي منحتني إياها تلك الأقدار
كلانا منعم يا جميلة وما من شيء يستوجب البكاء بحق
سوى تقصيرنا تجاه كل تلك الرحمة التي تستبطن وجع الأقدار
أتعلمين ؟
وحده الحديث الدافئ معك في مثل هذه الليالي الباردة
نعمة عظيمة تستوجب شكرانا طويلا
لا حرمني الله دفء صوتك
وشكرا عريضة كما لو إنها سجدة مودع !
و الله كأنك ترجمت تسبيح قلبي بكلماتك ...
حين انهمرت دموعي نطقت بالشكر عرفاناً لألهٍ عوضني بما قلت ِ و زادني منه حناناً ورعاية ...
الشكر لله على كل حال ....على كل حال صديقتي ....
دُمت محاطةً بعنايته
و لا حُرمنا صوتك الاروع