أبراهام شكسبير هو أشهر ضحايا نحس اليانصيب، إذ كان فقير الحال معدما حين أقبل عليه الحظ فجأة، حدث ذلك عام 2006 خلال رحلة عمل إلى ميامي برفقة صديقه مايكل فورد الذي توقف بشاحنته الصغيرة عند أحد المتاجر المنتشرة على طول الطريق من أجل شراء السجائر والمشروبات، وقبل أن يترجل من الشاحنة سأل شكسبير فيما إذا كان يود أن يشتري له شيئا في طريقه. فطلب منه شكسبير أن يشتري بطاقتي يانصيب وأعطاه دولاران من الخمسة دولارات التي لم يكن يملك مالا سواها. ثم مرت الأيام وشاء الحظ أن تفوز إحدى بطاقتي شكسبير بجائزة قدرها 30 مليون دولار، وهو الأمر الذي أوغر قلب مايكل فورد فرفع دعوى قضائية ضد صديقه مطالبا بجزء من قيمة الجائزة بحجة أنه هو الذي أشترى البطاقتين، لكنه خسر تلك الدعوى لاحقا ولم يحصل على شيء. أما شكسبير فقد تغيرت أحواله جذريا، هجر حيه الفقير البائس وأنتقل للسكن في قصر فخم بقيمة مليون دولار في أحد أرقى أحياء المدينة. لكن نشوة الثراء لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تسلل الضجر والحزن إلى قلبه بسبب كل أولئك الأشخاص الذين راحوا يتملقوه من أجل الحصول على جزء من ماله، حتى أنه أخبر شقيقه مرة قائلا : "لقد كان حالي أفضل عندما كنت فقيرا" .. وشكا لأحد أصدقاء طفولته قائلا : "لقد كنت أظن بأن جميع هؤلاء الناس هم أصدقائي، لكني فهمت لاحقا بأن كل ما يريدوه هو مالي فقط". وكانت الشقراء دوريس مور، الملقبة بدي دي، هي واحدة من تلك البطانة الانتهازية التي أحاطت بشكسبير، وقد أغوته وجعلته يدخل في مشاريع وهمية قامت عن طريقها بسرقة أمواله. ثم اختفى شكسبير فجأة عام 2009 ولم يعد يراه أحد، انقطعت أخباره تماما باستثناء بعض الرسائل النصية من هاتفه الخلوي والتي كانت تصل إلى أهله من حين إلى آخر. وفي تلك الرسائل كان شكسبير يقول بأنه هرب إلى مدينة أخرى ليبتعد من البطانة المنافقة المحيطة به. لكن الشكوك بدأت تراود عائلته حول مصيره، فتقدمت بشكوى إلى الشرطة لكشف ملابسات اختفاءه، وبعد عدة أشهر تمكنت الشرطة من الوصول إلى مكانه .. كان المسكين يرقد تحت خمسة أمتار من القاذورات والأتربة في حديقة منزل ديدي التي كانت قد قتلته بمساعدة عشيقها في مطلع عام 2009 بعد أن سرقت جميع أمواله ثم راحت تبعث الرسائل نصية من هاتفه لتوهم الناس بأنه مازال على قيد الحياة