التقليد
التقليد عبارة عن اتباع الإنسان غيره فيما يقول أو يفعل، معتقدا للحقيقة فيه، من غير نظر وتأمل في الدليل، كأن هذا المتبع، جعل قول الغير أو فعله قلادة في عنقه؛ وعبارة عن قبول قول الغير بلا حجة ولا دليل.
حلت لعنة على قرية في أقصى الأرض ، هذه اللعنة جاءت بسبب محاولة الناس فيها تقليد بعضهم البعض حتى أصبح الوضع مملاً للغاية ، فغضب أحد السحرة وألقى برماد على تراب البلدة وغادرها.
في اليوم التالي لمغادرة الساحر اختفى رجلان ... وفي اليوم الذي تلاه اختفى رجلان وامرأتان .. ثم بدأ العدد يزيد حتى خشيت القرية اندثارها...
من شدة الخوف ، بدأ الناس يجلسون في بيوتهم ولا يغادرونها ويتصلون ببعضهم باستخدام الهاتف لعل وعسى توصلوا إلى حل..
اتفق رجلان على زيارة الرجل الحكيم في القرية ليقترحوا عليه ما وجدوه من حلول قدمها أهل القرية ...
وصل الرجل الأول فاستقبله الحكيم وأجلسه في الغرفة .. وعندما وصل الرجل الثاني خرج الحكيم واستقبله وأدخله إلى الغرفة....
وعندما نظر القادم الجديد إلى الرجل الاول... حدثت المفاجأة!
اختفيا فجأة كأنهما لم يكونا من قبل... نظر الحكيم مندهشاً مرعوباً ، لكن المواقف هذه تحتاج رجال ولا تحتاج مترددين.
جلس يفكر ويقرأ في الكتب وحاول الاتصال بساحر القرية لكنه لم يرد ، فأدرك أن الأمر لعنة منه وضعها في القرية وهرب.
قضى الحكيم أياماً وهو يقرأ كتباً قديمة عن اللعنات وأشهرها فوجد سبب المشكلة ...إنها لعنة المقلدين!
هي لعنة تجعل كل شخص يحاول أن يقلد شخصاً أخر يختفي مباشرة عندما يراه وهذا سر اختفاء الناس ... لأنهم يقلدون بعضهم ولأن القرية تعيش على التقليد فهي قد تختفي نهائياً!!
المصيبة أن لا حل لهذه اللعنة ولا طرد لها سوى أن يغير الناس أنفسهم ، فاتصل الحكيم في كل بيت من بيوت القرية وأبلغهم بالحل..ا
انقسم الناس إلى فكرتين وبالتالي إلى مصيرين ؛ الذين رفضوا وواصلوا التقليد اختفوا ولم يعد لهم وجود ، والذين عاشوا شخصيتهم ما زالوا على قيد الحياة.
الحكمة : أنت تختفي عندما تحاول أن تكون شخصاً أخر.. كن أنت بدلاً من أن تكون لا شيء!.