[IMG]file:///C:\DOCUME~1\bahaa\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\cl ip_image002.jpg[/IMG]المختار الثقفيالمختار بن أبي عبيد هـ / 622 م - 67 هـ / 686 م) قائد عسكري طالب بدم الأمام الحسين بن علي وقتل جمعاً ممن قتلته ممن كان بالكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد - وعبيد الله بن زياد- وحرملة بن كاهل- وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم، سيطر على الحكم بالكوفة ورفع شعار "يا لثارات الحسين" وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قُتل في الكوفة عام 67 للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير- وقد قتله أخوان من بني حنيفة أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة.] دفن في الكوفة قرب مسجدها وكان لثورة المختار دور كبير في نشر التشيّع وتوسيع رقعتهيعتقد المسلمون السنة أنه الكاذب الذي قصده النبي محمد في حديثه الذي قال فيه: «إن في ثقيف كذابًا ومُبِيرًا»، إلا أن بعض رواة الحديث من الشيعة ذهبوا إلى أن الكذاب المقصود بالحديث هو الحجاج الثقفي وليس المختار الثقفي، وهكذا فإن المقصود بهذا الحديث مختلف عليه بين طوائف المسلميننشأتــه
ولد المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عفرة بن عميرة بن عوف بن ثقيف الثقفي في الطائففي السنة الأولى للهجرة، وأبوه أبي عبيد الثقفيقائد المسلمين في معركة الجسر، وقد أسلم أبوه في حياة الرسولوانتقل مع والده إلى المدينةفي زمن الخليفة عمر بن الخطاب. توفي والده عندما كان عمره ثلاث عشرة سنة، وكان مصاحبًا لوالده وأخيه [15]ونشأ في المدينة متأثرًا بالخليفة علي بن أبي طالبوأصبح من محبيه. عُرف عنه أنه كان فارسًا شجاعًا، وقد ورث هذا عن أبيه.
حياتـــه
المختار والحسن بن علي 40 هـ
بايع المختار الثقفي الحسن بن عليبالخلافة بعد مقتل علي بن أبي طالبخليفة المسلمين الرابع عام 40 هـ، كما فعل أهل العراق. ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، ثم نفر الناس عن الحسن، وانقلبوا عليه ونهبوا سرادقه حتى نازعوه بساطًا كان تحته وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن. وكان عم المختار عاملاً على المدائنواسمه سعد بن مسعود، ويروى أن المختار قال لعمه "هل لك في الغنى والشرف؟" قال: "وما ذاك؟" قال: "توثق الحسن، وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد: "عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله فأوثقه! بئس الرجل أنت - إلا أن هذا الحديث مختلف في صحته بين الرواة ولم يكن المختار يريد الحرب ضد معاوية لأن جيش الحسن بن عليكان جيش منهزم وخائف من المواجهة، حتى تم الصلح بين معاوية والحسن.
المختار في 60 هـ
في عام 60 هـ، وقعت معركة كربلاءالتي قتل فيها الحسين بن عليوجمع من أصحابه وأهل بيته.[19]وكان الحسين قد أرسل ابن عمه مسلم بن عقيلإلى الكوفة قبل أن يتوجه إليها لأخذ البيعة من أهلها، فأسكنه المختار داره وأكرمه.[20]كان والي الكوفة حينئذ النعمان بن بشيرالأنصاريأبا زوجة المختار عمرة، فعزله يزيد بن معاويةوولى عبيد الله بن زيادعلى الكوفة، فقتل مسلم بن عقيل، وكان يلاحق محبي علي بن أبي طالب، ومن بايع مسلم بن عقيل. وعندما بلغه أن المختار يقول لأقومن بنصرة مسلم ولآخذن بثأره، قبض عليه وضرب عينه بقضيب كان بيده فشترها وأمر بسجنه.[21][22]وحبسه حتى مقتل الحسين بن علي.[23]ثم بعث المختار إلى عبد الله بن عمر بن الخطابيسأله أن يشفع فيه، وقد كان ابن عمر زوج أخت المختار صفيه بنت أبي عبيد، فكتب ابن عمر إلى يزيد بن معاويةيشفع فيه، فأرسل يزيد إلى ابن زياد يأمره بإطلاقه فأطلقه.[21]وقال له إن وجدتك بعد ثلاثة أيام بالكوفة ضربت عنقك.[24]
المختار مع أبناء الزبير
توجه المختار إلى الحجازوهو يتوعد بقطع أنامل عبيد الله بن زياد، وأن يقتل بالحسين بن علي بعدد من قتل بدم يحيى بن زكريا[25]فبايع عبد الله بن الزبير[26]وأصبح من كبار الأمراء عنده. ولما حاصره الحصين بن نمير مع أهل الشام، دافع المختار عن ابن الزبير بأشد القتال وأبلى أحسن بلاء، وكان أشد الناس على أهل الشام. وكان أهل الكوفة قد اجتمعوا على طاعة ابن الزبير، وكان المختار قد اشترط في بيعته لابن الزبير أن يوليه العراق، ولكنه ما لبث أن نكث بيعته لابن الزبير، وعاد إلى الكوفة. وفي الطريق كان لا يمر على مجلس إلا وسلم على أهله، وقال أبشروا بالنصرة والفلج أتاكم ما تحبون، وبايعه عبيدة بن عمرو البدئي من كندةوإسماعيل بن كثير[27]وكثير من الشيعة في الكوفة.
المختار في الكوفة
ولى عبد الله بن الزبيرإبراهيم بن محمد بن طلحة وعبد الله بن يزيد الخطمي على الكوفة، فقاما بسجن المختار، حتى لا يشارك جيش التوابينالذي كانوا تحت قيادة سليمان بن صرد الخزاعي، وكان المختار يقول في السجن «أما ورب البحار والنخيل والأشجار والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار، لأقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار بجموع الأنصار ليس بمثل أغمار ولا بعزل أشرار حتى إذا أقمت عمود الدين، وزايلت شعب صدع المسلمين، وشفيت غليل صدور المؤمنين وأدركت ثار النبيين، لم يكبر على زوال الدنيا، ولم أحفل بالموت إذا أتى»[28]وبعد مقتل سليمان بن صردوجمع من جيش التوابين عاد من بقي منهم إلى الكوفة، كتب إليهم المختار من الحبس يثني عليهم ويمنيهم الظفر، ويعرفهم أنه هو الذي أمره ابن الحنفيةبطلب ثأر الحسين بن علي، فقرأ كتابه رفاعة بن شداد والمثنى بن مخربة العبدي وسعد بن حذيفة بن اليمان ويزيد بن أنس وأحمر بن شميط الأحمسي وعبد الله بن شداد البجلي وعبد الله بن كامل، فلما قرأوا كتابه بعثوا إليه ابن كامل يقولون له : "إننا بحيث يسرك، فإن شئت أن نأتيك ونخرجك من الحبس فعلنا". فأتاه فأخبره فسر بذلك وقال لهم "إني أخرج في أيامي هذه".[29]وكتب المختار إلى عبد الله بن عمر ليشفع له عند عبد الله بن الزبير، ويخرجه من السجن ففعل فأمر ابن الزبير بإخراج المختار من سجن الكوفة، ثم ولى ابن الزبير عبد الله بن المطيععلى الكوفة، وجعل الأخير على شرطته إياس بن أبي مضارب العجلي. وأراد ابن مطيع أن يودع المختار في السجن، فأرسل زائدة بن قدامة ليأتي به، وكان زائدة ابن عم المختار وبين للمختار ما يريده ابن مطيع، فتظاهر المختار بالمرض، ولم يذهب إلى ابن مطيع. وفيما بعد توجه عبد الرحمن بن شريح وسعيد بن منقذ الثوري وسعر بن أبي الحنفي والأسود بن جراد الكندي وقدامة بن مالك الجشمي إلى محمد بن الحنفية، ليُعلموه أن المختار قد ادعى أنه موكل من قبله بالثأر لدماء أخيه الحسين بن علي. وعندما وصلوا إليه أعلموه حال المختار وما دعاهم إليه واستأذنوه في إتباعه، فقال لهم "وأما ما ذكرتم ممن دعاكم إلى الطلب بدمائنا، فوالله لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه، ولو كره لقال لا تفعلوا".[30]وبعد هذه الحادثة بايع المختار جمع كبير من الشيعة، ثم بايعه إبراهيم بن الأشتر النخعي، وكان معروفًا بالشجاعة. وبعدها اجتمع رأي أصحاب المختار على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأول سنة ست وستين للهجرة،[31]فكان ذلك، وارتفع شعار المختار "يالثارات الحسين" في أنحاء الكوفة، وأخرج عامل ابن الزبير عبد الله بن مطيعمن الكوفة، وتولى الحكم فيها.
قتاله قتلة الحسين
ثورة المختار الثقفي
كان المختار يطالب بدم الحسين بن عليورفع شعار يالثارات الحسين وكان موكلاً من محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية فقتل أغلبية من شارك في قتال الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلى رأسهم عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وعبيد الله بن زياد وحرملة بن كاهل الأسديوعبد الرحمن بن سعيد بن قيس الكندي وسنان بن أبي أنس وخولي بن يزيد الأصبحي والحصين بن نمير.
مقتل شمر بن ذي الجوشن
هرب شمر بن ذي الجوشنمن الكوفة بعد أن أعلن تمرده على المختار الثقفي، وإتجه إلى البصرةالتي كان فيها مصعب بن الزبير. فوصل شمر قرية يقال لها "علوج"، فأرسل غلامًا له ومعه كتاب إلى مصعب بن الزبير يخبره بقدومه إليه ومكانه، ولكن كيان أبو عمرةأحد قادة جيش المختار الثقفي عثر عليه في الطريق فعرف مكان شمر فتوجه إليه. وعندما وصل إليه خرج شمر ومعه سيفه لقتال كيان أبو عمرة، فما زال يناضل عن نفسه حتى قُتل وقطع كيان أبو عمرةرأسه، وأرسله إلى المختار الثقفي.[34]
مقتل خولي بن يزيد الأصبحي
بعث المختار عبد الله بن كامل الشاكريصاحب حرسه إلى دار خولي بن يزيد الأصبحي، فكبس بيته. فخرجت إليهم امرأته، فسألوها عنه، فقالت "لا أدري أين هو"، وأشارت بيدها إلى المكان الذي هو مختف فيه، وقد كانت تبغضه من ليلة قدم برأس الحسين معه إليها، وتلومه على ذلك واسمها "العبوق بنت مالك بن نهار بن عقرب الحضرمي"، فدخلوا عليه فوجدوه قد وضع على رأسه قوصرة. فحملوه إلى المختار، فأمر بقتله قريبا من داره
مقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص
لما خرج المختار على الكوفة، استجار عمر بن سعد بن أبي وقاصبعبد الله بن جعدة بن هبيرة، وكان صديقًا للمختار من قرابته من علي، فأتى المختار فأخذ منه لعمر بن سعد أمانًا مضمونه أنه آمن على نفسه وأهله وماله، ما أطاع ولزم رحله ومصره، ما لم يحدث حدثًا، وأراد المختار ما لم يأت الخلاء، فيبول أو يغوط. ولما بلغ عمر بن سعد أن المختار يريد قتله، خرج من منزله ليلاً يريد السفر نحو مصعب أو عبيد الله بن زياد، فنمى للمختار بعض مواليه ذلك، فقال المختار: "وأي حدث أعظم من هذا". وقيل: إن مولاه قال له ذلك، وقال له: "تخرج من منزلك ورحلك؟ ارجع، فرجع". وبعد بضع ليالي قال المختار لأصحابه: "لأقتلن غدًا رجلا عظيم القدمين، غائر العينين، مشرف الحاجبين، يسر بقتله المؤمنون والملائكة المقربون". وكان الهيثم بن الأسود حاضرًا، فوقع في نفسه أنه أراد عمر بن سعد. فبعث إليه ابنه الغرثان فأنذره، فقال: "كيف يكون هذا بعد ما أعطاني من العهود والمواثيق". ثم أرسل إليه كيان أبو عمرة، فأراد الفرار منه فعثر في جبته فضربه أبو عمرةبالسيف حتى قتله، وجاء برأسه في أسفل قبائه حتى وضعه بين يدي المختار.
مقتل عبيد الله بن زياد
أرسل المختار جيشه الذي كان في الكوفةلقتال عبيد الله بن زيادبقيادة إبراهيم بن الأشتر النخعي،[37]فوصل جيش المختار إلى الموصلللقاء جيش الشام فيها، والتقى الجيشان فيها بالقرب من نهر يقال له "الخازر". وبعد قتال شديد بين الجيشين كانت الغلبة لجيش الكوفة بقيادة إبراهيم بن الأشتر، فقال إبراهيم لأصحابه "إني قتلت رجلاً وجدت منه رائحة المسك شرقت يداه وغربت رجلاه تحت راية منفردة على شاطئ نهر خازر".[38]فلما ذهبوا إليه وجدوا أنه عبيد الله بن زياد، فقطعوا رأسه وأرسلوه إلى المختار في الكوفة، وكان ذلك سنة ست وستين للهجرة.[39]
مقتل مجموعة من المشاركين في قتل الحسين
بعث المختار إلى يزيد بن ورقاء، وكان قد قتل عبد الله بن مسلم بن عقيل. فلما أحاطت الشرطة بداره، خرج فقاتلهم فرموه بالنبل والحجارة حتى سقط، ثم حرقوه وبه رمق الحياة، ومن ثم بعث إلى حكيم بن فضيل السنبسي، وكان قد سلب العباس بن علي بن أبي طالبيوم قُتل الحسين، فذهب أهله إلى عدي بن حاتم، فركب ليشفع فيه عند المختار. فخشي أولئك الذين أخذوه أن يسبقهم عدي إلى المختار فيشفعه فيه، فقتلوا حكيمًا قبل أن يصل إلى المختار.[40]وبعث المختار إلى زيد بن رقاد الجنبي، وكان يقول "لقد رميت فتى منهم بسهم وكفه على جبهته يتقي النبل، فأثبت كفه في جبهته فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته وكان ذلك الفتى عبد الله بن مسلم بن عقيل، وأنه قال حين رميته اللهم إنهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا" ثم إنه رمى الغلام بسهم آخر وكان يقول جئته وهو ميت فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفه ولم أزل أنضنضه الآخر عن جبهته حتى أخذته وبقي النصل. فلما أتاه أصحاب المختار خرج إليهم بالسيف، فقال لهم ابن كامللا تطعنوه ولا تضربوه بالسيف، ولكن إرموه بالنبل والحجارة، ففعلوا ذلك به، فسقط فأحرقوه حيًا.[41]وطلب أيضًا عمرو بن الصبيح الصدائي، وكان يقول "لقد طعنت فيهم وجرحت، وما منهم أحدًا"، فأتى ليلاً، فأخذ وأحضر عند المختار فأمر بإحضار الرماح، وطعن بها حتى مات.[42]
قتاله مجموعة من قتلة الحسين وهربهم منه
بعث المختار إلى مرة بن منقذ العبقيسيقاتل علي بن الحسين، وكان شجاعًا فأحاطوا بداره فخرج إليهم على فرسه وبيده رمحه فطاعنهم، فضرب على يده وهرب منهم فنجا، ولحق بمصعب بن الزبير وشلت يده بعد ذلك.[43]وطلب المختار رجلاً من خثعماسمه عبد الله بن عروة الخثعمي، كان يقول "رميت فيهم بإثني عشر سهمًا، ففاته"، ولحق بمصعب بن الزبير، فهدم داره.[44]وأرسل إلى محمد بن الأشعث، وهو في قرية له إلى جنب القادسية، فطلبوه فلم يجدوه. وكان قد هرب إلى مصعب، فهدم المختار داره، وبنى بلبنها وطينها دار حجر بن عديالكندي، التي كان زياد قد هدمها.[45]
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\bahaa\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\cl ip_image004.jpg[/IMG]
مقتلــــه
في سنة 67 هـولى عبد الله بن الزبيرأخوه مصعب بن الزبيرعلى العراق، بعد أن عزل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن ولايتها، وطلب منه أن لا يبقي للمختار وأصحابه باقية في العراق. وقد كان كل من كان المختار يطلبه قد فر من الكوفة إلى البصرة، وأرسل مصعب بن الزبيرفي طلب المهلب بن أبي صفرة، فاستجاب المهلب لذلك، وجاء إلى البصرة في جيش كبير لمساندة جيش مصعب المتوجه لقتال المختار في الكوفة.[46]أما المختار فقد أرسل جيشًا بقيادة أحمر بن شميط، وجعل على ميمنته عبد الله بن كامل الشاكريوعلى ميسرته عبد الله بن وهب الجشمي وعلى الخيل وزير بن عبد الله السلولي وعلى الموالي كيان أبو عمرةوعلى الرجالةكثير بن إسماعيل الكندي. وسار جيش أحمر بن شميطحتى ورد المذار قرب الكوفة، وعسكر جيش مصعب بن الزبيربالقرب منها، فالتقى الجيشان فيها. وفي اليوم الأول من القتال، قتل كيان أبو عمرة ومعه جمع كبير من الموالي، بعدما أمرهم أحمر بن شميط بالترجل عن جيادهم، والنزول إلى ساحة المعركة راجلين. فهجمت عليهم خيل جيش مصعب بن الزبير بقيادة عباد بن الحصين، فقتلوا منهم جمعًا كبيرًا، ثم أمر مصعب بن الزبير بالهجوم على جيش المختار، فهجم جيش مصعب وقتل أحمر بن شميط وعبد الله بن كامل الشاكري.[47]وبعد ذلك، سار جيش مصعب بن الزبير إلى الكوفة لقتال المختار، فحوصر المختار في قصره لأربعة أشهر، ثم أراد من أصحابه أن يخرجوا للقتال معه خارج أسوار القصر، فرفضوا. لم يعد أمام المختار من خيار سوى الخروج من القصر لمقاتلة محاصريه، فاغتسل وتحنط ثم وضع الطيب على رأسه ولحيته وخرج في تسعة عشر رجلاً للقتال، كان منهم السائب بن مالك الأشعري، فقاتل حتى قتل، وقد قتله أخوان يدعى أحدهما طرفة والآخر طرافًا ابنا عبد الله بن دجاجة من بني حنيفة، ثم قطعت كفه وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد، وقطع رأسه، وقد كان مقتله في الرابع عشر من رمضان سنة سبع وستين، وله من العمر سبع وستون سنة.[48]
قبــــــره
دُفن المختار بعد مقتله في داره وكان قبره مخفي وتختلف الروايات عن شخصية من اكتشف موضعه حيث يروي البعض بان من اكتشفه كان آية الله العظمىالسيد محمد مهدي بحر العلوم وذلك عام 1181 هـفقد وجد صخرة مكتوب عليها بالخط الكوفيهذا قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي الآخذ بثارات الحسين.[49]فيما يروي آخرين ان الشيخ عبد الحسين الطهراني عندما رمم قبور آل البيت في العراقعام 1285 هـفحص عن مرقد المختار في أنحاء الكوفةواشار إليه السيد رضا محمد بحر العلوم بانه في الزاوية الشرقية بجنب الحائط القبلي من مسجد الكوفةفامر الطهراني بحفر الموضع فظهرت صخرة منقوش عليها هذا قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي وتم اجراء تعميرات على موضع القبر
مكانته لدى الشيعة
يعظم الكثير من الشيعةالمختار وذلك لمطالبته بدم الإمام الحسين بن عليالإمام الثالث، والذي قتل في واقعة الطفويروي الشيعة عن الامام محمد الباقرالإمام الخامس حديثًا عن المختار بأنه قال
وكذلك حديث عن الامام جعفر الصادقالإمام السادس أنه قال
” لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا، وطلب ثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة. “
وعندما قتل المختار عبيد الله بن زيادارسل رأسه إلى محمد بن الحنفيةالذي ارسله إلى الامام علي السجادوكان السجاد يتغدى عندما جيئ بالرأس إليه فسجد شكرا لله وقال
” ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين “
ويروى ان جماعة دخلت على الامام محمد الباقرفجاء رجل من اهل الكوفة فتناول يد الامام ليقبّلها فمنعه وقال له من انت ؟ فقال أنا أبو الحكم بن المختار بن ابي عبيد الثقفي وقال أصلحك الله إنّ الناس قد أكثروا في أبي والقول والله قولك فقال الامام : «وأيّ شيء يقولون؟» قال: يقولون كذّاب ولا تأمرني بشيء إلا قبلته فقال: « سبحان الله! أخبرني أبي أن مهر اُمّي ممّا بعث به المختار إليه، أو لم يبنِ دورنا، وقتل قاتلنا، وطلب بثأرنا؟! فرحم الله أباك - وكرّرها ثلاثاً - ماترك لنا حقّا عند أحد إلا طلبه » وعن عمر بن علي بن الحسين قال « أن علي بن الحسين عليهما السلام لما اتي برأس عبيد الله ورأس عمر بن سعد خر ساجدا وقال: الحمد لله الذي أدرك بي ثاري من أعدائي وجزى الله المختار خيرا .
” الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من عدوّي وجزى الله المختار خيراً “
إلا أن بعض الشيعة يؤكدون أن الأئمة كانو لايبينون تأييدهم للمختار علانية خوفاً من جواسيس الدولة الاموية إذ لم يكن لهم لا حامي ولا نصير في المدينة وكانوا يظهرون مدح المختار وتأييده امام خواص أصحابهم فقط .
المصـــــادر
· بحار الأنوار، ج 45، ص 350؛ الكامل في التاريخ لابن اثير، ج 4، ص 171
· ذوب النضار - ابن نما الحلي - الصفحة ٦٠
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - ذكر قتل المختار قتلة الحسين
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - ج6 -ذكر الخبر عن أمر المختار مع قتلة الحسين بالكوفة
· الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٧ - الصفحة ١٩٢
·أبالكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤١
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - ج6 - في مقتل عبيد الله بن زياد ومن كان معه من أهل الشام
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٦٤
·أبتاريخ الرسل والملوك - الطبري - ج6 - في ذكر الخبر عن سبب وثوبه بهم وتسمية من قتل منهم ومن هرب فلم يقدر عليه منهم
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - ج6 - في ذكر خبر قتل مصعب المختار بن أبي عبيد
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٧٣
· زينب فاضل رزوقي مرجان. "العلويين في العصر الاموي". موقع كلية التربية للعلوم الإنسانية، جامعة بابل. 6/10/2011.
· البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - وهذه ترجمة المختار بن أبي عبيد الثقفي
· ذوب النضار - ابن نما الحلي - الصفحة ٥٩
· أبو الحسن أحمد ابن يحيى ابن جابر - أنساب الأشراف - ج5 - ص214
· البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - هذه ترجمة المختار بن أبي عبيد الثقفي
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - الجزء الخامس - في ذكر بيعة الحسن بن علي
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٤٠٤
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٤٦
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٢
·أبالكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ١٦٩
· البداية والنهاية - ابن كثير – الجزء الثامن - فصل في هذه السنة أعني سنة أربع وستين
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٣٦
· البداية والنهاية - ابن كثير – الجزء الثامن - فصل في هذه السنة أعني سنة أربع وستين
· البداية والنهاية - ابن كثير – الجزء الثامن - فصل في هذه السنة أعني سنة أربع وستين
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ١٧١
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ١٧٣
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢١١
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢١٤
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢١٦
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٥٠
· حابا لتصروم - يافه، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 136
· البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - مقتل شمر بن ذي الجوشن أمير السرية التي قتلت حسينا
· البداية والنهاية – ابن كثير - الجزء الثامن - مقتل مقتل خولي بن يزيد الأصبحي الذي احتز رأس الحسين
· البداية والنهاية – ابن كثير - الجزء الثامن - مقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الذين قتلوا الحسين
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - الجزء السادس - مقتل عبيد الله بن زياد ومن كان معه من أهل الشام
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - الجزء السادس - مقتل عبيد الله بن زياد ومن كان معه من أهل الشام
· البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - وهذه ترجمة ابن زياد
· البداية والنهاية – ابن كثير - الجزء الثامن - فصل تتبع قتلة الحسين
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤٣
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤٤
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤٣
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤٤
· الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤٤
· البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - مقتل المختار بن أبي عبيد على يدي مصعب بن الزبير
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - الجزء السادس - ذكر خبر قتل مصعب المختار بن أبي عبيد
· تاريخ الرسل والملوك - الطبري - الجزء السادس - ذكر خبر قتل مصعب المختار بن أبي عبيد
· مراقد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة والمختار الثقفي"، مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية.
· تاريخ الكوفة - السيد البراقي - الصفحة ١٠١
· بحار الانوار ج45 ص350
· اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 340
· اختيار معرفة الرجال ج1 ص 341
· معالي السبطين في احوال الحسن والحسين - محمد مهدي الحائري - ج2 - ص 260
· بحار الأنوار 45: 344| 13
· بحار الأنوار 45: 351
· طرائف المقال - السيد علي البروجردي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٨
· اختيار معرفة الرجال ١ / ٣٤٠
· تهذيب الأحكام ١ / 466 - 467
·^طرائف المقال - السيد علي البروجردي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٩
·^بحار الانوار ج45 ص332
·^البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - وهذه ترجمة المختار بن أبي عبيد الثقفي
·^البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن - وهذه ترجمة المختار بن أبي عبيد الثقفي