فتيش الصلاة في مراحل صعودها مهم
(تفتيش الصلاة في مراحل صعودها)
جميعنا نعرف أن صلاتنا ترفع بعد أدائها و يدل على ذلك قول الله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه )صدق الله العظيم . ........ و لكن هل نعرف ما هي المراحل التي تمر بها صلاتنا عند صعودها ؟
عندما تصلي فإن صلاتك بنفسها تصعد إلى أن تصل إلى مرحلتها الأخيرة فتتعرض للتفتيش تسع مرات .
تسع مرات يتم تفتيش الصلاة .
أول تفتيش يحدث عند سقف البيت الذي تصلي فيه أو المسجد أو أي مكان آخر , إذا لم يكن هناك سقف فارتفاع بمقدار السقف .
في التفتيش الأول عن ماذا يفتش الملَك ؟
هناك ملك تأتي الصلاة إلى يديه فيفتش فيها و يتعمق في تفتيشه و يدقق فيه . فينظر ... هل الركوع و السجود صحيحين هل القراءة صحيحة أما لا , جميع الحروف تنطقها صحيحة أم لا مثلا : نطقك لحرف (ض) في كلمة الضالين صحيح أما لا هل تنطقها كالــ ( ظ) أما لا . فيجب التنبه في القراءة و معرفة مخارج الحروف و كيفية نطقها بالشكل الصحيح .
إذا فالملك الأول يدقق في القراءة و يدقق في الركوع و السجود و الذكر و كذلك في ثياب المصلي و طهارة المصلي .
فإذا كان كل شيء صحيح و على اكمل وجه , الصلاة تصعد , و إن لم يكن كل شيء على أكمل وجه فالرسول (ص) يقول ( كما جاء في الرواية ) : يلفها ( يعني الملك يلف الصلاة ) كالخرقة و يضرب بها وجه صاحبها . و في بعض الروايات : يضرب بها على رأسه .
و كما قلنا إذا كان كل شيء على أكمل وجه فالصلاة تصعد فالله عز وجل يقول : ( إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ) .
فتصعد الصلاة حى تصل إلى السماء الأولى . هناك عند السماء الأولى ملك موكل بالغيبة ( هنا تبدأ المرحلة الثانية من التفتيش ) يأخذ الملك الصلاة و يفتشها بسرعة , هل فيها أثر للغيبة من أربعين يوم أما لا .
إذا كان نعم فإن الملك يرجع الصلاة و يضرب بها على صاحبها أما إن لم يكن هناك غيبة ( صاحب الصلاة لم يغتب ) فتصعد الصلاة إلى أعلى .
حتى تصل الصلاة إلى السماء الثانية و يتم هناك التفتيش الثالث . عند السماء الثانية هناك ملك يقول أنا موكل بالكذب , فيفتش الملك الصلاة و يرى , هل صاحب الصلاة يكذب أم لا , فكل كذبة تترك أثرا في الصلاة , تر الملك تفتيشه جدا دقيق , فإذا لم يكن هناك أثر للكذب ينتهي الأمر و تصعد الصلاة إلى السماء الثالثة .
عند السماء الثالثة ملك موكل بالحسد , ملك موكل بالنميمة , كل هذه الأشياء و كذلك عقوق الوالدين و كذلك شرب الخمر إذا كان صاحب الصلاة يشرب الخمر أم لا .
هؤلاء الملائكة عندما ينتهون من تفتيش الصلاة تصل الصلاة إلى السماء السابعة . هنا عند السماء السابعة تنتهي وظيفة الملائكة . وهنا يأتي دور الله عز وجل لتفتيش الصلاة , الله الذي لا تخفى عليه خافية , يعلم ما في الصدور .
فالله سبحانه و تعالى يفتش عن نيتنا , يعني الملائكة لا يدرون بالنية , الله سبحانه و تعالى فقط يعلم بالنيات .
ثم الشيء الآخر الذي يدقق في الصلاة مسألة حضور القلب . كم مقدار من صلاتك كان فكرك في الله وحده و كم مقدار من صلاتك تفكر في أمور أخرى .
و الحمدلله رب العالمين .