السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت إدارة مكتب وزارة حقوق الإنسان في البصرة، الإثنين، عن إجراء عملية تبادل بين العراق وإيران لرفات عسكريين عراقيين وإيرانيين قضوا خلال الحرب بين البلدين، فيما توقعت العثور على المزيد من الرفات في مناطق حدودية.

وقال مدير مكتب الوزارة مهدي التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "منفذ الشلامجة الحدودي في البصرة شهد إجراء عملية تبادل تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرفات عسكريين عراقيين وإيرانيين لقوا حتفهم خلال الحرب بين البلدين"، مبيناً أن "وزارة حقوق الإنسان سلمت الجانب الإيراني رفات 36 عسكرياً إيرانياً، منهم 15 عسكرياً تم التعرف على هوياتهم، فيما تسلمت الوزارة من الجانب الإيراني رفات 12 عسكرياً عراقياً".

ولفت التميمي الى أن "رفات العسكريين الإيرانيين تم العثور عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية من قبل فرق بحث مشتركة (عراقية وإيرانية) في مناطق حدودية عراقية تقع ضمن الحدود الإدارية لقضاء الفاو الساحلي"، مضيفاً أن "الوزارة تتوقع العثور على المزيد من رفات العسكريين الإيرانيين في بعض مناطق قضاء الفاو".

وأشار التميمي الى أن "رفات العسكريين العراقيين تم نقلها بعد استلامها الى مركز الشهداء الواقع ضمن مقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير تمهيداً لفحصها مختبرياً، ومن ثم أخذ عينات منها لاجراء تحليل الحمض النووي (DNA) في مختبرات وزارة الصحة في بغداد، وبعد ذلك يتم تسليم رفات المعلومين الى ذويهم".

وشهد منفذ الشلامجة الحدودي في عام 1996 إجراء أول عملية تبادل لرفات عسكريين سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وتم من خلال المنفذ منذ ذلك الحين وحتى الآن اجراء 37 عملية تبادل، 15 منها نفذت بعد عام 2003، إذ تسلم العراق اجمالاً رفات أكثر من 2350 عسكري عراقي، في حين تسلمت إيران منه رفات ما لايقل عن 1900 عسكرياً، ونسبة كبيرة من الرفات تم العثور عليها في قضاء الفاو.

يذكر أن قضاء الفاو المطل على الخليج العربي من أقصى جنوبه، ويحده شط العرب من الشرق، وقناة خور الزبير الملاحية من الغرب، كان مسرحاً لأعنف المعارك التي تخللتها الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج الأولى)، حيث إحتلته قوات الحرس الثوري في شباط عام 1986 على اثر قيامها بشن هجوم برمائي مباشر دحرت خلاله الدفاعات العراقية وأجبرت القطاعات العسكرية المنتشرة شمال القضاء على التراجع لمسافات بعيدة، وأطلقت القيادة الإيرانية على تلك العملية العسكرية النوعية اسم (فجر8)، وبعد سلسلة محاولات عراقية فاشلة لاستعادة القضاء تمكنت قوات الحرس الجمهوري العراقي في نيسان 1988 من تحريره واحتلال أراض إيرانية قريبة منه في عملية عسكرية حملت اسم (رمضان مبارك)، وتمثلت باندفاع فرق حمورابي وبغداد والمدينة المنورة ونبوخذ نصر صوب مركز القضاء من ثلاثة اتجاهات بالتزامن مع قصف صاروخي كثيف على مواقع تمركز القطاعات الإيرانية.


ومازالت الكثير من السواتر والخنادق والمراصد الترابية والألغام والأسلاك الشائكة التي خلفتها تلك الحرب باقية على حالها، وحتى رفات المقاتلين من الطرفين الكثير منها ظلت مدفونة في مناطق حدودية تقع ضمن الحدود الإدارية للقضاء، ويتركز وجود الرفات في منطقة المملحة التي وقع اختيار وزارة النقل على جزء منها لتنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير.