النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

الدعاء حياة دونه ممات

الزوار من محركات البحث: 279 المشاهدات : 1260 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    الاداره والاقتص
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 43 المواضيع: 21
    التقييم: 10
    مزاجي: حزين
    أكلتي المفضلة: سمك مسكوف طبعا
    موبايلي: نوكا اكس تو
    آخر نشاط: 6/August/2011

    الدعاء حياة دونه ممات

    الدعاء حياة دونه ممات







    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


    الدعاء حياة دونه ممات





    كيف للإنسان أن يعيش بلا دعاء؟! إن مَن يعيش بلاه تكون عيشته ضنكى سواءً أدرك ذلك أم لم يدرك، فالدعاء ليس مجرّد خطاب التماس للحوائج موجه من العبد إلى خالقه؛ بل هو ركن أساسي في حياة الإنسان، إذا فُقد أو تغوفل عنه؛ تختل تلك الحياة في شتى أبعادها ومناحيها

    هو ركن لأنه يغذي الروح الإنسانية بالأمل، ويعينها على الصبر والتحمل، ويهذّب سلوك صاحبها وأخلاقه، ويسمو بعقله وإدراكه، ويأخذ بيده نحو الكمال، وينجيه من المهالك والأهوال، ويرسم له طريق السعادة في الداريْن. إنه دواء لكل معتل، وبلسم لكل مجروح، وأمان لكل خائف، وغوث لكل مكروب، وغنى لكل فقير، ومدد لكل محتاج. إذ به يخاطب الإنسان مَن لا يحدّ قدرته حد، ولا يقف أمام إرادته مانع، ولا تنقص الأعطيات خزائنه، ولا يزيده إلحاح الملحين إلا عطفا ورأفة وجودا وكرما، ذلك الذي إذا أراد شيئا قال له: كن.. فيكون! إنه رب الخلائق أجمعين خالق السماوات والأرضين الحكيم المتعال جل جلاله

    فالدعاء إذن؛ ركن أساسي في حياة الإنسان السوي، وضرورة من ضرورات المسيرة البشرية، وحاجة فطرية لا غنى عنها. لذا ترى أن الذين يواظبون على الدعاء يكونون أكثر استقرارا نفسيا من غيرهم، حتى ولو عصفت بهم أنواع المصيبة وضروب اللأواء، ودونك دليلا ما يعيشه الغرب اليوم، فمع كل هذا التقدّم المادي الذي وصل إليه، والذي جعل الإنسان الغربي يعيش أرقى أنواع المعيشة المرفّهة بالقياس إلى غيره من أفراد شعوب العالم؛ فإنه يبقى يشكو من أزمات عميقة ويعاني من مشاكل مستعصية معظمها يرتبط بجانب النفس والروح والمعنويات، فتجد مثلا أن الإحصاءات تشير إلى أن الغرب يشهد أعلى معدّلات الانتحار سنويا! وإذا بحثت عن السبب تجده تافها عند الجلّ الأعظم من هؤلاء المنتحرين، بل لا تكاد تجد سببا مقنعا البتة

    لقد وفّر الغرب للذي يعيش فيه الأمان والحرية والمساواة والرفاه والضمان الاجتماعي وسيادة القانون وكل ما يمكن أن يجعل الإنسان في هذه البلاد يعيش باستقرار، فكيف يمكن تصوّر أنه في ظل كل هذا النعيم – إن سلّمنا به جدلا - يقدم هذا الكم الهائل سنويا على الانتحار؟! كيف يمكن تفسير أن الاستبيانات تُظهر مثلا أن أكثرية الشعوب الغربية تعاني من التوتر العصبي وعدم الراحة النفسية حتى أصبحت تجارة العيادات النفسية من أكثر أنواع التجارة رواجا ؟

    إن الخلل يكمن في أن الغرب جعل المادية تطغى على القيم الروحية والمعنوية حتى أصبحت شبه غائبة عن وعي الإنسان الغربي، فغدت معيشته منقوصة لفقدانها هذا الركن الأساسي المؤثر في الاستقرار النفسي، والقيم الروحية والمعنوية عمادها هو.. الدعاء. وحيث لا دعاء عند الغرب، ولا مناجاة، ولا ابتهال، ولا تضرع؛ فلا حياة وحيث لا يشعر الغربي بطعم الحياة، فإنه يفضل الموت.. وينتحر

    وغير خفي أن المشاكل الاجتماعية الكبرى التي يعاني منها الغرب تعود جذورها في معظمها إلى غياب القيم الروحية والمعنوية، وهذا أمر طبيعي، إذ ما الذي يمنع الإنسان من الإجرام مثلا إن لم يكن له وازع ديني أو روحي معين؟ إن القانون الوضعي مهما بالغ في تشديد العقوبة، والسلطة مهما بالغت في مكافحة الجريمة وحماية المجتمع، فإن ذلك ليس بمانع من أن يجرم الإنسان في حق أخيه الإنسان، إذ هو قادر في حالات كثيرة على الإفلات من قبضة المساءلة والعقاب القانوني، فلا يكون بين يديه رادع عن ارتكاب الجريمة حيث لا يعتقد أصلا بالحياة الأخروية ولا بالعقاب الإلهي. من هنا كان الدين والقيم الروحية والمعنوية ضرورة لتقويم سلوك الإنسان والحفاظ على المجتمع ودرأ الآفات الاجتماعية عنه، والدعاء كما أسلفنا، عماد الدين، لأنه الارتباط الروحي الذي يربط العبد بخالقه

    وحتى هذا الذي يؤمن ظاهرا بالحياة الأخروية والعقاب الإلهي، لا يتعمّق إيمانه بما يتهيّب به من ارتكاب الخطأ والجريمة إلا بمثل الدعاء، ففضلا عن كونه بمثابة عصمة له من وساوس الشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء، وفضلا عن كونه موجبا للسمو الأخلاقي؛ فإنه في الوقت ذاته يبصّر الإنسان بطريق نجاته إلى جوار طريق هلاكه! فيزيّن له الطاعة ويحبّبها إليه، ويقبّح له المعصية ويكرّهها إليه، ويجعله يخشى من الإقدام على ما فيه سخط الله تبارك وتعالى، فيشمل ذلك الإجرام بمختلف أنواعه، سواءً كان في حق الله تعالى، أو في حق أوليائه، أو في حق الإنسان، أو الحيوان، أو النبات، أو حتى الجماد. وبذا يكون الدعاء مدرسة تهذيبية أخلاقية متكاملة توصل الإنسان نحو الكمال والسعادة والراحة، كما يكون عاصما للمجتمع من الانحراف والجريمة والفساد والتدهور بمصاديقه المختلفة





    نسألكم الدعاء




  2. #2
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: June-2011
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 367 المواضيع: 64
    التقييم: 35
    مزاجي: متفائل
    أكلتي المفضلة: برياني
    موبايلي: x6
    آخر نشاط: 19/October/2011
    مقالات المدونة: 3
    احسنت ابو مهند والدعاء سلاح المؤمن

  3. #3
    صديق جديد
    الاداره والاقتص


    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


    الدعاء كنز نحن نمتلكه





    لا تمتلك أمة من الأمم ما تمتلكه أمة التشيع من كنوز الأدعية والمناجاة والتوسل والابتهالات والزيارات، فهي الوحيدة التي تتمتع بهذا التراث الضخم والمخزون العظيم الذي تفتقده بقية الأمم من أهل الأديان والملل والمذاهب الأخرى، فالذي يبحث في ما لديها من مأثورات الأدعية لا يكاد يجد غير الفتات المتناثر في قبال هذا الكم الهائل مما في عالم التشيع، ولو وُزن هذا الفتات في ميزان الروح لما وُجد له تأثير عليها أو هو طفيف لا يُعتد به، فلا أدب فيه أو بلاغة تُشعر الإنسان بالتعلق الروحي بخالقه كما ينبغي له

    أما في عالم التشيع، فترى أعذب كلمات الدعاء مسبوكة في أروع المقطوعات النثرية بحيثية تهزك روحيا من الأعماق فيصعب على البشر أن يعتبرها من كلام البشر! والحق أنها كذلك، لأن من صاغها لم يكن بشرا عاديا، بل كان نبيا أو إماما معصوما يتلقى الوحي من السماء، فلا يجري على لسانه إلا ما أملاه الله سبحانه عليه

    إنهم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم الذين لم تعرف الخليقة لهم نظيرا، فهم الأنوار الإلهية الذين نصبهم الله تعالى علما لهداية البشرية جمعاء وإرشادها إليه، وهم مظهر لطفه، ورحمته المهداة إلى كل الأمم، الذين أقر بجلالة قدرهم وعظيم منزلتهم المؤالف والمخالف، والصديق والعدو، وبلغ شأوهم مبلغا لا يسمو إليه أحد من الأولين والآخرين، ودونك شاهدا ما أُطروا به من عظماء علماء الشرق والغرب، من مختلف الشعوب والأديان وشتى الاتجاهات الفكرية والثقافية، الذين سجّلوا شهاداتهم بحق أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم بما يعجز المرء عن إحصائه وتعداده. وعليه فلا تكون هذه الدرر والجواهر من الأدعية والزيارات بغريبة عن كنوز أهل البيت عليهم السلام

    وكما نبعت من ينبوع أهل البيت عليهم السلام أنهار شتى في الدين والعلم والحضارة والأخلاق والإدارة والتربية والاقتصاد وغيرها؛ كذلك نبع من ينبوعهم نهر الدعاء الذي أروى المتعطشين إلى رحمة رب العالمين جل جلاله. فكان الدعاء سمة أساسية من سمات تعاليمهم ووصاياهم صلوات الله عليهم، ومخطئ من ينظر إلى أدعيتهم الشريفة نظرة أنها كانت مجرد نظم لكلمات تعبدية، فيجعلها محدودة بهذا الإطار، بل هي أعم وأشمل من ذلك، ففيها تجد أعظم وأروع التعاليم في شتى الحقول، وقد كان الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم يعمدون من خلالها إلى تعليم أتباعهم وشيعتهم مختلف صنوف المعرفة، فتجد تارة في ثنايا بعض الأدعية لمحات عن العقيدة، وفي أخرى عن التاريخ والسيرة، وفي ثالثة عن الفقه والأصول، وفي رابعة عن العلم والفكر، وفي خامسة عن الأخلاق والآداب، وفي سادسة عن النظم والإدارة، وفي سابعة عن الغيب والآخرة.. وهكذا

    والحق أننا ما زلنا مقصّرين في استيعاب هذا التراث العظيم من أدعية أهل بيت العصمة والطهارة عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام استيعابا شموليا، إذ ما زلنا نتعامل مع ما ورد عنهم من أدعية تعاملا قاصرا عن الاستفادة المثلى، وخذ مثلا على ذلك عدم التفات المجامع والحوزات العلمية إليها بعين الاستنباط الشرعي، والحال أن فيها من القواعد والأحكام ما لا يُحصى لمن يكون خبيرا متتبعا متضلعا في الفقه، وبإمكانه أن يستفيد منها مئات إن لم نقل آلاف المسائل في العبادات والمعاملات. وقد كان هذا من جملة ما نادى به سيد فقهاء عصره آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس الله نفسه الزكية، وقد سار فيه في موسوعته الفقهية العملاقة كما في بعض أجزائها، إذ كان يستدل بما ورد في بعض الأدعية لإثبات المطالب المتنوعة





    نسألكم الدعاء


  4. #4
    صديق جديد
    الاداره والاقتص
    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم


    موانع استجابة الدعاء






    كثير من الناس يردّدون هذه العبارة: "نحن ندعو وندعو ولا يُستجاب لنا إن هذا واقع بيد أن على هؤلاء أن يبحثوا في السبب الذي مُنعوا لأجله من استجابة الدعاء

    تارة تكون موانع استجابة الدعاء متعلقة بصدور الذنوب من العباد، فتكون تلك الذنوب سببا لغلق باب الاستجابة والعياذ بالله. وتارة أخرى تكون الموانع غير متعلقة بصدور الذنوب، بل تكون لها أسباب أخرى ترتبط بالمصالح والمفاسد، فيكون عدم الاستجابة أو تأخرها مثلا في صالح الداعي وإنْ لم يدرك ذلك

    أما من القسم الأول، فإليك تفصيله على لسان مولانا مولى الموحدين أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، فقد قام إليه رجل بعد خطبة له قائلا: "صدقت يا أمير المؤمنين، أنت القبلة إذا ما ضللنا، والنور إذا ما أظلمنا، ولكن نسألك عن قول الله تعالى

    ادعوني أستجب لكم

    فما بالنا ندعو فلا يُجاب لنا دعاؤنا

    أجابه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله

    إن قلوبكم جاءت بثمانِ خصال

    أولها

    أنكم عرفتم الله، فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا

    والثانية

    أنكم آمنتم برسوله، ثم خالفتم سنته وأمتّم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم

    والثالثة

    أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به وقلتم سمعنا وأطعنا، ثم خالفتم

    والرابعة

    أنكم قلتم أنكم تخافون من النار، وأنتم في كل وقت تُقدمون عليها بمعاصيكم، فأين خوفكم

    والخامسة

    أنكم قلتم أنكم ترغبون في الجنة، وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها

    والسادسة

    أنكم أكلتم نعم الله ولم تشكروه عليها

    والسابعة

    أن الله أمركم بعداوة الشيطان وقال: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. فعاديتموه بالقول، وواليتموه بالمخالفة

    والثامنة

    أنكم جعلتم عيوب الناس نصب أعينكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحق باللوم منه

    فأي دعاء يُستجاب مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟! فاتقوا الله، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، فيستجب الله لكم دعاءكم

    هذا هو القسم الأول، أما القسم الثاني؛ وهي موانع استجابة الدعاء غير المعاصي والذنوب، فتشير إليها جملة من الروايات الشريفة، منها ما رُوي عن غير واحد من الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، من أن الله تعالى يتعمّد تأخير استجابة دعاء المؤمن لأنه يحبّ صوته ومناجاته، فيريد له أن يطيل دعاءه، وفي المقابل فإنه قد يعجّل استجابة دعاء غير المؤمن لأنه يكره صوت دعائه

    هكذا ورد مثلا عن إمامنا الصادق صلوات الله عليه

    إنّ العبد ليدعو فيقول الله‏ عزّ وجلّ للملكين: قد استجبت له، ولكن احبسوه بحاجته، فإني اُحب أن أسمع صوته، وإنّ العبد ليدعو فيقول الله‏ تبارك وتعالى: عجّلوا له حاجته فإني أبغض صوته

    ومعنى كون الله يحب سماع صوت المؤمن فيؤخر استجابة دعائه أنه يريد أن يكافئه بمقام ومنزلة أعلى في الجنة، لأنه على قدر الصبر يرتفع مقام الإنسان عند الله تعالى

    كما أن معنى كون الله يبغض سماع صوت غير المؤمن فيأمر باستجابة دعائه فورا هو أنه سبحانه لا يريد له أن يحظى بذلك المقام في الآخرة فيعطيه ما سأله في الدنيا التي هي جنته، أما الآخرة فسجنه، والعكس بالعكس بالنسبة للمؤمن، على ما ورد عن إمامنا الحسن المجتبى صلوات الله عليه

    ولربما يتعجّب المظلوم من عدم استجابة دعائه رغم ما ورد مؤكدا من أنه مُستجاب، فحينئذ عليه أن يفهم أن الاستجابة مؤخّرة مؤجلة لأسباب غيبية تتعلق به شخصيا. وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى سببين أساسيّين منها في ما أوحاه إلى داود النبي صلوات الله عليه كما في الحديث القدسي، وفيه: "قل للمظلوم: إنما أؤخر دعوتك وقد استجبتها لك على من ظلمك لضروب كثيرة غابت عنك، وأنا أحكم الحاكمين

    إما أن تكون قد ظلمت رجلا فدعا عليك، فتكون هذه بهذه لا لك ولا عليك. وإما أن تكون لك درجةٌ في الجنة لا تبلغها عندي إلا بظلمه لك، لأني أختبر عبادي في أموالهم وأنفسهم فأمر تأخير الإجابة دائر إذن بين حطّ ذنب سابق وارتفاع درجة مستقبلا وإذا كان الأمر هكذا، فهنيئا للمظلوم الداعي على كل حال

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال