النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

امرأة لليله

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 457 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    امرأة لليله

    امرأة لليله





    افترشت الأرض واحتضنت الهاتف ، عانقت أناملها بتوتر رقم…اثنين.. ثلاثة …ثم وضعت السماعة وقد اقشعر بدنها وتجمدت أطرافها .

    تقارعت نبضات قلبها معلنة غضب أزلي من تصرفات عقل بائس ــ لا يصلح سوى للتعامل مع جيوش الأعداءــ متمنية لو تسلم هو القيادة وأحال ذلك العقل للتقاعد.


    رفعت رأسها في تحدي سرعان ما حطم على صخرة حنين طوفاني الطبع، حنين لكلمة قيلت ــ بغير قصد ــ ذات ليلة ولكنها أزالت كل الشوائب العالقة بكيانها المنهك، روت أخاديد العطش بداخلها، وحولت هجير الخوف السرطاني بداخلها إلى وادِ مقدس .


    رأته عشرات المرات فلم تجذبها وسامته، كانت تميز صوته من بين الجميع ولكنه لم يحمل لها تلك النسائم سوى تلك الليله، اقترب منها وهمس إليها “وجهك يحمل قسمات مريحة للأعصاب” فردت في شموخ اعتادت عليه “شكراً سيدي ولكنني أحمل عقلاً رويته بأفكار أفضل من مجرد راحة الأعصاب”


    بابتسامة ساحرة ــ اختلفت عن تلك التي يوزعها على الجميع في سخاءــ قال ” هل تسمحين لي بفك رموز تلك الأفكار؟”


    كانت تلك البداية، وجدت كل محتويات قلبها تتعاطف مع آرائه، استمتعت رئتيها باستنشاق عطر تنفثه مسام جلده، كشفت له عن وجهها الحقيقي ،وجه طفلة ضائعة يختفي وراء قناع لامرأة مستأسدة، امرأة ألغت كل الفوارق فأصبحت لا تعترف بوجود عالم الرجال، ليلتها غدرت بها دموعها بعد طول خضوع لقانونها الإرهابي وتحررت، فقابلها بذراعين مشرعتين .


    قال وقد كست عينيه غيامة كادت تمطر “ارتمي بأحضاني واتركيني أحتوي وجعك “، لم تطل مقاومتها لصوته الذي خلق فقط ليطاع، وحولت ضلوعه إلى حائط مبكى، تخلصت من كل ما تحمل، وعادت طفلة يتلبسها جسد أنثى، تلهو في براءة، وسرعان ما اكتشفت أن هناك عالماً آخر أسقطته من حساباتها، عالم اقتنعت أنها تحمل حنينا للتعامل معه ولكن ماضيه الأسود جعلها تتجاهله وتقر بعدم وجوده.


    ذكرى الليله السابقة حرك المشاعر بداخلها، شعرت بشيء دافيء قوي يضغط على صدرها في قوة ويطالبها بمحادثته، شيء سريع متدفق يحمل قوة أعتى الأعاصير، تمنت لو تخلصت منه، يؤلمها كوليد يطالبها بمنحه حق الحياة.


    لملمت شتات شجاعتها، ارتدت أقوى أقنعتها ثم ضربت رقمه في سرعه، أغمضت عينيها وقد تقافزت نبضاتها لتحجب عنها صوت الجرس، لم يرد فوضعت الهاتف جانباً وجلست تسترجع لحظات الود عندما أمسك بيدها لتعانق شفتيه المتماوجتيين كمياه محيط ثائر…دق هاتفها معلناً رغبة كائن ما في تبادل الحديث معها، وخذلتها كل أقنعتها عندما داعب رقم هاتفه عينيها .


    بأصابع ذبحتها الرجفة أمسكت بالهاتف وردت بصوت ناعم طغت عليه برودة التدلل فسألها في ميكانيكية عمن تكون، أغمضت عينيها وتحسست لمساته على جيدها وقالت في غضب”يبدو سيدي أنك من هواة نساء الليله الواحدة …أقبل اعتذاري”


    رمت بالهاتف بعيدا، وما أن فعلت حتى دق جرس الباب معلنا عن زيارة لا تتناسب وحجم الموقف. في طريقها إلى الباب أزاحت الغضب والخيبة ونكبات الماضي وصدمة الحاضر جانبا وما أن فتحته حتى صافحت عينيها باقة من الورود الحمراء تطبق عليها أنامل كانت تتحسس بصماتها على جيدها منذ برهه .








    بانوراما الشرق الاوسط
    وفاء نصر شهاب الدين - مصر




  2. #2
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 163 المواضيع: 9
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 77
    مزاجي: praying for them
    موبايلي: samsung G
    آخر نشاط: 29/March/2018
    مقالات المدونة: 1
    راااااااااااائعة
    غاية فى الروعة
    اعشق هذا النوع من القصص ذو الموقف الواحد والفلاش باك
    اسلوب الراوى جميييييل
    شكرا لكى على هذا الطرح الممميز جدا
    لا حرمت جديدك

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2013
    الدولة: مصر المحله الكبرى
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,998 المواضيع: 387
    التقييم: 1732
    مزاجي: هادي
    المهنة: معلـــــــــم
    أكلتي المفضلة: خضروات
    موبايلي: سوني
    آخر نشاط: 11/September/2024
    قصه راقيه
    تحمل معاني
    فى منتهى الرقه
    لكي
    تحياتى

  4. #4
    من أهل الدار
    بنت الزهراء

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال