لملم جروحك وإنسحب
مــــــالك نصــــيب فى إلي تحبـــــه
أجلس وحدى مع طيفك أسامره أحاكيه
فلم أسمع غير صوتى
أتيقن رحيـــلك وإبتعادك ولا أرى غير ظلي
على الحــــــــائط
فيدثرني غطــــــــاء الكآبة
يحجب عني برد السكينة و نور الاطمئنان
يبعثرالألم حزني و فرحي ويعتقل مشاعري
يخبئ أحاسيسي خلف ملاءته المزينة باللاشعور
فيقترب سقف غرفتي من رأسي و تضمني الجدران
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
أحاكى ظلي الباكي على الحائط
أتجول في دفـــاتر ذكرياتي
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
يتشــــــاجر ضحكي و بكائي
مثل قرار و جواب
يتكشف وجهي و تفضحني ملامحه الممزقة
و تروي عيناي الغائرتان حكايتي
أهرب من نفسي
أتخير ركنا من أركان الوهم
وأجدني أتقاسم أنخاب الجفاء مع النوم
وأرتشف كأس الفراغ
فأرتوي ضجراً حتى الثمالة
لتبدأ مراسم هذياني
و تمارس أناملي الرقص مع كتـابة الخواطر
فأسمع الصمت يتكلم يؤرقني
ضجيج الوقت
كل ثانية تمــــــــــر فوق جرح فتوقظه
و كأن حديث عقارب الساعة كله عن ألمي
عن وحدتي و غربة روحي
عن مرارة أخفيتها في الضلوع
و ذكريات دفنتها في تربة النسيان
أرى سنوات عمري تتساقط مثل حبات المطر
تسابق الثواني في جريها نحو إكمال دقائقى
لينتهى وقتى
لتبدأ مسيرة التيه بنفس الإيقاع الرتيب
مسايرة نبضات قلبي المتثاقلة
لتغرق في دوامة اللاشيء
و تحترق في جحيم الانتظار
و تدق الساعة أجراس رحيل جزء مني
نعم
فأنا حــــــــــب أطلق له العنـــــــــان
أنا بضعـــــــــة أيام تغتابني الريح
تفضــــــــح كل أسراري
تنقلها إلى الأشجار و الأبنية الســــــــاهرة
أحس بأن مصدرها زفرات صـدري
وبأن صفيرها الحـــــــزين أنين روحي
عواصفها ثورات شوقي جنونها نداء حنيني
أحس بأن فمي فوهـــة بين جبلين من الهم
أنفاسي المتعبة نواح مدينة ثكلى
و حشرجات قلبي صلوات خائفين
و يستمر هذياني مع بكائي الصامت
أتعانق مع ظل القمر على ستائر النسيان
أشكو له فيبكي لي
أجدل من أنواره الحزينة حبـــــــــل صبر
لأعلقه في سقف الليل المتماوج
أتسلقه فيتداعى كآخر النسمات الليلية
لأتفتت كلمات وخواطر حزينه
أتسلل للأعلى عطراً و أذوب كشمعة
أتحول قبل طلوع الفجر إلى زمن
تتنقل فيه نجـــــــــوم الليل
و تغني الريح فأتبدد
و تشع الشمس فأتلاشى
كالخيط الأسود
لملم جروحك وإنسحب
لـ طائر الوادى