آيٍ من الوجع العراق
يا ايها العشاقُ من ذكرٍ وانثى , او بقايا قصتينِ انا قد بعثتُ من الأنين ِ لكي اترجمَ آهةَ المجنونِ ، ماادراك مافي صدر مجنونٍ تخلـّصَ من ضبابِ العقلِ وافترشَ الحقيقة .. ايها الناس الذين على رصيف مواجعي كونوا صغارا تكبرون لأنكم لستم كبارا ماكبرتم ، فاسمعوا من همس آلام الزهور رصانة المعنى الذي فقد المذاقَ لأنكم لاتفقهون سوى الرصاص ، لأنكم ياأيها الناس الخناجر، ايها الناس الرصاص ستعثرون على شظايا من كرامةِ ميتٍ فتكون دمعاً او ضميراً ميتاً ايضا وقد ينمو الضميرُ برغمِ شدةِ موتهِ ياأيها اللاآمنوا هل تؤمنون بأن رب الماء والهور القديم ورب احزان الجنوبين يبقى خير ربٍ رغم كل الكافرين لأن رب المعدمين من الجنوب الى الجنون ـ مع اختلاف النقطتين ـ يظل رحمناً رحيما فهو رب العالمين الاولين وليس رب الطارئين .
ياأيها اللا آمنوا هل تعرفون القبةَ الخضراء في زمن الصحارى؟ ثم هل تدرون ان الله صيّركم اناساً من فراتٍ ثم عطركم بدجلةَ كي يصوركم فينعتكم عراقاً لاشريكَ لعمقهِ ولحزنهِ ولصبرهِ ولتمرهِ ولطينهِ ولمائهِ ولدمعهِ ولكلِ سمرةِ خده .. ياأيها اللا آمنوا متى تؤمنون؟ .. افتذكرون حكايةَ الأرض التي جاعت وهمّتْ باليتامى كي تكون قبورهم ؟ ..
أم قد نسيتم ان (واحدَكم بسعرِ رصاصةٍ ) كونوا اذن ناساً لكي يقفَ النخيلُ بطولهِ ، هو ينحني اذ تنحنون ..
يا ايها العشاقُ من ذكرٍ وانثى قد أبحت لكل ِ محروم ٍ تشظتْ دمعةٌ في خده حتى يدخنَ او يمارسَ نفسَهُ ...
هيا املأوا اجسادكم روحا وقولوا (اننا ) فجميعكم يحتاج للتوكيد ، للفعل المضارع ايها الماضون جدا ً مارسوا المعنى لكي تتخلصوا من لعنة الجزم التي حرمتكموا من أيِّ رفع .. أيها اللا آمنوا .. اني أقص على بقاياكِم حكايا ضحكةٍ كانت زجاجاً ثم طاحت فاستحالت دمعةً لكنها ايضا زجاجٌ ،عُلِقَتْ بجدار خدٍ صار نهرا جامدا ينساب عند تماسهِ بدعابةِ الجرحِ القديم فينتمي للروح ، يشردُ من بقاياكم فكونوا ايها العشاقُ من ذكر وانثى طيبين ورائعين كدجلتين
وميتين كدجلتين
ونائمين وراكضين كدجلتين ..
صلوا لرب النخل
رب الجوع
رب الحرب صلوا كل حين
وكل وقت رك.. دجلتين
كي تدخلوا الجنات من بعد العراق لأنكم صمتم كثيرا حد خوف بطونكم..
ولأنكم اتقى واشقى ..انكم انقى وابقى .. انكم لم تدركوا ماذا جزاء التائهين برغم كنه بيوتهم والهاربين من اختناق جلودهم ,يا ايها الكفار بالزمن المفخخ بالحكومات التي ترد المقاعد ثم تحصيها بأعداد الذين تصاعدوا لله لوناً احمرَ الشهقاتِ مزدحماً باشلاءِ ابتساماتِ الصغارِ وهم بألبسةِ المدارس ...
أيها اللا آمنوا كونوا عراقا دون جيرانٍ لأن الله اوصاكم بجارٍ سابعٍ هو سوف يأتيكم على طبق تفخخه (اللحايا) ثم ينسجكم عراقاٌ يستريح به الاجانب ، ايها العشاق لاتتهامسوا قرب الحدائق فالحدائق كلها كفرٌ وإلحادٌ لأن عطورها تغني عن الوعد الغبي الملتحي ، لاتشربوا الرمان فالرمان لونٌ احمرُ الشهوات يغري بالخطيئة ، أيها اللاآمنوا كونوا صغارا تكبروا وتذكروا نِعَمَ العراق على الجميع فكلكم قد كان احزابا ففخخكم وعنّفَ بين كل قلوبكم كي تحصدوا الزمن الوريثَ لكلِ ازمنةِ الرصاص .
بقلم الكاتب حسين القاصد
ديوان
{ما تيسر من دموع الروح }