قراءة في كتاب ( د.عبد الجبار عبد الله ... سفير العراق العلمي)
يبدو أن هذا الكتاب _الذي يقع بـ(200) صفحة متوسطة الحجم_ هو الأول الذي يدرس سيرة هذا العالم العبقري, من حيث غزارة المعلومات والأحداث التي يتعذر تغطيتها كاملة بمقال واحد, كما لا يمكن اختصارها لأهميتها, من هنا أخذت بعض التواريخ المهمة في حياته لأسجل ما حصل فيها من أحداث وانجازات لهذا العالم الفذ. ولد العالم الفيزيائي والفلكي العراقي الراحل عبد الجبار عبد الله في قضاء قلعة صالح بمحافظة ميسان في الرابع من شهر أيار عام 1911، في بيت رئاسة دينية للطائفة المندائية (الصابئة)، والده الشيخ عبد الله الذي كان الرئيس الروحاني الأعلى للطائفة في العراق والعالم, أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة قلعة صالح التي تعد أول مدرسة ابتدائية تؤسس في (لواء) العمارة, اضطر الانتظار سنة دراسية كاملة قبل أن تفتح أول مدرسة ثانوية في مدينة العمارة, وبعد سنتين من دراسته المتوسطة فيها والتي اجتازها بنجاح _كانت الدراسة المتوسطة والإعدادية, سنتين فقط, لا ثلاث_ أكمل دراسته الإعدادية في (الثانوية المركزية) ببغداد عام 1930، وكان من الطلبة المتفوقين, وأظهرت الدرجات التي كان يحصل عليها ميوله إلى المواد الدراسية العلمية, إلى جانب ذلك اظهر عبد الجبار عبد الله ميلاً آخر للموروث الثقافي لديانته وحرصه على حفظ نصوص تعاليمها وتراتيلها منذ الصغر إلى جانب قراءاته للأدب العربي بصورة عامة والشعر بصورة خاصة وخصوصاً الجاهلي منه وكان شاعره المفضل بين الشعراء المعاصرين محمد مهدي الجواهري, لذا لا نستغرب بان نجد في مكتبة هذا العالم الفيزيائي كتب متنوعة في الأدب العربي, كذلك قرأ الفلسفة والتاريخ إلى جانب المصادر العلمية المختلفة, ولاسيما تلك التي تتعلق باختصاصه العلمي. ولعل تفوقه في المرحلة الإعدادية ذلك كان سبباً وراء ترشيحه إلى بعثة دراسية خارج العراق, وقد شملت هذه البعثة ستة وعشرين طالباً من بينهم عبد الجبار عبد الله إلى الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1930.
كان عبد الجبار نجماً علمياً عراقياً متميزاًبين جميع طلبتها، ليحصل بعد أربع سنوات حافلة بالتفوق على شهادة البكالوريوسبامتياز في العلوم الفيزيائية عام 1934، ليعود إلى العراق لممارسة حياته العلمية، وشهد عام 1930 تأسيس أول جمعية طلابية عراقية خارج العراق ضمت عبد الفتاح إبراهيم ومحمد حديد وعلي حيدر سليمان إلى جانب عبد الجبار عبد الله وآخرين, وكانت هذه الجمعية النواة الأولى لجمعية الرابطة الثقافية التي تشكلت في بغداد فيما بعد, والتي لعبت دوراً ثقافياً وطنياً وديمقراطياً وقومياً خلال الأربعينيات من القرن الماضي, وأصدرت مجلة (الرابطة) التي شغل فيها عبد الجبار عبد الله مسؤولية (سكرتير التحرير) منذ صدور عددها الأول عام 1944. ومن المفارقات أن يعود عبد الجبار لوطنه بعد تخرجه في الجامعة عام 1934 ليعين مدرساً للغة الانكليزية في المتوسطة الشرقية ببغداد، بعيداً عن اختصاصه الذي شغف به, فقرر العودة إلى مدينة العمارة ثانية والعمل في ثانويتها كمدرس للرياضيات والفيزياء حتى عام 1938، بعدها أنتقل إلى وظيفة جديدة في الأنواء الجوية بمطار البصرة حتى عام 1941, وقد عمل بدأب ونشاط حتى احتل موقع معاون مدير الأنواء الجوية في المطار المذكور, وعلى الرغم من أن وظيفته في الأنواء الجوية بمطار البصرة أبعدته عن زملائه من رواد الثقافة والفكر السياسي الوطني فانحسرت نشاطاته الثقافية العامة إلا انه عاد مجدداً لنشر مقالاته العلمية في مجلة (التفيض) البغدادية.
ويبدو انه اكتسب خلال هذه المدة عضوية الجمعية الانكليزية للأنواء الجوية، كما منحته إحدى الجامعات الانكليزية شهادة عليا في الأنواء الجوية عن طريق المراسلة خلال تلك الفترة. وفي مرحلة مضطربة من تاريخ العراق في أثناء الحرب العالمية الثانية, وضمن حملات التعبئة العسكرية التي أقدمت عليها الحكومة آنذاك، ينخرط عبد الله في خدمة الاحتياط كضابط في الجيش (ملازم ثان), يعود بعدها إلى مطار البصرة حتى عام 1941, ومن ثم ينتقل إلى بغداد للتدريس في الإعدادية المركزية لغاية أيلول 1943.
وسنحت الفرصة له مجدداً عام 1944 في التمتع ببعثة دراسية لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الطبيعية (الفيزياء) من اكبر المعاهد العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك, وهو معهد (جامعة) (M.I.T) , وتمكن بفضل موهبته العالية من انجاز المهمة عام 1946, ويذكر انه خلال دراسته الدكتوراه في معهد(M.I.T) استطاع إضافةالفيزياء الرياضية في دراسة الموجات الجوية, وبحث من خلالها كيفية توليد الطاقةنتيجة السرع الجماعية, وقد طبق نموذجه على أسلوب تكون الأعاصير في المناطقالاستوائية. وأن كل من يريد أن يدرس أو يبحث في علم الأنواء الجوية الديناميكي في الوقت الحاضر عليه أن يبدأ بحل المعادلاتالرياضية التي وضعها الدكتور عبد الجبار عبد الله, مما يشير إلى مكانته وشهرته العالمية.
عاد إلى العراق لتدريس اختصاصه في الإعدادية المركزية ودار المعلمين الابتدائية إلى نهاية عام 1946 حيث انتقل للعمل بصفة أستاذ مساعد في دار المعلمين العالية (كلية التربية حالياً) وبقي فيها بعض الشهور, وعاد بعدها إلى أمريكا, لكون معهد(M.I.T) تعاقد معه عند تخرجه منه للعمل كمدرس فيه, وعند انتهاء فترة العقد عاد مرة أخرى إلى العراق بعد أن أنجز عدداً من البحوث كانت مثار إعجاب العديد من العلماء والأساتذة هناك. عمل تدريسياً في قسم الفيزياء في دار المعلمين العالية (كلية التربية حالياً) في جامعة بغداد, ثم رئيساً لقسم الفيزياء في عام 1949 ولغاية تولية منصب رئاسة جامعة بغداد عام 1959. عمل عالمنا الفذ في العديد من اللجان العلمية في الخمسينيات، كعضويته في اللجنةالوطنية لليونسكو عام 1955، وعضويته لـ(لمجلس التأسيسي لجامعة بغداد).
إن مجمل نشاطاته وتعددها أكسبته شهرة عالمية في مجال اختصاصه كعالم فيزياء، شغل عبد الجبار عضوية مجلس جامعة بغداد منذ بداية تأسيسها، وكان وجوده في المجلس فاعلاً ونشيطاً, وحينها كان الدكتور (متي عقراوي) أول رئيس للجامعة الذي أحيل على التقاعد عقب ثورة تموز 1958, فتمتعيين الدكتور عبد الجبار عبد الله كأول رئيس للجامعة في العهد الجمهوري, وثاني رئيسلها منذ تأسيسها عام 1956، بعد منافسة بين عدة شخصيات علمية, ومن المفيد الإشارة هنا إلى إن قانون الجامعة الجديد آنذاك كان يعطي الحق لمجلس الوزراء البت في اختيار المرشح المنتخب من قبل أساتذة الجامعة. ونتيجة الخلاف داخل المجلس على الأسماء المرشحة, أجريت دراسة وتقييم للمرشحين, فوجدوا أن أفضل المرشحين علماً وإنتاجاً فكرياً هو الدكتور عبد الجبار عبد الله, وخلال الاجتماع أبدى رئيس مجلس السيادة تحفظاً غير منطقي على ترشيح الدكتور عبد الجبار, يقوم على أساس اجتماعي, كون العراق بلد إسلامي, ولابد أن يكون رئيس أول جامعة مسلماً, وكان هذا الرأي موضع سخرية من قبل وزير الداخلية العميد الركن (أحمد محمد يحيى) ولذلك ردَّ عليه قائلاً: (نريد إماماً للجامعة, لا إماماً لجامع لإمامة الصلاة). وكان لهذا الخلاف اثر في عقد اجتماع آخر لمجلس الوزراء الذي لم يستطع حسم الأمر, وبعد اطلاع رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم آنذاك على بعض التقارير واستماعه لأراء المجتمعين, ردَّ قائلاً: (الثورة جاءت لإنصاف الناس, لا تفرق بين مذهب ومذهب, ودين وأخر, بل جاءت لوضع كل إنسان عراقي مهما أختلف دينه وقوميته وشكله في المحل المناسب, وان الثورة ستزيل من أمامها كل من يقف في طريقها لتحقيق هذه الغاية) لذا رفع التحفظ عن شخص الدكتور من قبل رئيس مجلس السيادة, فتولى هذا العالم المبدع منصب رئيس الجامعة.
ويرى العديد من المختصين أن سمعة عبد الجبار عبد الله العلمية العالمية، وكفاءته العلمية، وصفاته الأخلاقية، واستقلالية تفكيره، ومنهجيته الصارمة والدقيقة, كانت كلها عوامل أهلته لان يحتل هذا الموقع بجدارة وإخلاص, وخلال توليه هذه المسؤولية قدم الكثير من أجل بناء وتطوير هذا الصرح العلمي، على الرغم من قصر الفترة التي تسنم فيها رئاسة الجامعة, كما أن لعدم استقرار الظروف السياسية في مرحلة ما بعد عام 1958،ونتيجة للتدخلات السياسية بشأن الجامعة بذل الدكتور عبد الجبار عبد الله جهوداًمخلصة لإبعاد الجامعة من المعترك السياسي وتدخل السلطة، وحاول أن يضفي الاستقرارعلى السياسة التعليمية.أقيل من منصبه واعتقل في عام 1963 بعد انقلاب شباط, وأحيل على التقاعد عام 1964 ونتيجة للمضايقات واتهامه من قبل السلطة الحاكمة بانتمائه لحزب محظور آنذاك, قرر المغادرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية, بقي هناك يعاني الغربة ويعيش اشتياق لا يوصف بحسب المراسلات التي بينه وبين أصدقائه في العراق, ورغم صدور قرار عودة الكفاءات العلمية, والذي شمل الدكتور عبد الجبار بموجبه, لكن مرضاً عضالاً كان قد الم به خلال السنوات الأخيرة من غربته في أمريكا منعه من الرجوع إلى العراق. وبين أمل العودة والشفاء, قطعت إذاعة بغداد بث برامجها ضحى اليوم العاشر من تموز 1969 لتذيع الخبر المؤسف, وهو انتقال العالم العراقي الكبير الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله إلى جوار ربه, توفي يوم التاسع من تموز عام1969 في الولايات المتحدة الأمريكية, تم نقل جثمانه إلى العراق بطائرة خاصة, وفي يوم 13 تموز جرى تشييع مهيب له شارك فيه وزير الصحة آنذاك ورئيس جامعة بغداد وعمداء الكليات, وجمهور من المواطنين, وبعدها تم نقل الجثمان إلى مثواه الأخير في مقبرة عائلته في أبي غريب بناءاً على وصيته. نعاه صديقه وقريبة الشاعر المعروف عبد الرزاق عبد الواحد بقصيدة نقتطف منها الأبيات الآتية:
قالوا وأنت تموتُ .. كـانت مقلتاك تُرفـرفانِ
كحمامتين غريقتينِ عن العمـارة تبحثــانِ !
وبقيتَ حتى أخرِ الأنفاسِ تلهج في حـــنانِ
لو نسمةٌ هبت بقلعـةِ صالـحٍ لك بالأمــانِ !
لو نهرُها ناداك أخرَ مرةِ .. والشّــــاطئانِ
لو طوقاكَ فنمت في حُضنيهما والفجـرُ دانٍ
فترى إلى شمسِ العراقِ ومقلتاك تحــدرانِ
مشوبة هي في المياهِ وأنتَ مشوبُ المحـاني!
كانت لهانجازات علمية في التأليف العلمي الأكاديمي, فله عدة مؤلفات في هذا المجال لا مجال لذكرها, إلى جانب عمله في لجان الترجمة التي شكلهاالمجمع العلمي العراقي عام 1948 , وترجم العديد من الكتب والمؤلفات إلى اللغة العربية,أما نشاطاته العلميةفهي في مشاركته وانتمائه إلى العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية,لعل أهمها عضويته في (الجمعية الملكية البريطانية للأنواء) وعضويته الدائمة في(الجمعية الأكاديمية للعلوم في نيويورك) وعضويته في (جمعية الفيزياء الأميركية) وغيرهامن الجمعيات.
عمل الدكتور بجد ومثابرة من اجل امتلاك العراق لمصادر الطاقة الذريةللأغراض السلمية، حيث بدأ العراق بتشكيل أول لجنة علمية للاهتمام بشؤون الطاقةالذرية للأغراض السلمية عام 1957, كان الدكتور عبد الجبار من بين أعضاء هذه اللجنة، وبعد قيام ثورة1958 تم إعادة تشكيل هذه اللجنة مجدداً فاختير مرة أخرى لعضويتها ليشغل منصبنائب رئيس اللجنة الجديدة.
عمل الدكتور عبد الجبار بكل جد وإخلاص في خدمة العراق في هذا الميدان, وقدم العديد من الإسهامات والبحوث والدراسات, وترجم الكثير من المصادر, فضلاً عن دوره في اختيار الموقع المناسب لبناء الفرن الذري للبحوث في بغداد. وراح يقدم العديد من الإسهامات المهمة كان من بينها البحوثوالدراسات الخاصة والمتعلقة بالأنواء الجوية عام 1955 التي أثارت ضجة في الأوساطالعلمية, وقد تضمنت دراسة فيزياء الجو (حيث شكلت نظرياته بتأليف فرع جديد ومهم فيالأنواء الجوية, وهو فرع خاص بالأعاصير والزوابع). وبعد إحالته على التقاعد وسفرهإلى الولايات المتحدة عام 1964 نشر عام 1966 بحوثا عن الأعاصير العملاقة, ثم وضعنظرية في مجال الإعصار أكثر تطوراً وقد صور بواسطة الأقمار الصناعية فيما بعد, وبسبب انتشاره العلمي وانجازاتهالواسعة ادخل اسمه في موسوعة ( who is who science ) العالمية ودخول اسمه في تلكالموسوعة يعني انه أصبح احد العلماء المشاهير في العالم.
بدأت انجازات العالم العراقي الفذ عبد الجبار عبد الله ذات الأثر العلمي الكبير مع حصوله على شهادة الدكتوراه في الولايات المتحدة الأميركية عام 1946 كان اختصاصه العام في الأنواءالجوية, أما اختصاصه الدقيق فهو في الأنواء الحركية وهو العلم الذي يهتم بدراسةوتفسير ما يجري من ظواهر جوهرية في الغلاف الجوي الأرضي من خلال تطبيق النظرياتالفيزيائية عليها, ونظراً لانجازاته العلمية المبهرة رشحته جامعة نيويورك كباحث مرموق لديها,وخلال السنوات ( 1952-1955) قام بالعديد من النشاطات العلمية في أمريكا وأوربا, منها قيامة بإلقاء المحاضرات في جامعة أوهايو الأمريكية عام 1953, كما ألقى بحثاً خاصاً عن ظاهرة التورنادو سنة 1955في جمعية المترولوجيا الأمريكية, وتمت استضافته من قبل الجمعية المذكورة بصفة (عالم ممتاز) لمدة ثمانية أسابيع عام 1961. وألقى جملة من المحاضرات الأخرى في جامعات نييويورك وكمبرج. حيث استطاع هذاالعالم قبل سواه من العلماء إيجاد طريقة رياضية تمكن الأرصاد الجوي من أن يتنبأبهبوب هذه العواصف وطريقة سيرها وسرعة حركتها واتجاهاتها قبل وقت من وصولها مماأتاح المجال للإنذار المبكر, لتجنب الكثير من الكوارث التي قد تحصل. إن سعة مداركه الثقافية، وموهبته النادرة، وذكاءه الحاد، عمقت وعيه وأهلته لأن يتبوأ بجدارة منزلة العلماء، باعتراف العالم أجمع بعبقريته المتميزة.
أشرف على العديد من الدراسات الأكاديمية العليا في أميركا وغيرها من البلدان حتى آخر أيام حياته, ودخل اسمه في أكبر المعاجم العلمية في العالم, واحتل مكانته الطبيعية بين مشاهير العلماء المرموقين في العالم. كان عبد الجبار عبد الله بمثابة سفير علمي متجول للعراق بين الجامعاتالأميركية والأوربية, ولم ينقطع عن متابعة أبحاثه أو الإشراف العلمي وحضور المؤتمراتالعالمية، واستطاع خلال سبعة عشر عاما بعد تخرجه من الدكتوراه 1946 حتى العام 1963نشر(26) بحثاً علمياً باللغة الانكليزية نشرت كلها في المجلات العالمية الكبرىفضلاً عن دراساته باللغة العربية في المجلات العراقية والمصرية, وكانت حصيلتهالعلمية من البحوث لغاية وفاته قد بلغت ثلاثة وثلاثين بحثاً عدا أطروحته فيالدكتوراه, كان العالم عبد الجبار عبد الله يجيد إضافة إلى اللغتين العربية والآرامية اللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية. قلده الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) وسام (مفتاح العلم) لجهودهالعلمية المتميزة, وهذا الوسام كان يمنح إلى كبار العلماء المتميزين في عطاءاتهم العلمية.
وفي الختام أعتقد جازماً بأننا في محافظة ميسان لم نعط لهذا العالم حقه, فلم نجد أسمة على شارع أو مدرسة أو قاعة دراسية, ولم تتخذ الحكومات المحلية المتعاقبة في ميسان ما من شأنه إبراز دور هذا العبقري العملاق في ميدان العلم والمعرفة, وهنا أدعو السادة المسؤولين وذوي الاهتمام بهذا الشأن من أكاديميين ومثقفين وكوادر علمية على كافة المستويات في محافظة ميسان لتشييد نصب تذكاري(تمثال) للدكتور عبد الجبار عبد الله في مركز المحافظة أو داخل مبنى جامعة ميسان, وإقامة صورة جداريه كبيرة له في قضاء قلعة صالح على ضفاف نهر دجلة في محلة الحرية حيث كانت ولادته وصباه تخليداً لذكراه .