النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

مبحث حول تاريخ التبغ و أضرار التدخين

الزوار من محركات البحث: 336 المشاهدات : 1423 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: الجزائر
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,529 المواضيع: 110
    صوتيات: 14 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1430
    مزاجي: متفائل
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: كل انواع الطعام
    موبايلي: NOKIA
    آخر نشاط: 28/July/2021
    مقالات المدونة: 38

    مبحث حول تاريخ التبغ و أضرار التدخين


    مقدمة


    موطن التبغ الأول هو القارة الأمريكية. و حتى يومنا هذا لم يعرف بالضبط تاريخ ابتداء سكان تلك القارة باستعمال التبغ التدخين وقد وجدت في بعض الحفريات في أمريكا آثر يعود تاريخها إلى (600) سنة قبل الميلاد بينها غليون من الفخار لتدخين التبغ و من ثابت تاريخها أن كولومبس مكتشف القارة الأمريكية، قد وجد عند نزوله الى القارة في سنة 1492 بين سكانها من يدخنون التبغ بالغليون، و بعد خمس سنوات إي في سنة 1497 نقل الراهب (رامون بانRamon Pane) إلى القارة الأوروبية عن التبغ و استعماله في القارة الأمريكية للتدخين و في سنة 1519 جاء الرحالة (اوفيدو Oviedo) لأول مرة بأوراق التبغ إلى أوروبا، أما بذور التبغ فلم تصل إلى القارة الأوروبية إلا في سنة 1559 و كان ذلك من البرازيل و في تلك السنة نفسها استنبت ( جان نيكوت Jean Nicot)سفير فرنسا في البرتغال بذور التبغ في حديقة منزله، و ذلك بقصد الزينة لجمال أوراق نبتة التبغ الخضراء و أزهارها الجميلة، و أخذت زراعة التبغ بعد ذلك تنتشر بسرعة هائلة في جميع أنحاء أوروبا، لم أشيع عن فائدة علاجية مزعومةفي أوراق تشفي تقريبا كل أنواع أمراض الإنسان و قد أشترك في هذه الحملة الدعائية قسس و إطباء و حتى أمراء بعض المقاطعات و في الوقت نفسه بدأت عادة تدخين التبغ في الظهور و الانتشار بين سكان القارة، ليس بقصد معالجة مختلف الأمراض فحسب بل كمكيف في حالة الصحة و انعدام الأمراض و خلال مائة سنة عمت زراعة التبغ و استعماله للتدخين في جميع أقطار العالم بسرعة قصوى لا مثيل لها في انتشار أي نوع من أنواع المزروعات الأخرى .

    وكان تدخين التبغ يسمى( بشرب الدخان) و مازال هذا التعبير مستعملا في أقطارنا العربية حتى اليوم، و تقدر نسبة المدخنين في سنة 1972 في أوروبا بـ (90%) للرجال و (10%) للنساء من عدد السكان. و في سنة 1828 اكتشف العالمان الألمانيان (بوسلت Bosselt) و (رايمان Reimann) من جامعة (هايدلبرج Heidelberg) الألمانية المادة الفاعلة في التبغ و سمياها (نيكوتين Nicotin) نسبة لجان نيكوت أول من استنبت بذور التبغ في اوروبا، و أجرى أول تجربة لدراسة سم النيكوتين العالمان النمساويان ( دفورزاك Duvorzak) و (هاينريش Heinrich) على نفسيهما في العاصمة النمساوية (فيينا) في سنة 1868. و أما تركيب النيكوتين الكيماوي فقد اكتشفه في سنة 1893 العالم الكيماوي (بينر pinere). إن نبتة التبغ من الوجهة الزراعية من فصيلة نبتات ( ست الحسن) و (البطاطس) و (الطماطم) و هي نبتة تستطيع العيش تقريبا في كل أنواع المناطق، و لكن أكثر المناطق ملائمة لها هي المناطق التي تقع بين الدرجة (35) شمالا و الدرجة (52) جنوبا بين خطوط الكرة الأرضية، تنمو نبتة التبغ حيث تنمو الكرمة ( العنب)، والأخصائيون يميزون بين مختلف أنواع من التبغ، و المهم أنه من الممكن التأثير على نسبة النيكوتين في التبغ باختيار نوع الأرض لزرعه و طريقة تسميده، و طريقة قطف و تجفيف و تخمير أوراقه. و يعمل العلماء في وقتنا الحاضر في أمريكا و أوروبا لاستنبات تبغ خال من النيكوتين أو بأقل نسبة ممكنة من النيكوتين و قد نجحوا بعض النجاح في هذا الصدد بتطعيم جذور الطماطم بالتبغ و حصلوا بذلك على نية تبغ نسبة النيكوتين فيها أقل من المعتاد، كما اجروا تجارب معكوسة طعموا فيها جذور نبتة التبغ بالطماطم فيها على ثمار طماطم فيها نسبة من النيكوتين، و المعروف أن الطماطم في حالتها الطبيعية لا تحوي شيئا منه. ملاحظات كيماوية علينا في هذا الصدد أن نفرق بين التركيب الكيماوي لأوراق التبغ نفسها و التركيب الكيماوي لدخانها فالأول يهم الذين يستعملون التبغ بطريقة المضغ و الثاني يهم الذين يستعملونه للتدخين. 1 – التركيب الكيماوي لأوراق التبغ لقد أجري التحليل الكيماوي على أورق التبغ الجافة كما تستعمل في المصنع ووجد في تركيبها العناصر الآتية: الماء: تتراوح نسبته بين (5-10 %) و قد وجد من الوجهة العلمية أن التبغ الرطب (ثقيل) أثقل وطأة على الجسم البشري من التبغ الجاف لان دخانه الذي يصل إلى فم المدخن يحتوي نسبة عالية من مادة النيكوتين. الآزوت: و تتراوح نسبته بين (3-4 %) و الآزوت بحد ذاته ليس له أهمية من الجهة الصحية بعكس المواد الزلالية التي تحتوي في تركيبها عنصر الآزوت و المواد الزلالية في التبغ تكون عند حرقها غاز (نسيان هيدريك) السام، فالتبغ تزداد سمومه و تتناقص بنسبة زيادة و تناقص نسبة المواد الزلالية فيه. حامض النتريك: و منه يتولد (الأمونياك) المحرش للجلد المخاطي ( العين الفم و المجاري الهوائية و الهضمية) و نسبته في أوراق التبغ الجافة (0.5 %) و ترتفع بعد تخمير الأوراق تخميرا ناقصا إلى (1-2 %) و من هنا يتضح إن التخمير غير الكامل يزيد في أضرار التدخين الصحية. حوامض عضوية: و منها حامض التفاح و حامض الليمون و حامض الحميض و لها تأثير على رائحة الدخان و مذاقه و درجة تأجج جمره و ليس لهما أهمية من الوجهة الصحية. محتويات رماد التبغ: و منها عناصر البوتاس، و الصودا و الكلس، و الماغنيزيوم و الحديد و الكلور و تتراوح نسبتها في أوراق التبغ الجافة بين (10-25 %) و بتأثير هذه العناصر يظل رماد اللفافة (سيجارة) عند تدخينها متماسكا فوق الجمرة و مقدار الرماد المتخلف عن حرق التبغ يتناسب معكوسا مع مقدار ما يحتويه التبغ المحروق من مادة النيكوتين. مواد البكتين: و تتراوح نسبنها في أوراق التبغ بين (4-6 %) و أهميتها تنحصر في تكوينها عند الحرق (للكحول المتيلي) اسبيرتو الحرق. مادة السللوز: موجودة بنسبة (10%) و أهميتها كالسابق في تكوينها عند الحرق للكحول المتيلي كما تتولد عنها مواد قطرا نية (زفت). مواد صمغية: يشعر المدخن برائحة التبغ و نكهة (أروما) و يكثر وجودها في تبغ (فرجينيا) إذ تصل نسبتها في هذا النوع إلى (10%). نشا و مواد سكرية: و تقل نسبتها في عملية التخمير وقد تضاف عمدا إلى التبغ لتحسين مذاقه و تلطيف حدته وليس لها أهمية من الوجهة الصحية سوى ما يتكون منها عند الاحتراق من غاز(حامض الفحم ) و سنتحدث عنه عند البحث في تركيب الكيماوي لدخان التبغ. النيكوتين: و هو المادة السامة الأساسية في التبغ و تتراوح نسبة وجوده بين (الأثر الصغير 12 %) باختلاف نوع التبغ و موضع الأوراق من النبتة و طريقة الزرع و التسميد و التخمير...الخ، و على العموم يمكن اعتبار نسبته المتوسطة بين (1-3 %) وهذا يعني ان كل غرام واحد من ورق التبغ يحوي (20) مليغرام من النيكوتين و ان كمية النيكوتين الموجودة في (سيكار) واحد وزنه (5) غرامات تكفي لقتل رجلين بالغين إذا أكل كل منهما نصف السكار لأن الجرعة المميتة لسم النيكوتين هي (50) مللغراما. و لا يمكن التفريق بين أنواع التبغ في مختلف أنواع طرق استعمالها بالنسبة لكمية النيكوتين فيها و لكن يمكن أن يقال بوجه عام إن نسبة النيكوتين في التبغ المخصص للتدخين بالغليون هي أقل من مثيلتها في التبغ المخصص لصنع اللفائف (سيجارة) أو صنع السيجار و أقل ما تكون نسبة النيكوتين في التبغ المخصص للعطوس (أنفية) إذ تتراوح نسبة النيكوتين فيه (0.5-2 %) في حين أن هذه النسبة تبلغ في التبغ المخصص للمضغ (1.9-4.8 %) و هذا لا علاقة بين مذاق التبغ و نسبة النيكوتين فيه، ولكن هذه النسبة تكون منخفضة في التبغ الغالي الثمن لأنه يكرر بالتخمير مرتين في حين ان التبغ الرخيص يحوي نسبة عالية من النيكوتين لعدم تخميره تخميرا كاملا. و يزيد في سموم التبغ المحفوظ في أوراق صماء (ورق شيكولاته) تحتوي مادة الرصاص – و كانت تستعمل سابقا كبطانة داخلية للعلب الورقية للسجائر – ما يمتصه منها من مادة الرصاص السامة. اضافات علاجية في أوراق التبغ: تتبع هذه الطريقة لضافية أدوية خاصة إلى التبغ ليستفاد منها بطريقة التدخين (سجائر طبية)و هذه الأدوية هي في الغالب من مركبات اليود أو الزئبق أو النعناع أو (الفيروتال Veronal) مخدر أو من عشبه الداتورة – (نبات عشبي سام طبي من فصيلة الباذنجانيات )، كما يضاف إلى التبغ المكيفات المخدرة (كالأفيون و الكوكايين و الحشيش ) و تسمم الأوراق أحيانا بقصد القتل الطبي بسم (الزناريخ) أو سم (حامض تسيان هيدريك) هذا و يغش التبغ أحيانا بإضافة أوراق إليه من أوراق (البتولا البيضاء)و أوراق البطاطس و أوراق (الراوند الكفي) و غيرهما و هذه كلها لا تحتوي شيئا من مادة النيكوتين و لكنها تحتوي نسبيا من غاز حامض الفحم و غاز تسيان هيدريك السامين و كذلك الأمونياك المخرش للجلد و تدخينها يسبب لعيانا و تعرقا. و من الإضافات الخطرة التي يغش بها التبغ عشبة ( الجويسة العطرية) و يمزج التبغ أحيانا بالزعفران و غيره لصبغ لونه و لتحسين رائحته و مذاقه. أوراق اللفائف: (ورق السيجارة) ينسب إليها بعض التأثيرات السامة و تصنع إما من الخرق (شراطيط) أو من ألياف الذرة أو الكتان أو القنب و تحتوي غالبا على مادة المغنيزيوم لزيادة التأجج في جمرة اللفافة و البعض من المدخنين يصابون بالقرف من رائحة أوراق السجائر عند حرقها بالرغم من هذه الأوراق كثرا من تعطر بمختلف العطور. عملية الاحتراق في لفائف التبغ: إن عملية احتراق التبغ عند تدخينه بأي طريقة من طرق التدخين المستعملة إن هي إلا عملية ( تقطير) تقسم إلى ست مناطق وهي : 1 – منطقة الرماد: و هي أول منطقة نحو الخارج و ليس لها أية أهمية في موضوع عرضنا و يليها إلى الداخل: 2- منطقة التأجج: و تبلغ درجة الحرارة فيها بعض مئات من الدراجات المئوية و فيها يحترق نيكوتين التبغ و يمزج بدخان الاحتراق ويلي هذه المنطقة نحو الداخل: 3- منطقة التجفيف أو التفحم: إذ يمر منها الدخان فيجففها في طريقه إلى المنطقة التالية لها و هي : 4- منطقة التكاثف : حيث يرسب جزء من نيكوتين الدخان حتى تصل نسبة النيكوتين في عقب السيكار (ما يرمي منه بعد احتراق ثلثه أو أكثر) إلى (40 %) و في عقب اللفافة سيجارة إلى (6 %) و يلي منطقة التكاثف مباشرة: 5- منطقة الفحم : و هي مرتبطة دائما باللعاب و أخطر منطقة بين مناطق الاحتراق كلها لان رطوبتها تساعد على حل بعض الراسب من النيكوتين فينساق هذا مع الدخان لإلى: 6- منطقة الدخان : و فيها تصل الحرارة إلى (65) درجة مئوية وينقسم الدخان فيها إلى تيارين : (التيار الأساسي) و فيه يصل الدخان إلى داخل الفم و المسالك الهوائية ، و ( التيار الفرعي) و هو الذي ينشر الدخان من منطقة التأجج إلى الهواء الخارجي و يصل مع هواء التنفس إلى داخل الرئة. و هذا التقسيم في تيار التدخين له أهميته لأن النسبة بين القسمين تختلف باختلاف الوسائل المستعملة للتدخين، فأكثر ما تكون كمية الدخان في التيار الأساسي التي تصل إلى الفم هي عند استعمال الغليون، و أقل ما تكون عليه هذه الكمية هي عند تدخين اللفافة (سيجارة) و تكون على درجة متوسطة عند تدخين (سيكار) هذا و قد دلت الأبحاث العلمية على أن دخان اللفائف حامض في حين أن دخان السيكار قلوي و في ذلك تفاوت في تأثير كل منهما على الجسم. ومن الثابت أيضا أن التبغ الرطب يزود الدخان بكمية من النيكوتين تزيد بنسبة (75 %) عن الكمية التي يزوده بها التبغ الجاف. و للفائف التي لا تلف بشدة تتسع فيها منطقة التفحم و يزداد احتراق النيكوتين فتزداد كميته في التيار الأساسي للدخان و في داخل الفم. فاللفائف الطويلة و الرفيعة تولد في تدخينها كمية أقل مما تولده اللفائف القصيرة و الغليظة من النيكوتين و كذلك الأمر في السيكار و أما في الغليون فكمية النيكوتين في دخانه تزداد بتغطيته و قصر مبسمه (مجراه) و بالعكس تقل في الغليون غير مغطى و الطويل 2 – التركيب الكيماوي لدخان التبغ إن المواد الكيماوية الموجودة في دخان التبغ كثيرة جدا لا يسعنا هنا البحث عنها كلها و نكتفي ببيان المهم منها لعرضنا الصحي و هي: النيكوتين : لقد دلت الأبحاث العلمية على أن (10 -30 %) من النيكوتين الموجودة في التبغ يصل أثناء التدخين بواسطة تيار الدخان الأساسي إلى الفم فكل غرام واحد من التبغ المحترق إذن يبعث إلى فم مدخنه (3-7) ملغرانات من النيكوتين و لكن لحسن الحظ لا يبقى سوى جزء من هذه الكمية في الفم إذ يذهب الجزء الآخر مع الدخان عند نفخه إلى الخارج. البريدين Pyridin: أقل سموما من النيكوتين و أقل كمية إذ لا يتولد عند حرق غرام واحد من التبغ أكثر من (1) مللغراما واحد من البريدين. الامونياك: يتولد من كل غرام واحد من التبغ عند حرقه (3-5) مللغرامات من لامونياك، وضرره الصحي هو أنه مخرش للجلد المخاطي (العين، الفم، الحلق، بداية المرئ و الحنجرة، و القصبة الهوائية حتى أسناخ الرئة ) و هو السبب في حدوث الروشحات في هذه المسالك عند المدخن (السعال و البصاق). غاز تسيان هيدريك: غاز سام جدا و لكن ما يصل لإلى الجسم عند التدخين لا يزيد عن (1) مللغراما من كل غرام من التبغ المحروق ولحسن الحظ يتخلص الجسم من هذه الكمية الضئيلة من غاز تسيان هيدريك بتحويلها إلى مادة (الرودان Rhodan) ويبطل سم الجزء الأكبر منها. غاز حمض الفحم: يختلف نسبة وجوده في دخان التبغ باختلاف وسيلة التدخين و كمية مولد الحموضة التي تصل فيها إلى منطقة التأجج و ليستغرب ان تراوحت نسبة غاز حمض الفحم في دخان التبغ بين (1-14 %). مواد قطرانية: (زفت) و يتولد منها (40)غراما من كل كيلو غرام واحد من التبغ المحروق، وقد ثبت علميا إن لهذه المادة مفعول كبير في تكوين السرطان خصوصا لما يحتويه من مادة (البنزبيرين Benzpyrene) ذات المفعول الأكيد في إحداث السرطان. هذا و في دخان التبغ سموم عديدة أخرى نكتفي فيما يلي بذكر البعض منها (النيكوتين ، نيكوتوئين، نيكوتيرين، نيكوتللين، نورنيكوتين، تباتسين، حامض الكاربول، ميتان، حامض الفحم، حامض الكلوروجين، إكرولئين، أتلين...الخ. 3- تجارب لتجريد التبغ من سمومه: لقد أجريت تجارب عديدة لتجريد التبغ من سمومه و في مقدمتها سم النيكوتين بعضها (بيولوجي ) و البعض الآخر ميكانيكي أو كيماوي جاءت نتائج أكثرها سلبية و في البعض منها توصل إلى تخفيض نسبة النيكوتين نذكرها فيما يلي باختصار: 1- الوسائل البيولوجية: وهي عبارة عن أعشاب في مقدمتها عشبة (مرزنجوش) أضيفت إلى التبغ لتتحد عند الاحتراق مع نيكوتين التبغ و تبطل مفعوله و لم يحصل منها حتى الآن على فائدة تستحق الذكر. الوسائل الميكانيكية: كل مبسم للسجائر و كل أنبوب في الغليون ينقص كمية النيكوتين في دخان التبغ لما يترسب منه داخل المبسم أو الأنبوب و من الممكن زيادة الكمية الراسبة هذه بوضع مصفى من القطن طوله(1,2) سم ومصافي النيكوتين مصنوعة من القطن و خيوط الاسبست و مثل هذا المصفى ان يحجز (50 %) من النيكوتين عند مرور الدخان بين أليافه. 3 - الوسائل الكيماوية: وفيها أضيف إلى المصفى السابق مواد كيماوية تستعمل في الكمامات الوقائية من الغازات السامة(كالموليبدين) وملح البلاتين و ملح (الفالاديوم Valladium) والفحم، ولكن هذه كلها لم تستطيع أن تزيد في فعالية المصفى العادي من القطن و خيوط الاسبست. 4- وسائل سرية: قدمتها المصانع دون ذكر تركيبها الكيماوي، تحقن في التبغ عند تدخينه و لكن أحدا من المدخنين لم يستمر في استعمالها لصعوبتها مما حمل المصانع على الكف عن صنعها و عرضها في الأسواق. 5- الوسائل الفمية: وهي أدوية مركبة على الأكثر من مزيج من المغنيزيا و العفص يضعها المدخن في فمه عند التدخين و بقيت فائدتها محدودة بأقل من فائدة المصفى. 4- النيكوتين و جسم الإنسان أ - مصير النيكوتين في جسم الإنسان: إن عدة نقط من النيكوتين توضع على لسان إنسان كافية لقتله بعد بضع ثوان مما يثبت سرعة امتصاص الجلد المخاطي للسم، فعند تدخين غرام واحد من التبغ يمتص الفم من دخانه(1-3) مليغرام من النيكوتين و بعبارة أخرى فان الفم يمتص نحو(10 %) من مجموع النيكوتين الموجود في التبغ عند تدخينه، ثم إن الكمية الممتصة من النيكوتين تزيد عن ذلك كثيرا عند من يبلعون الدخان لسعة مساحة الجلد المخاطي في القصبة الهوائية وتفرعاتها، و النيكوتين المحلول في البصاق يصل إلى المعدة حيث يمتصه جلدها المخاطي أيضا و من البديهي إن الجلد المخاطي في الأمعاء يمتص النيكوتين إذا ما أستعمل محلول النيكوتين للحقن لقتل الدود في الأمعاء أو غسول ( وهذا خطير جدا). و من الثابت أيضا أن الجلد الخارجي يمتص النيكوتين وهذا ما يفسر حوادث التسمم عند المهربين الذين يربطون التبغ فوق أجسامهم للتهريب أو عند المزارعين و عمال المصانع الذين يشتغلون بالتبغ. و النيكوتين بعد امتصاصه من الجلد المخاطي يصل بسرعة فائقة إلى الدورة الدموية و يتوزع بواسطتها على جميع أنحاء الجسم و أعضائه و بعض أعضاء الجسم و في مقدمتها الكبد و الطحال و غدة الكظر( الغدة التاجية فوق الكلى) تختزن النيكوتين و تعمل على إبادة ما يمكنها إبادة منه بتحويله إلى مواد أخرى غير سامة و تعطي ما تبقى منه تدريجيا إلى الدم لإخراجه بواسطة الكلى (البول) و البراز و بواسطة العرق إلى خارج الجسم، ويظهر النيكوتين في البول بعد امتصاصه بنحو ½ 1-2 ساعة و ينعدم ظهوره بعد (8-10) ساعات. هذا وقد ثبت أن ثدي المرضع المدخنة يفرز النيكوتين مع الحليب فيتناوله رضيعها البريء ويتضرر بسمه. التسمم الحاد بالنيكوتين: ان جرعة النيكوتين المؤثرة (أي أصغر كمية تظهر بعد تناولها أعراض على بعض أعضاء الجسم) تقع بين (1-2) مللغراما، و الجرعة السامة بين(3-4) مللغراما، و الجرعة المميتة بين (50-60) مللغراما.
    أما أعراض التسمم الحاد بالنيكوتين فهي ما يلي: حرقات في الفم حكة في البلعوم، زيادة في إفراز اللعاب، الشعور بحرارة في المعدة قد تنتشر إلى الصدر و الرأس و إلى الأصابع و يعقب ذلك تهيجات عصبية مصحوبة بصداع و دوخة و اضطراب في النظر و السمع و جفاف في الحلق و برودة في الأطراف، انتفاخ في البطن مصحوب بلعيان قيء، شعور بحاجة ملحة للتبرز، تعسير بالتنفس مصحوب بتسرع كبير في النبض، يتحول فيما بعد إلى تقطع و تباطؤ ويعقب ذلك فقدان الوعي (غيبوبة) و تشنجات في الجسم تنتهي في الحالات الشديدة بالموت لشلل مركز التنفس في الدماغ، ويلاحظ أن التسمم الحاد غير المقصود بالنيكوتين قد يحدث بعد الإفراط في التدخين خصوصا عند المبتدئين بممارسة التدخين من الشباب أو الأحداث (15-17 لفافة 18 غليون) أو من شرب ماء ملوث بالتبغ بقصد التنكيت أو من استعمال الحقن الشرجية . هذا وبعض الأدوية الزراعية المستعملة لقتل الحشرات تحوي نسبة عالية من النيكوتين و يمكن بها إذا لوثت بها الأيادي أو وصل جزء منها أثناء استعمالها إلى الجسم عن طريق التنفس أو المعدة. معالجة التسمم الحاد بالنيكوتين: يبعد السم عن الجسم بغسل الأيدي الملوثة به و غسل المعدة و الأمعاء و يعطي للمصاب مقدار من مسحوق الفحم الحيواني (يباع في الصيدليات) عن طريق الفم ليمتص ما تبقى في الأمعاء من السم كما تعطى له منبهات للقلب كالكافئين Coffein و الكورامين Coramin و منبهات للتنفس كاللوبلين Lobelin و يثار التعرق بلف الجسم بالبطانيات ووضع أكياس الماء الحار حوله و يراح المصاب في السرير. ج- التسمم المزمن بالنيكوتين: هو في الواقع حلقات متماسكة من التسمم الحاد لا يحس بها المصاب وهناك ثلاث إمكانيات لحدوث التسمم المزمن بالنيكوتين: 1 – العمل بالتبغ في الزراعة أو المصنع. 2- التدخين السلبي و نعني به المكوث الطويل المتكرر في أماكن مغلقة اختلط هوائها بدخان التبغ، وقد يكون (المدخن السلبي) ممن لا يتعاطون التدخين على الإطلاق و بالرغم من ذلك فهو بتدخينه السلبي يمارس أخطر أنواع التدخين إذ يصل عنده النيكوتين مع هواء التنفس إلى داخل رئته و من المدخنين السلبيين أفراد العائلة الذين يمكثون في غرفة واحدة فسد هوائها بتأثير ما يدخنه رب العائلة فيها. ممارسة عادة التدخين و فيها يعتاد الجسم على تناول النيكوتين و يصبح (مدمنا) عليها كالمدمنين على معاقرة الخمر أو سموم المكيفات الأخرى كالمورفين و الكوكايين و الحشيش. وهذا يمكن تقسيم المدخنين إلى الزمر الأربعة الآتية: 1- المعتدلون: وهم الذين يدخنون (5)لفائف أو (1) سيكار واحد أو (5) غرامات من تبغ الغليون أو يمضغون غرامين من تبغ المضغ – و يتناولون بذلك نحوا من (15) مللغراما من النيكوتين في اليوم. 2- المتوسطون: و هم الذين يدخنون (10) لفائف أو (2) سيكارين أو (10) غرمات من تبغ الغليون أو يمضغون (4) غرامات من تبغ المضغ و يتناولون بذلك (30) ملليغراما من النيكوتين في اليوم. 3 - المكثرون: و هم الذين يدخنون (20) لفافة أو (3-4) سيكار أو (20) غراما من تبغ الغليون أو يمضغون (8) غرمات من تبغ المضغ و يتناولون بذلك (60) مللغراما من النيكوتين في اليوم. 4 - المفرطون: و هم الذين يدخنون أكثر من ذلك و يتناولون بتدخينهم أكثر من (60) مللغراما من النيكوتين في اليوم . ولابد من ملاحظة أن درجة التأثير بالنيكوتين تختلف باختلاف الاستعداد الشخصي عند المدخنين فما يعتبر معتدلا عند احدهم قد يمكن أن يكون إفراطا بالنسبة لغيره. 5- أضرار التدخين الصحية في أعضاء الجسم لابد لنا في بداية هذا العرض من الإشارة إلى انه لا توجد قاعدة ثابتة لأعراض التسمم المزمن بالنيكوتين فبينما لا تظهر أعراض مرضية عند أحد المدخنين تظهر عند مدخن آخر هذه الأعراض في عضو واحد من أعضائه و عند مدخن ثالث في عدة أعضاء معا و على العموم كل ما يسببه التسمم المزمن بالنيكوتين من أعراض مرضية ليست خاصة به بل يمكن أن تنشأ أيضا من أسباب أخرى لا علاقة لها بالنيكوتين، ومهمة الطبيب أن يميز في كل حالة من الحالات أسباب العلة و منشأها، و يستحسن أن لا تغرب عن باله أثناء التشخيص لأضرار صحية للتسمم المزمن بالنيكوتين. أ – أضرار التدخين الصحية على الجهاز العصبي: لا ريب أن النيكوتين يهاجم أول ما يهاجم من أعضاء الجسم الجهاز العصبي و على الأخص الجزء الذي لا سلطة للإرادة عليه، و الذي يسمى (بالجهاز العصبي النباتي) و هو الذي يمدها بالأعصاب أعضاء الجسم الداخيلية كلها بما فيها الأوعية الدموية و غدد الهرمونات (الصماء)، وهذا الجهاز تخرج فروعه من الدماغ لتصل أولا إلى محولات على جانب العمود الفقري تدعى(بالعقد العصبية السمباتية)و منها تنتشر فروع الأعصاب على جميع الأعضاء الداخيلية كما ذكرنا، و يتبع هذا الجهاز عصب آخر يخرج من الدماغ مباشرة و لا يمر بالعقد السمباتية و يشترك بتعصيب الأحشاء الداخيلية و يدعى بالعصب التائه، و الجهاز العصبي النباتي يدير أعمال الأحشاء كلها بما فيها القلب و الشرايين و الغدد و عمله يتعارض مع عمل العصب التائه فبينما يسرع أحدهما بالعمل، يخفف الآخر بسرعته لحفظ التوازن كأن أحدهما على الآخر رقيب. و سم النيكوتين يحدث في العقد العصبية السمباتية تهيجا أو ارتخاء (حسب الاستعداد ودرجة التحمل الشخصي) – فيضطرب عمل الجهاز وبالتالي يشمل جميع الأعصاب و الدماغ و خصوصا الشرايين المغذية له إذ يحدث فيها تشنجا فتضيق و تقل كمية الدم في داخلها و يصاب الدماغ من جراء ذلك بوهن عام في طاقته، و قد يبلغ التضيق بالأوعية الدموية درجة الانسداد التام و توقف الدورة الدموية فيها لبرهة و جيزة يفقد فيها المصاب وعيه و في ذلك خطر جسيم خصوصا عند العمال المعرضين عند فقدان الوعي الفجائي، وتأثير النيكوتين المستمر على الدماغ كثيرا ما يسبب الصداع و الدوخة و اضطراب الذاكرة و النظر و الأرق. و النخاع الشوكي يتأثر أيضا بالتسمم المزمن بالنيكوتين و من المعروف إن النخاع الشوكي يحتوي مجموعة الأعصاب المحركة الآتية من الدماغ مع مجموع الأعصاب الحساسة الذاهبة إليه، و في النخاع الشوكي تتم عملية الانعكاس العصبي مثال بسيط على الانعكاس العصبي حتى نوضح الأمر : فإذ تعرضت اليد مثلا إلى مس جسم حار جدا يعرضها للحريق تقلت أعصابها الحساسة هذا الحس إلى الدماغ و لكنها في طريقها إليه تنقل الحس داخل النخاع الشوكي إلى الأعصاب المحركة لليد فيه فتأمر هذه العضلات في اليد بسحب اليد حالا و إبعادها عن الجسم الحار الذي يهديها بالحرق دون تدخل الدماغ أو انتظار الأمر منه و هذا ما يسمى بالانعكاس العصبي ب أضرار التدخين الصحية على أعضاء الحواس: إن التسمم المزمن بالنيكوتين يؤثر على أعضاء الحواس الخمس بأجمعها فيفقد حاسة الذوق الشيء الكثير من حساسيتها و يولد في الفم طعما مرا مستمرا يزداد بتأثير الدخان المباشر على الجلد المخاطي، وهذا ما يحدث في حاسة الشم أيضا و خصوصا إذا نفث المدخن الدخان من أنفه ففي مثل هذه الحالات يصاب الجلد المخاطي بالأنف بالتهاب قد يمتد من ابوق الإستاخي الذي يربط الأذن الداخلية بتجويف الأنف إلى داخل الأذن فتصاب بالتقيح و في داخل الأذن آلة حفظ التوازن للجسم فإذا امتد الالتهاب إليها خربها وفقد الجسم توازنه، هذا كله بتأثير الدخان أو التبغ المباشر على الجلد المخاطي، وأما النيكوتين نفسه يحدث في البداية تهيجا بعصب السمع يسبب الانزعاج بسماع أصوات طفيلية (بارازيات) ثم ينتهي التهيج بعد مدة بالانعكاس لإلى الارتخاء فتضعف قدرة العصب على السمع و قد يصل ذلك في بعض الأحيان إلى حد الطرش. و أما في العين فان الدخان يحدث التهاب مؤلما في حواف جفونها و احمرارا في ملتحمتها (رمد) و يثير إفراز الدموع من غدتها الدمعية و لكن الأهم من هذا كله تأثير النيكوتين على أجزائها الحساسة فالتسمم الحاد بالنيكوتين يسبب عادة توسعا في حدقتها، أما التسمم المزمن فأنه يضيقها و يفسد استدارتها كما يؤثر على حركة العدسة فيها و يفسد حسن تجاوبها مع النور الداخل منها إلى داخل العين وكذلك تتأثر الطبقات الداخلية للعين لتشنج الشرايين المغذية لها بتأثير النيكوتين، والأخطر من هذا كله تأثير النيكوتين على عصب البصر نفسه إذ لهذا العصب تفاعل خاص مع النيكوتين فهو كالعقد العصبية يجذب إليه النيكوتين و يستولي هذا على الألياف المركزية في العصب فتضعف قدرتها و تصاب العين من جراء ذلك بعمى الألوان أو يضعف بصرها في النور حيث تكون الحدقة ضيقة لا تصل منها إلى داخل العين سوى حزمة ضيقة من أشعة النور تصل إلى مركز العصب فقط حيث الألياف الضيقة المسممة بالنيكوتين، وكلما قلت شدة النور الخارجي اتسعت الحدقة و أدخلت المزيد من أشعته إلى داخل العين فتصيب هذه الألياف في أطراف العصب و تتحسن الرؤية. وعلى المدخن إذا ما شعر بمثل هذا العارض في بصره أن يراجع حالا الطبيب المختص وإلا قد تزداد حالة العصب سوءا إلى أن تصل به إلى العمى التام. ج- أضرار التدخين الصحية على جهاز الدورة الدموية: إن كل اضطراب يصاب به القلب أو الأوعية الدموية عند المدخن ما عدا القليل منه سببه التدخين أي التسمم المزمن بالنيكوتين. إن حركة القلب المنتظمة و المستمرة يديرها و ينظمها العصب السمباتي و العصب التائه فالأول يسرع القلب و الثاني يخفض سرعته وهكذا يظل التوازن مستمرا في القلب، و النيكوتين كما سبق وبينما يثير العصب السمباتي في بادئ الأمر لذلك تزداد سرعة القلب (النبض) بعد تدخين لفافة، وفي التسمم المزمن بالنيكوتين تتسرع حركة القلب غالبا باستمرار و في النادر منها يشاهد بعكس ذلك تباطؤ في حركته و فيما عدا ذلك يفسد انتظام الحركة فيتقطع النبض و يصبح غير منتظم و تصاب أعصاب القلب من جراء التسمم المزمن بالالتهاب فيشعر المثاب بنوبات ألم في القلب كنوبات الذبحة الصدرية أو هي نفسها، وهذا و التشنج بالأعصاب القلبية يؤدي إلى تقلص الشريان التاجي (شريان القلب) فتسوء تغذية عضلة القلب و تصاب بالتمدد، ومن البديهي أن يكون القلب المصاب بعلة عضوية اضعف مقاومة لسم النيكوتين من القلب الخالي منها: لذلك يحذر المصابون بعلة في القلب من التدخين و التعرض لأخطاره. أما الشرايين عامة فإن سم النيكوتين يسبب تضييقها لإثارته للعصب السمباتي الذي يعصب الشرايين كلها. و الشرايين المتشنجة باستمرار تصبح مهيأة للإصابة بالتصلب – خصوصا عند الأشخاص المستعدين لذلك وراثيا- وارتفاع ضغط الدم هذا إذا سلمنا مع بعض الأطباء بأن التسمم بالنيكوتين ليس عاملا أساسيا في إصابة الشرايين بالتصلب وقد دلت الإحصائيات العلمية على كل حال على أن نسبة المصابين بتصلب الشرايين بين المدخنين أعلى بكثير من مثيلتها عند غير المدخنين، وأما ارتفاع ضغط الدم فقد تكون له أسباب أخرى لا علاقة لها بالنيكوتين و لكن التجارب دلت على أن تدخين لفافة واحدة يرفع ضغط الدم مباشرة من (130 الى 160) ملليمتر ضغط زيبقي. د- أضرار التدخين على جهاز التنفس: ان جهاز التنفس أكثر تعرضا لأضرار التدخين من سائر الأجهزة الأخرى في الجسم، فجلده المخاطي معرض أولا للتماس المباشر مع الدخان و التخرش بما يحتويه هذا الدخان من غاز الأمونياك المخرش . و التخرش المستمر يؤدي إلى التهاب مزمن في الجلد المخاطي فينتفخ و يفرز مواد مخاطية وهذا ما يعبر عنه (بالرشح)، و الرشح في الحنجرة يمتد إلى الوترين الصوتيين فيها فيعجزان عن أداء عملهما إذا ما تعرضا إلى عبء كما هو الحال عند المغنين و الخطباء و غيرهما فيضعف الصوت وهذا ما بعبر عنه (ببحة الصوت) وأما الالتهاب في الجلد المخاطي في القصبة الهوائية في الرئة يسبب السعال الناشف أو المصحوب بقشع مخاطي وقد يمتدد الالتهاب من الأكياس إلى الرئة نفسها و يحدث فيها التهابات موضعية تجاه الجراثيم التي قد يتعرض إليها، كجراثيم السل و غيرها، ولا ندعي أن التدخين يسبب مرض السل و لكنه بكل تأكيد يهيئ للإصابة به خصوصا عند وجود استعداد شخصي وراثي لهذا المرض ، وقد دلت الإحصائيات إن الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي على اختلاف أنواعها عند الرجال تفوق عند النساء بنسبة2.4/1 لأن الرجال أكثر ممارسة للتدخين من النساء، فالزعم بأن دخان التبغ مطهر للمسالك الهوائية حيث يقتل الجراثيم فيها زعم خاطئ و العكس هو الصحيح. هذا و تخريش الجلد المخاطي في الأنف يؤدي إلى تناقص حاسة الشم إلى ما يقارب من 2/5 من قوتها الطبيعية ، وزيادة المخاط عند الذين يستعملون التبغ للشم(عطوس) و يقع التهاب مزمن في تجويف الأنف. وقد ازدادت في السنين الأخيرة نسبة الإصابة بسرطان الرئة و سرطان الحنجرة وهذه الإصابات لها علاقة بالتدخين و خصوصا عند الرجال و في الإحصائيات وجدوا أن من بين (3944) إصابة بسرطان الرئة يقابلها (790) إصابة بالمرض نفسه عند النساء وان (92 %) من المصابين كانوا من المدخنين، وليس النيكوتين نفسه المسؤول عن هذه الإصابات السرطانية بل المواد (القطرانية) الموجودة في دخان التبغ و ما تحتويه من مادة (البنسبورين Benzpyrene) و تشمل هذه الأضرار الصحية لدخان التبغ ما سميناهم (بالمدخنين السلبيين) لأنهم يتنفسون الدخان مع هواء التنفس و يصل عندهم إلى الأكياس الهوائية في الرئة مجتازا المسالك الهوائية من أولها إلى آخرها. وكل الأضرار الصحية للتدخين في الجهاز التنفسي و التي ذكرناها ناتجة عن تحريش الدخان ذاته للجلد المخاطي ليس للنيكوتين تأثير مباشر في حدوثها، أما أضرار التسمم المزمن بالنيكوتين على جهاز التنفس فإنها تنتج عن تأثير النيكوتين المقلص للألياف العضلية في القصبة الهوائية و في الأوعية الدموية فيها، و تقلص العضلات في القصبة الهوائية يؤدي إلى نوبات عسر بالشهيق من التنفس و هو ما يسمونه بالربو (إستما)، وفي بعض الحالات القليلة فقط تأثير النيكوتين على هذه الألياف العضلية معكوسا، وهذا يفسر لنا كيف أن بعض المصابين بالربو يشعرون بتناقص عسر في التنفس و الراحة بعد تدخينهم لفافة واحدة، ولكن هذه الحالات شاذة وإلا فالنيكوتين يسبب عادة التقلص و تعسر التنفس و بتعبير آخر ظهور نوبات الربو خصوصا عند استعداد الشخصي، وهناك بعض أنواع السجائر يصفها الأطباء لمعالجة نوبات الربو (تباع في الصيدليات باسم سجائر الربو) – تحوي القليل من التبغ و الكثير من الأدوية المضادة للتشنج. هذا و استمرار التشنج في شرايين الرئة بتأثير التسمم المزمن بالنيكوتين يؤدي بالتالي إلى النقص في تغذيتها و إلى ارتخائها ويضعف مقاومتها لما يمكن أن تتعرض له من الجراثيم مما في ذلك جراثيم السل، وقد جاء إحصائيات بالولايات المتحدة الأمريكية (معهد فيبس Phipps) أن نسبة الوافيات بمرض سل الرئة تفوق 18,08% عند المدخنين في حين أنها لا تتعدى نسبة غير المدخنين بـ 5,10 % . هـ - أضرار التدخين الصحية على الجهاز الهضمي: كل ما قيل عن تأثير الدخان على الجهاز التنفسي ينطبق على القسم الأعلى من الجهاز الهضمي أيضا لأن هذا القسم الأعلى من الجهاز الهضمي يشترك به الجهاز التنفسي أيضا فهو معرض للتخرش بأمونياك الدخان كما يتعرض أيضا لتأثير النيكوتين المتجول في شرايين الجسم كلها مع الدم، أما الغدد اللعابية فإن الدخان يزيد في إفرازاتها و يغير في تركيبه الكيماوي إذ يزداد تفاعله و تظهر فيه مادة (روضان البوتاس Rodankalium) و يعتبر وجود هذه المادة في اللعاب إثبات للممارسة التدخين، و التدخين يضعف الخميرة الهاضمة للنشويات في اللعاب و المعروفة باسم (يتوآلين Ptyalin) بل يخرب الخلايا التي تفرزها. أما تأثير النيكوتين غير مباشر على ألياف العضلة للمعدة فانه يحدث فيها تشنجات مؤلمة جدا تشبه نوبات (القولنج) تعيق حركتها الديدانية و تفريغ محتوياتها مما يؤدي إلى الشعور بثقل فيها و في بعض الأحيان إلى القيء أيضا، و للنكوتين تأثير على الغدد في المعدة التي تفرز عصاراتها الهضمية فهو في البداية يثير إفرازها لذلك يشعر المدخن براحة في معدته بتدخينه لفافة بع تناول الطعام مباشرة و لكن هذه الغدد تصاب بعد ذلك بالوهن و فيقل إفرازها و تضعف القوة الهاضمة (الببسين) فيها لذلك يشكو أكثر المدخنين من حرقان (حموضة) في المعدة ومن الشعور بالامتلاء ويصابون غالبا بالنحول لسوء هضمهم للغذاء. فالتدخين يحدث في جلد المعدة المخاطي التهابا يصبح مع الزمن مزمنا فتقل شهوة المصاب إلى الطعام و يشعر بعد تناوله بثقل فوق المعدة، والتهاب الجلد المخاطي المزمن في المعدة يرافقه أحيانا نزيف داخلي فيها فلا عجب إذا تضاعف الالتهاب بتقرح في مكان النزيف و تكونت فيه ما تسمى (بالقرحة المعدية) و هي أكثر ما يصاب بها الرجال في سن (30-40) وقد يظهر في سن متأخرة سرطان في المعدة على أساس القرحة أو بدون إصابة مسبقة بها، ولا يمكن القول طبعا ان كل قرحة أو سرطان في المعدة مردهما إلى التدخين غير أن تجارب أجريت على الحيوانات أثبتت ان لتأثير النيكوتين المباشر على الجلد المخاطي للمعدة دورا فعالا في إصتناع قرحة و سرطان فيها. أما تأثير النيكوتين على الأمعاء الدقيقة و الغليظة على جلدها المخاطي وعضلاتها و أعصابها و شرايينها فقد أجريت لدراسته تجارب عديدة على الحيوان لا يسعنا المجال للتحدث عنها و حسبنا أن نوجز القول عن تأثير النيكوتين على الأمعاء فنقول بأنه في بداية التدخين يثير حركتها مما يؤدي إلى الإسهال و لكن بعد الاستمرار في التدخين و ظهور التسمم المزمن بالنيكوتين يشل النيكوتين حركة الأمعاء فتصاب بالقبض و في بداية هذه الحالة قد يؤدي تدخين لفافة واحدة في الصباح (على الريق) إلى إثارة الأمعاء مؤقتا و تفريغ محتوياتها، و المدمن على التدخين يشكو القبض غالبا لشلل في حركة أمعائه أو نادرا لتشنج في أمعائه الغليظة أما شرايين الأمعاء فإنها كسائر الشرايين تصاب من جراء التسمم المزمن بالنيكوتين بالانقباض و التصلب فيشعر المصاب بها بنوبات من الألم الشديدة و بانتفاخ في بطنه يرافقه في بعض الحالات الشديدة نزيف داخل الأمعاء. و-أضرار التدخين الصحية على غدد الهضم: (و نعني بها الكبد و غدة البنكرياس) 1 الكبد: إن الكبد يحتفظ بالنيكوتين الذي يمر بداخلها مع الدم لتبطل مفعول ما يمكن أن تبطله منه، ثم لتعيد ما تبقى منه تدريجيا إلى الدم لطرحه بالوسائل المخصصة إلى خارج الجسم و في التجارب على الحيوانات وجدوا أن فعالية الكبد بالنيكوتين تحفظ حياة الحيوان و تنقذه من الموت تسمما بالنيكوتين حتى بعد حقنه بجرعة مميتة منه، ولكن هذا لا يتم عمليا عند الإنسان إذ تكون جرعة السم الكبيرة قد فعلت فعلتها في أعضاء الجسم قبل أن تستطيع الكبد تخزينها و التصرف بها، و لكن هذا الحال يختلف في التسمم المزمن حيث تصل جرعات السم تباعا إلى الدم بحيث تتمكن الكبد من جمعها و التصرف بها، و من البديهي أن تصاب الكبد من جراء تماسها المستمر مع السم بأضرار صحية إذ تتضخم و تصبح مؤلمة عند المدخن إلى أن تصاب الكبد أحيانا بالضمور أو السرطان بعد الإدمان زمنا طويلا على التدخين، وقد شوهد عند المدمنين على التدخين صبغة المرارة (أوروبيلينوجين Urobilinogen) في البول مما يدل على وصول جزء من إفرازات المرارة إلى الدم، هذا ويحدث في الطرق الصفراوية و شرايينها نوبات من التشنجات المؤلمة جدا في بعض الأحيان و التي يصعب تمييزها عن تشنجات المصران الغليظ. 2-البنكرياس: يقلل التسمم المزمن بالنيكوتين إفرازاتها الهضمية (تربسين) و يضعف قوتها ولا يعرف الآن إن كان للنيكوتين تأثير على إفراز الهرمون(أنسولين Insulin) منها و هو الذي يدير عملية تزويد الدم بالسكر، و فقدانه و نقصه يؤديان إلى الإصابة بمرض سكري يعود منشؤها إلى التسمم بالنيكوتين و دليلهم على ذلك ظهور هذا المرض بنسبة أكبر عند الرجال من نسبة طهوره عند النساء و هن أقل ممارسة للتدخين. ح- أضرار التدخين الصحية على الغدد الصماء: لا يعقل إلا أن يكون لسم النيكوتين أضرار على هذه الأعضاء الحساسة التي تفرز الهرمونات بمقادير معينة و تنظم جميع الأعمال الحيوية في الجسم و سنكتفي فيما يلي بالبحث عن الأهم منها: الغدة الدرقية: وقد وجد أن نيكوتين يزيد في إفرازها و بالتالي في حرق الغذاء و كمية ( اليود Iod) في الدم ورطوبة الجلد، و في بعض الحالات يسبب التعرق الغزير والإسهال وجحوظ العينين وسقوط الشعر و نحول الجسم و تظهر تجعدات الوجه الشيخوخة مبكرا عند النساء بتأثير سم النيكوتين على غددهن الدرقية، الغدة الدرقية المصابة بمرض من أمراضها المعروفة تزداد حساسيتها لسم النيكوتين. الغدة التاجية: أو (الكظر) يثيرها التسمم بالنيكوتين إلى إفراز المزيد من هرمونها و هو (الأدرنالين Adrenalin) الذي يزيد في ارتفاع ضغط الدم و في نسبة السكر في الدم و في ذلك أضرار صحية جمة سبق وأن تحدثنا عنها. الغدة التناسلية: ونبدأ بالمذكرة منها و هي الخصية و هذه تصاب من جراء التسمم بالنيكوتين بالضمور و يصاب إفرازها من (الدود المنوي) بالضعف و يموت معظمه أو ينعدم في بعض الحالات كليا و بعض العلماء يعتبر النيكوتين سما خاصا للنطفة له خطورته على النسل و الإخصاب كما أن النيكوتين يضعف القوة الجنسية و الانتصاب إلا في سن الشباب المبكر حيث يثير الشهوة الجنسية ، وينقلب بعد مدة من الزمن إلى العكس من ذلك، وأما في الغدة التناسلية المؤنثة و هي (المبيض) فان النيكوتين يحدث فيها تخريبات أكبر تؤدي في كثير من الحالات إلى العقم و قد دلت الأبحاث العلمية في المستشفى النسائي لجامعة(كيسن Giessen) الألمانية بأن عدد الولادات في العائلة بلغت (3,1) عند العائلات الغير مدخنة (أي التي يتعاطى فيها الزوج أو الزوجة التدخين) في حين أنها لم تزد عن (0,66) عند العائلات المدخنة (أي التي يتعاطى فيها الزوجان التدخين) هذا و قد دلت التجارب الطبية في جامعة موينخ الألمانية على أن العقم الناشئ عن التسمم بالنيكوتين يمكن إزالته بالامتناع كليا عن التدخين. و الرحم عند المرأة كتلة عضلية يحدث النيكوتين فيها تشنجا يؤدي إلى الشعور بنوبات شديدة من الألم و في حالات الحمل إلى الإجهاض، لأن التشنج يمتد إلى الشرايين فتضيق و تنقص كمية الدم فيها بحيث تصبح غير كافية لتغذية الجنين، وقد وجد أن تدخين الأم للفافة واحدة يزيد في ضربات قلب الجنين بعد (1/2 -1) دقيقة (5-10)ضربات مما يدل على وصول سم النيكوتين مع الدورة الدموية إلى جسم الجنين و يؤثر على صحته بعد الولادة وعلى الأخص إذا استمر على أخذ السم من حليب أمه المدخنة، فعلى الحوامل و الرضع الامتناع كليا من التدخين حفاظا على صحة أطفالهن. والنيكوتين يؤدي أيضا إلى اضطراب الطمث (العادة الشهرية) و يقلل إفرازات الحليب منها و يؤخر نمو الأطفال بعد ولادتهم و يزيد في نسبة الوفيات و يؤهلهم للإصابة بشتى الأمراض. ط- أضرار التدخين الصحية على الجهاز البولي: للعلم أن القسم الأكبر من النيكوتين في الدم تفرزه الكلى مع البول لطرحه إلى خارج الجسم، ومن البديهي أن يؤثر استمرار ذلك على الكلى و المسالك البولية ويسبب لها أضرارا صحية فبالتسمم الحاد تتقلص الكلى و يقل إفرازها للبول –(وهذا ما يحدث بعد التدخين مباشرة)- لتعود بعد ذلك إلى الانبساط والارتخاء ثانية فيزداد إفراز البول منها، و قد يؤدي استمرار التسمم بالنيكوتين إلى إصابتها بالتهاب مزمن ينتهي بضمورها وما ينتج عن ذلك من أخطار على حياة المصاب و يعتقد بأنه يسبب ترسب الأملاح و تكوين الحصاة البولية فيها. ي- أضرار التدخين الصحية على الدم: إن سما كالنيكوتين يؤثر على جميع أعضاء الجسم وإفرازاته بما في ذلك الأعضاء التي تتكون فيها كريات الدم (العظام و الطحال) لا بد من أن يؤثر على الدم أيضا و يصيبه ببعض الأضرار الصحية و التسمم المزمن بالنيكوتين يخفض بالفعل عدد كرياته الحمراء و نسبة (مادة الهيموكلوبين) فيها و يسبب ذلك فقرا في الدم فتقل الشهوة لتناول الطعام و يبهت لون الجلد المخاطي و يصفر الجلد و تنحط قوى الجسم و طاقته على العمل أما الكريات البيضاء فترتفع فيها نسبة (اللمفوتسوت Lymphozyt) من (20- 25 %) في الحالات الطبيعية إلى (30-40%) و الكريات البيض من هذا النوع لا تتكون كالكريات البيض من نوع (اللويكوتسوت Leukozyt) في الطحال بل العقد اللمفاوية و قد سبق لنا و بينا بأن التسمم بالنيكوتين يرفع نسبة السكر في الدم خصوصا عند المصابين بمرض البول السكري كما يحدث في الدم تبدلات كيماوية أخرى تقلل من قابلية التجميد و القوى الدفاعية فيه، لذلك يتعرض المدمنون إلى استمرار النزيف عند إصابتهم بالجروح و تضعف مقاومتهم للإصابة بالأمراض الجرثومية. ك- أضرار التدخين الصحية على العضلات: إن التسمم المزمن بالنيكوتين يقلل من قول العضل أي من طاقته بنسبة تتراوح بين (10-32,3 %) حسب شدة التدخين و ما يتولد عنه من كمية النيكوتين، وكذلك يفسد انتظام العمل بين العضلات عند قيامها بعمل مشترك كالرسم مثلا أو إدخال الخيط في ثقب الإبرة أو ما يشابه ذلك من الأعمال الدقيقة وكذلك سم النيكوتين يصيب العضلات ببعض الأمراض كالروماتيزم، حيث وجد أن آلام الروماتيزم عند المدخنين تزول بالامتناع كليا عن التدخين مما يبرهن على ما لنيكوتين من دور أساسي في الإصابة بها. ل – أضرار التدخين الصحية على الجلد: سبب: التسمم بالنيكوتين أضرار كثيرة على الجلد و قد سبق وإن بين بأن الجلد لا يقوى على منع النيكوتين من التسرب إلى داخله كما أن غدد العرق فيه تفرز مع العرق عند المدخنين آثارا من النيكوتين، و للجلد عند بعض الأشخاص حساسية مفرطة للنيكوتين، حيث يظهر على الجلد طفح يثير الحكة أو نوع من الاكزيما الموضوعية تزول كلها بالامتناع عن التدخين، ويثير سم النيكوتين إفراز العرق و خصوصا في الحالات الحادة منه كما يقلص الشرايين المغذية له فتسوء تغذيته و يصفر لونه أو زرقة في الأطراف السفلى و سوء تغذية الجلد تؤدي إلى الشيب المبكر و تساقط الشعر الرأس و يقلل مقاومة الجلد لشتى الجراثيم التي يتعرض لها، أما اصطباغ جلد الأصابع عند المدخن باللون الأصفر المعروف فهو ناتج عن احتراق المواد القطرانية و الزيوت الطيارة في الدخان و ليس لها إي علاقة بالنيكوتين أو أهمية صحية كما يمكن إزالتها إلى حد كبير بدلكها بمحلول حامض الليمون أو الخل. تأثير التدخين على الحياة المدرسية:دلت الإحصائية بأن درجات النجاح في الامتحان عند غير المدخنين تفوق بنسبة (3,9 – 21 % ) درجات زملائهم من المدخنين بالرغم من درجة تفوقهم بالاجتهاد ضئيلة جدا مما يدل على أن التفاوت الكبير في نسب النجاح لا يعود منشؤه إلى الاجتهاد بل إلى انحطاط القوى الذهنية عند المدخنين، كما شوهد أيضا تفوق غير المدخنين على المدخنين في الألعاب الرياضية بجميع أنواعها. هذه النتائج للتدخين في الحياة المدرسية تحدو بنا إلى منع المراهقين حتى سن (18 سنة) على الأقل منعا باتا عن التدخين و كذلك عدم السماح حتى المعلمين بالتدخين داخل حرم المدرسة، مع تنوير المراهق و إطلاعه على أضرار التدخين على حياته المدرسية و على حياته الصحية بوجه عام. الخــاتمــة كثيرون من المدخنين يودون الإقلاع عن التدخين و لا يستطيعون لأن التدخين يضعف الإرادة، و قوة الإرادة شرط أساسي للنجاح، والإقلاع عن التدخين لن يكون تدريجيا بأن يخفض المدخن كمية التبغ التي يدخنها يوما بعد يوم لأن المدخن يظل بذلك يمد جسمه يوميا بالنيكوتين و لو بكمية أقل من المعتاد فيظل الجسم مدمنا على النيكوتين ويطلب المزيد منه حتى يتغلب على إرادة المدخن التي أضعفها النيكوتين فيعود ثانية إلى ما كان عليه قبل تجربة الإقلاع، ومن أراد الإقلاع عن التدخين أن يكف عليه مرة واحدة و ليس تدريجيا. وهناك خمس وسائل تساعد على التغلب على ضعف إرادة المدخن وتسهيل الإقلاع عن التدخين نذكرها و هي كالآتي: وسائل عامة: قوامها إطلاع المدمن على أضرار التدخين الصحية و عواقبها الوخيمة، و الاستحمام يوميا بالماء البارد أو غسل الجسم به و التنزه بالهواء الطلق و تخفيف الغذاء مع تعدد وجبات الطعام بدلا عن حصرها بثلاث وجبات كالمعتاد، والاستعاضة عن التدخين عندما تطلبه النفس بشرب فنجان من القهوة و خصوصا بعد وجبة الطعام، ومن المستحسن حذف اللحم مؤقتا من الغذاء والاكتفاء بالأغذية النباتية لأن اللحم يثير الرغبة في التدخين. الاستعانة بمواد تلهي: تتمثل في مص أقراص عرق السوس أو النعناع أو مضغ اللبان (علكة) أو أكل بعض حبات من التين أو التمر ولهذين الأخيرين فائدة في تليين البطانة و الإسراع بطرد التجمع من السم في داخل الجسم إلى خارجه. إستعمال مواد كيماوية: نفسد مذاق التدخين و تحمل المدخن كراهية التدخين وهي مواد كثيرة بعضها على شكل أقراص يأخذ منها قرص في الفم قبل المباشرة في التدخين أو أنها سائل يتمضمض بها، وأقل هذه المواد كلفة وأسهلها استعمال محلول (نترات الفضة) بنسبة(1 %) تؤخذ منه جرعة يمضمض بها على أن يترطب الفم جيدا ثم تبصق، وإذا ما بوشر بعد ذلك بالتدخين أصبح للدخان طعم كريه. وسائل سرية: تعرض في الأسواق وتعمل لها دعايات واسعة دون ذكر تركيبها الكيماوي و هي في الغالب باهظة الثمن يعمل المدخن بدون شعور على نجاحها لكي لا يضيع عليه ثمنها الباهظ سدى، فإما أن يكون تأثيرها نفساني أو أنها من المواد التي تفسد مذاق الدخان. وسائل نفسانية: كالإيحاء و التحليل النفسي أو حتى التنويم المغناطيسي وخصوصا لضعيفي الإرادة من المدخنين، و المدمن على التدخين قد يشعر حين الإقلاع عن التدخين باضطرابات نفسية و جسمانية عندما يحرم الجسم فجأة من سم أعتاد عليه وقد يصل هذا الإضراب عند البعض إلى درجة تشبه اختلال العقل (الجنون). وهناك عدة وصايا للمدخنين: الذين يفشلون في الإقلاع عن التدخين تساعدهم في التخفيف من أضراره. الإقلال من التدخين قدر المستطاع وعدم تدخين سوى التبغ المخمر جيدا وقد سبق أن ذكرنا أنه أغلى ثمن وذلك لقلة نسبة النيكوتين فيه. التدخين ببطء وإبعاد اللفافة بين كل سحبة و أخرى عن الفم لكي لا تترطب باللعاب. استعمال مبسم للتدخين مزود بمصفاة من القطن وتبديل المصفاة بعد تدخين كل لفافة وعدم تدخين أكثر من ثلثي اللفافة أو السيكار و رمي الثلث الأخير وذلك لكثرة تجمع النيكوتين. عدم بلع الدخان أو تنفسه من الأنف دون امتصاص الكثير من النيكوتين. هـ - عدم التدخين و المعدة فارغة من الطعام (على الريق) أو قبل تناول الطعام حيث يزداد تأثير سم النيكوتين على الجسم. و- التدخين في الهواء الطلق وعدمه في الغرف المغلقة وخصوصا غرف النوم. ز- عدم الابتداء في سن مبكرة بتعاطي التدخين والإقلاع عنه في فترات قدر المستطاع. ح- الكف عن التدخين حالا عند ظهور أي عارض من أعراض التسمم به. المراجع: مجلات علمية تصدر عن وزارة الثقافة الكويتية. كتاب للدكتور أمين رويحة ( شباب في الشيخوخة) كتاب (التداوي بالأعشاب الطبيعية) للدكتورأمين رويحة


    من إعداد بلخيري حسن من الجزائر

  2. #2
    عضو محظور
    الشاعره ام حر
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,504 المواضيع: 1,798
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 7236
    مزاجي: متفائله جدا
    أكلتي المفضلة: كل شيئ بي شوفان♡
    موبايلي: كلاكسي
    مقالات المدونة: 37
    موضوع رااااااائع
    وطرح جميل

  3. #3
    لن اكرهك ولن انساك
    DUA
    تاريخ التسجيل: December-2013
    الدولة: في بيتنا
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,793 المواضيع: 248
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 872
    مزاجي: نص ونص
    المهنة: طالبة
    أكلتي المفضلة: لحم مشوي
    موبايلي: اي ماكو
    آخر نشاط: 15/March/2014
    مقالات المدونة: 9
    عاشت الايادي

  4. #4
    من أهل الدار
    شكرا على تقييمك للموضع جزالك الله خيرا يأبنت العراق الحر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال