السلام عليكم والرحمة الله وبركاته



قال الشاعر الكبير نزار قباني في احدى قصائده: «لم تستطيعي بعد ان تتفهي ان الرجال جميعهم اطفال»
، ولم يخالفه اغلب الرجال في هذا القول، ولكن الا تتناقض الرجولة مع الطفولة؟ والبراءة مع النضوج؟
وهل هذا الادعاء حيلة يريد بها الرجل من المرأة ان تغفر له ذنوبه واخطاءه وولدنته احيانا بقلب ام تغفر لطفل صغير؟
ام يريدها ان تتفهم نزقه عندما يكسر قلبها كما يكسر الطفل لعبة ملّ منها ليبحث عن لعبة جديدة او قلب جديد يعبث به ليكسره ايضا بعد ان يملّ منه؟
ام ان قلب الرجل هو حقا قلب طفل صغير يبحث عن امرأة تداعبه وتمسح على شعره؟ ومتى ما عرفت المرأة كيف تدلل طفلها الرجل ملكت قلبه وجعلته اسير حضنها؟
الشاعر احمد الشرقاوي قال ان الرجل يبحث في المرأة عن ام
واضاف:- الرجل يخرج من رحم المرأة صغيرا ثم يعود الى حضنها كبيرا، ويبقى طفلا يفكر في وجه امه الى آخر لحظة في حياته،
وكما تتمنى المرأة ان تظل شابة الى الأبد، يتمنى الرجل ان يظل طفلا في حضن امه،
لان الرجل يحتاج دوما الى العاطفة غير المحدودة والحب غير المشروط الذي تمنحه اياه امه،
لذلك المرأة الذكية هي من تعامل الرجل على انه طفل كبير مهما بلغ من العمر او الجاه او المركز او التعليم،
الرجل يريد من المرأة ان تغفر له وتسامحه دوما مثل امه، وقد تعتبر المرأة هذا انانية من الرجل، ولكنها لو عاملته بهذه الطريقة ستأخذ منه حبا لا ينتهي
.طفل كهل
الإعلامي يوسف مصطفى قال:-
ان في سلوكيات الرجل ما يشبه سلوكيات الطفل، فردة فعله السريعة وتصرفه الذي يسبق تفكيره يماثل سلوك الاطفال.
وأضاف:- الرجل يظل طفلا في عيون المرأة عندما تكون قادرة على التفنن في استخدام ابجديات الطفولة،
بمعنى انها اذا حاولت ان تترفع عن الركائر الاساسية لشخصية الرجل، واعني بها حرية القرار والكبرياء والكرامة،
فانها ستواجه بإعصار من التمرد الرجولي الذي لا يوصل سفينة انوثتها الى جزيرة قلبها وعاطفتها،
لذلك يظل الرجل طفلا حتى لو اصبح كهلا، طالما جعلت المرأة عقارب ساعة تعاملها معه تدور في نطاق ساعات النهار.

عين الطفولة
الكاتب يوسف خليفة علل وصف الرجل بالطفل الكبير بقوله:-
بعض الرجال يهتمون بتحقيق انجازات في حياتهم، مما يجعلهم يهملون المتطلبات الصحية والاجتماعية ويحتاجون لشخص آخر للاهتمام بها عنهم،
احيانا يظهر الطفل الذي في داخل الرجل للتمتع بالحياة بعين الطفولة، فبعض المواقف لا تحتاج الى تحليل او تفكير عقل بالغ، بل للتمتع بها ببراءة ودهشة الطفل،
ولكني لا اعتقد ان الرجل طفل كما يقال، واستخدام هذا الادعاء كحيلة او سلاح للحصول على مكسب يجعل الرجل طفلا فعلا بجسد رجل لا رجلا بقلب طفل، ولا اعتقد ان هناك رجل يفضل ان يكون كذلك.زوجة كأمه
عندما نتحدث عن هذه الازدواجية في شخصية الرجل اليافع الذي يتمسك بأنه طفل صغير، لو حتى على سبيل المجاز، لا بد ان نبحث في الشق النفسي لشخصية الرجل وسبب عدم رغبته في تجاوز مرحلة الطفولة والبحث دوما عن ام او امرأة تعامله كطفل صغير.

د. كامل فراج، استاذ علم النفس الفيزيولوجي في جامعة الكويت فسر هذا الموضوع بقوله:!!!-
هناك شيء من الصحة في هذا الادعاء، فجزء من دماغ الانسان يبرمج منذ الطفولة، وهذه البرامج لا تختفي من الدماغ،
فعالم النفس اريك اريكسون قال في نظريته ان مراحل الحياة والنمو التي نتعداها ونتركها وراءنا لا نتركها الى الابد، لكننا نحملها داخلنا طوال العمر،
وبالطبع الأم هي التي تربي الطفل وتبرمجه وتصبح بالتالي مصدر التعليمات والمعرفة والتربية والأوامر، وبسبب هذا التعليم الشرطي يواجه الرجال غالبا صعوبة في التعامل مع زوجاتهم ويريدونهم ان يعاملوهن كالأمهات.لذلك غالبا ما يبحث الرجل عن امرأة تشابه امه في شخصيتها،
حالة النكوص او الطفل البالغ موجودة لدى اغلب الرجال، وقد تصل احيانا لحالات متطرفة،
ولهذه الحالات انشأت في اوروبا نواد هي عبارة عن حضانات للرجال فقط، يقضي فيها بعض الرجال من المسؤولين والموظفين الكبار فترة نقاهة ليعاملوا كطفل في عمر السنتين، فهم يلبسون الحفاظات وملابس الاطفال ويتناولون طعام الاطفال بمساعدة ممرضات يأخذن دور الامهات في عقابهم وضربهم وتدليلهم بالطبع
.وصمة عار
اعتبر د. فراج ادعاء الرجال بأنهم اطفال كبار وصمة عار، وأضاف:-
هذا الادعاء قد يكون محاولة للتهرب من المسؤولية او بسبب قصور في النضج العاطفي والوجداني، فأحيانا يكون عمر الرجل 70 سنة، وعمر نضوجه 10 سنوات، فالعمر الحقيقي وسن النضوج ليسا متساويين دائما، والفارق الكبير بينهما دليل على خلل في الشخصية، فالرجل يجب ان يعيش كرجل كبير تجاوز الطفولة، فالرجل الطفل لا يبني اسرة، لذلك المرأة في العالم المتحضر تميل نحو الرجل الناضج ذي الشخصية الابوية.
اسلبوني طفولتي
أحمد شمس الدين قال : «اسلبوني طفولتي وضعوني في جزيرة ليس فيها اناث!».وأضاف:
«الرجل طفل طبعا لانه من السهل لف دماغه وبكلمة من المرأة تستطيع ان تأخذه يمينا ويسارا وتأسره بكلمة حلوة وتراضيه بابتسامة، سيظل الرجل طفلا ما دام حيا الا في حالة واحدة، وهي عزلة في جزيرة نائية فيها ما لذ وطاب من طعام وشراب وخضرة وجمال، عدا وجود الاناث (النسرات)، عندها سيتحول الى رجل بقلب رجل بدلا من رجل بعقل وقلب طفل يمكن استمالته والضحك عليه بسهولة!»