هم زهرة الحياة وزينتها
هم كالبلابل الشادية في كل منزل وفي كل قلب
مهما بلغ بنا العنا من شقاوتهم
إلا أن هذا العنا كالماء البارد في صيف قائظ
هم فرحة قلب كل أم وأب
هم من يعمر القلوب الشقاء بدل الفرح لفقدهم
هم
لاحرمنا الله منهم
إليكم أحبتي أجمل ماقيل في الطفولة
للشاعر السوري / بدوي الجبل
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخـف **** على الشيب أن أنـأى و أن أتغربـا
تود النجوم الزهر لـو أنهـا دمـى **** ليختـار منهـا المترفـات ويلعبـا
وعندي كنوز ٌ من حنـان ورحمـة **** نعيمـي أن يغـرى بهـنّ وينهبـا
يجور وبعض الجور حلـو محبـب **** ولم أرى قبل الطفل ظلمـاً محببـا
ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنـا **** من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن نالـه سقـم تمنيـت أنـنـي **** فـداءً لـه كنـت السقيـم المعذبـا
ويوجـز فيمـا يشتهـي و كأنـه **** بإيجـازه دلاً أعــاد و أسهـبـا
يزف لنا الأعيـاد عيـداً إذا خطـا **** وعيداً إذا ناغـى وعيـداً إذا حبـا
كزغب القطا لو أنـه راح صاديـاً **** سكبت له عينـي وقلبـي ليشربـا
وأوثر أن يـروى ويشبـع ناعمـاً **** و أظمأ في النعمى عليـه وأسغبـا
ينام علـى أشـواق قلبـي بمهـده **** حريراً من الوشي اليمانـي مذهبـا
وأسـدل أجفانـي غطـاء يُظـلـه **** و يا ليتها كانـت أحـنّ و أحدبـا
وحملني أن أقبل الضيـم صابـراً **** وأرغب تحنانـاً عليـه و أرهبـا
وتخفق فـي قلبـي قلـوب عديـدة **** لقـد كـان شِعبـا واحـداً فتشعبـا
ويارب من أجل الطفولـة وحدهـا **** أفض بركات السلم شرقاً ومغربـا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنهـا **** إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفل فـلا يـرى **** وإن لج في الإعنات وجهـاً مقطبـا
وهيىء له في كـل قلـب صبابـةً **** وفي كل لقيا مرحبـاً ثـم مرحبـا
من أشجى ماقيل في فقدهم..
قصيدة للشاعر عمر بهاء الدين الأميري يرحمه الله
عندما عاد أولاده إلى حلب وبقي وحيدا
أين الضجيج العذب والشغب *** أين التدارس شابه اللعِبُ
أين الطفولة في توقُدِيها *** أين الدمى في الأرض والكتبُ
أين التشاكس دونما غرض *** أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في *** وقت معاً والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي *** شغفاً إذا أكلوا وإن شَرِبوا
يتزاحمون على مجالستي *** والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسَوق فطرتهم نحوي *** إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا *** ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم (بابا) إذا ابتعدوا *** ونجيبهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا *** واليومَ وَيح اليومِ قد ذهبوا
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم *** في القلب ما شقوا وما قربو
ا
إني أراهم أينما التفتت نفسي *** وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار *** ليس ينالهم نصبوا
وبريق أعينهم إذا ظفروا *** ودموع حُرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثرٌ *** وبكل زاوية لهم صخبوا
في النافذات زجاجها حطموا *** في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه *** وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا *** في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا *** في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت عيني *** كأسراب القطا سربوا
بالأمس في قرنايلٍ نزلوا *** واليوم قد ضمتهم حلبُ
دمعي الذين كتمته جلداً *** لما تباكَوْا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا *** من أضلعي قلباً بهم يجبوا
ألفيتني كالطفل عاطفة *** فإذا به كالغيث ينسكبوا
قد يعجب العُذّال من رجل يبكي!! *** ولو لم أبكِ فالعجبو!!
هيهات ما كل البكاء خَوَرٌ *** إني وبي عزم الرجال أبو