عش لنفسك، دلل نفسك، لاتلفت لأحد!!
قاعدة شائعة راجت في زمن الكسل والتبلد وغياب الاحتساب . جاهد الصالحون أنفسهم للسير على نهجها واستسلم لها حفنة من أولئك المجبولين على الأثرة وحب الذات أو التقاعس واللامبالاة .
أكثر من سعى لتجريبها أولئك الذين أحسنوا للناس فلم يجدوا مقابلا لإحسانهم أو احتاجوا لقريب أو صديق يساندهم وقت الضيق فخابت آمالهم .
فلا تسل عن سبب ضعف الأواصر والعزوف عن استقبال الضيوف وإكرامهم رغم البطر وكثرة الخيرات فهي نتاج ثقافة سعت لإيصالها الدورات التدريبية حقبة من الزمن ليست باليسيرة .
ثم بدأ الناس يشتكون من معضلة أخرى وهي عدم الشعور بتقدير الذات فأتي الحذر من مأمنه من حيث أراد الهروب !
فكيف تثني الناس عليك دون أن تقدم لهم معروفا وكيف تشعر بتقدير ذاتك دون أن تلقى القبول والمحبة .
كيف تؤمن بقدراتك وتميزك دون أن يحتاجك الناس لحل أزماتهم أو يستفزعوا بك في معضلاتهم .
إنك تدور حول نفسك وكلما دعتك همتك المخدرة للخير أو نادتك فطرتك السليمة للتنازل دعتك النظرية وجرتك إلى مستنقع الأنانية المقيت ولطختك بوحله ولو سمته بغير اسمه. أي معروف تقدمه لنفسك أعظم من تجرُّد لله في مسجد بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها ورغم ذلك (لأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا) .
كيف تخدع باجتهادات بشرية قابلة للخطأ وربما مستقاة من أديان لاتؤمن بجزاء الآخرة .
كيف نسيت :
(خير الناس أنفعهم للناس)
(أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم )
(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته )
(من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب القيامة)
كيف ستشعر بالرضا عن إنجازاتك وأنت تقضي جل يومك متنقلا بين المطاعم والمقاهي لتدلل نفسك ؟
كيف سيعود نفع المال عليك بسمعة طيبة ورصيد من المحبين وأنت تبذله متعمدا في صناديق المتاجر والكماليات بحثا عن دلال نفسك ؟!.
ثق تماما لاأحد أعلم بك من خالقك فلا تعطل قنوات الفطرة بحثا عن سراب، وتدارك عمرك بحياة متوازنة رسمها خالقك .
"وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك "
انطلق وتدارك مابقي من عمرك فلم يجعل الله سعادتك في كوب قهوة بعشرة أضعاف ثمنه تحتسيه بمفردك لتعيش لنفسك .