مثل جدر ( قدر ) البهلول
مثل شعبي عراقي يضرب لمن يقوم بعمل بدون تأثير او تأثيره لا يذكر
وقصة المثل
انه في زمن البهلول ( وهو ذلك الرجل الحكيم الذي تبهلل - اي اصطنع او ادعى الجنون - عندما ولاه هارون الرشيد قاضي القضاة بسبب عدم رغبته بهذا المنصب )
يقال ان شابا من عامة الناس قد افتتن بفتاة كان والدها من وزراء هارون
فخطبها من والدها
ولعدم رغبة الاخير بتزويجها اياه لكونه ليس من الوزراء او الاعيان
قرر ان يطلب منه طلبا تعجيزيا
فكان منه ان يطلب منه ان يبات ليلة من ابرد ليالي الشتاء في وسط نهر دجله مخرجا رأسه فقط من الماء مع غمر باقي جسمه
ففعل الشاب وكان هو الوحيد لوالدته
فما كان منها بعد ان عجزت عن اقناعه عن العزوف عن الزواج من تلك الفتاة لكي لا يقوم بالمبيت بالماء خوفا منها على حياته
ان توقد النار على جرف النهر عسى ولعله ان يؤنس ابنها قطعة كبدها رغم تأكدها ان ذلك ليس له تأثير يذكر
وفي الصباح رجع الشاب الى والد الفتاة متوقعا منه ان يعطيه اياها
فاجابه الوالد بالرفض كون امه قد اشعلت النار على جانب النهر
فرجع الشاب مهموما حزينا لفشله رغم صبره على برد ليل الشتاء القارص
فهنا سمع البهلول بالخبر
ففكر بحيلة كي يرفع الظلم عن الشاب
فطاف المدينة مناديا يعزم الناس لوليمة قد اعدها لوجه الله تعالى
فدعى فيمن دعى من الناس هارون الرشيد ووالد الفتاه وباقي الوزراء والاعيان وكذلك الشاب
فحين حضر الناس من اجل الوليمه
انتظروا وانتظروا ساعات وساعات طويله
يسألون البهلول عن وقت طعامه وكان المفروض ان يكون وقت غداء
فامسى المساء وقاربت الشمس عن المغيب
والبهلول كلما يسألونه عن غدائه وكان يمنعهم من المغادره يجيبهم بأنه لم ينضج بع وبعد ان الحو عليه بأن لديهم اعمال ليقومو بها
اخبرهم ان يلقوا نظره على القدر
فوجدوه قد وضعه فوق نخله عاليه وقد قطع سعفها
واوقد النار تحت جذعها وكان لا يصل من حرارة النار حتى القليل من الدفيء
فضحكوا وتعجبوا فقالوا للبهلول اهكذا تسخر منا ايها المجنون
الذنب ليس ذنبك بل ذنبنا ان اتينا لك طائعين وهل يعقل ان يصل شيء من حرارة النار للقدر وهو بهذا البعد
فهنا توجه بكلامه لوالد البنت
هذا وانا المجنون فكيف بك ان تصدق بأن تأثر النار التي اوقدتها والدة الشاب وهو في وسط النهر
وماء النهر الجاري يساوي الف الف قدر مثل قدري
وما هو رأيك ايها الملك هارون
فهنا توجه هارون الرشيد
الى والد الفتاة وامره ان يزوجها له لكونه نفذ الشرط وان حكم والد الفتاة باطلا
فاتخذ الناس من هذه القصه مثلا
فيقولون ( مثل قدر البهلول )
تحياتي للجميع
واعتذر للاطاله
احمد الكرعاوي