النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

مع اباضية الجزائر

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 744 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: في قلب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
    صوتيات: 125 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 13943
    مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
    أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
    موبايلي: ذاكرتي الصورية
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 4

    مع اباضية الجزائر

    مع الإباضية
    بقلم : نجيب بن خيرة
    لم أكن أعرف في طفولتي ولا يفاعتي معنى لكلمة " ميزابي " إلا لما بلغت مبلغ الرجال ، وعلمت أنها نسبة إلى وادي ميزاب في غرداية ، وقد نشأتُ وترعرعتُ في الأحياء القديمة لمدينة " بوسعادة " ـ مسقط رأسي وأول أرض مسّ جلدي ترابها ـ حين كان نصف تجارها من " الميزابيين الإباضية " . ندرس مع أبنائهم في الكُتّاب ، ونبتاع من حوانيتهم الطعام و الثياب ، وندهش لفطنتهم وذكائهم وسرعتهم في الحساب ...نُصحاء إذا باعوا ،أوفياء إذا ابتاعوا ، يعملون في صمت مقدس كأنه الصلاة ...!!.
    ولما دخلت الجامعة حضيت بصحبة رفقاء منهم ، كانوا لايعرفون إلا الجامعة يغدون إلى قاعات الدرس فيها ، ثم يروحون إلى سكناهم مع الطلاب ، ليس إلى قلوبهم من طيش الشباب وإغراء المدينة من سبيل ...!.
    وسعدت بعدها بزمالة أساتذة إباضيين أكارم في جامعة الأمير عبد القادر ، منهم : الدكتور المؤرخ إبراهيم بحاز ، و الأصولي الأديب الدكتور مصطفى باجو ، و الفقيه الدكتور مصطفى ونتن ....وهم اليوم من أعيان الإباضية في غرداية ، ومراجعها العليا في الفُتيا و الإصلاح و التوجيه ..
    وكم دُعيت مرات عديدة إلى مساجد الإباضية في قسنطينة و الخروب لإلقاء درس أو محاضرة خلال شهر رمضان الفضيل ، ولم أجد منهم إلا الترحيب الصادق ، و الحب الخالص ، و الوفاء الدائم ...كنت أحاضر في الجمع الغفير منهم وهو يلبسون القمصان و الجبب ( الششية ) وأنا حاسر الرأس ..ولم ألحظ منهم تذمرا ولا تبرما ولا استغرابا .....بل كان الجميع أذنا صاغية ، ولهم في قراءة القرآن والحرص على ختمه طرائق عجيبة تنبئ عن ارتباط القوم بالله ، و العناية بكتابه العظيم ...
    وها أنا اليوم أعيش في آخر الطرف الشرقي من بلاد العرب ( المنطقة الشرقية من الإمارات على بحر عمان ) ، وعلى الحدود مع سلطنة عمان الإباضية ،وأساكن القوم عن قرب ، وعندي من الطلاب و الطالبات من يعبر الحدود يوميا للدراسة في جامعة الشارقة أو في جامعة عجمان ..وكلهم حرص على التعلم ، مع ما يتمثلونه من أخلاق راقية ، وخصال حميدة ، وودٍّ غير مدخول....
    إنني منذ سنتين أقضي أيام عيد الأضحى المبارك في سلطنة عمان ...وفي عيد هذا العام (2013) صليت إلى جنب السلطان (قابوس بن سعيد ) في مسجد ( سعيد بن تيمور ) بالعاصمة مسقط ، ورأيت كيف يتواضع الحاكم للرعية ، وكيف تعشق الشعوب حكامها ، وترمقهم بالتجلة والإكبار و التقدير ...لما وجدوه فيهم من عِظم الأمانة ، وإقامة العدل ، وإقرار الحق..... إلى غيرها من أمهات الفضائل ....
    ثم زرت في اليوم التالي مدينة (نزوى) وقلعتها الشامخة ،وهي معقل الإباضية في السلطنة ، وقد سميت في التاريخ (بيضة الإسلام ) لكثرة ما فيها من العلماء و المثقفين والأدباء و المفكرين ...منهم :أبو الشعثاء جابر بن زيد ، والعلامة الكبير ابن محبوب ، وبشير بن منذر ،وسليمان بن غفان ، ومحمد بن وصاف النزوي ، ومحمد بن روح بن عربي الكندي ..وكثير ممن أوردتهم كتب التراجم و الأعلام ....
    ماالذي غيّر حالنا إلى هذه الحال ؟ ومن الذي أيقظ الفتنة اليوم بين الإخوة في البلد الواحد وفي المدينة الواحدة ؟ إنه القهر الاجتماعي ، وسياسة التهميش الواقعة على الجميع من المالكية والإباضية على حد سواء ...
    ألا فليعلم الحاكمون بأمرهم في الجزائر أن الوضع خطير ، و النار تبدأ من مُستصغر الشررِ ....فليأخذوا الأمر بجد ، ولا تلهينهم مآثم السياسة ، ومطالب الحكم و الرئاسة ، ومساعي التلفيق و التزوير ...عن وأد الفتنة في مهدها ، وإخمادها من أولها ، وإسناد ذوي الرأي و الفضل و الحكمة لاحتوائها ....وبتظافر جهود الجميع يرجع الأمان إلى صدر الزمان ، وتوءد الفتنة الهالكة ...التي لعن الله موقظها ...

  2. #2

  3. #3
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    نعم

    شكرا لك اتمنى ان يعم كل البلدان الامن والامان السلم والسلام

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال