اتّهم عضو مجلس نقابة المعلمين الاردنية باسل الحروب، مدرسة عراقية في الاردن بانها “تخالف التعليمات والقوانين، لانها تدرّس التلاميذ فكراً شيعياً مبطنا”، على حد زعمه، داعيا “السلطات الاردنية الى ايقاف عمل المدرسة والتحقيق في فعالياتها وفق ما كتبه في حسابه في “فيسبوك” ونشرته الصحفية الاردنية الرقمية “وطن نيوز”.
يأتي ذلك في وقت يشتكي فيه مواطنون عراقيون من سوء المعاملة في الاردن لأسباب طائفية ومذهبية، لاسيما في الاماكن والدوائر التي يسيطر عليها أصحاب الأفكار السلفيّة التكفيريّة.
وتنشط في الكثير من مناطق الاردن جماعات سلفية، تكفّر المذاهب الاسلامية الاخرى، فيما ينتشر التشيع في الاردن بشكل لافت بحسب موطنين اردنيين صرحوا بذلك لوسائل الاعلام، ومقابل ذلك يسود الجهل حول الشيعة بين الكثير من الاردنيين بسبب التضليل الاعلامي الذي يسعى الى تشويه صورتهم.
واعتبر الحروب إن “المدرسة، غير مرخّصة، والكتب كذلك، كما عليها قضية تهرب من الجمارك، إضافة الى أن معظم معلميها غير اردنيين وبدون تصاريح عمل”.
وأشار الحروب الى أن “لدى معلميها الاجانب قرآن خاص اسمه (الجوشن)، وتقلل حصص العربي والقرآن”.في اشارة منه الى دعاء الجوشن، وكتب دينية يتداولها شيعة العراق.
واستمد الحروب معلوماته الخاطئة من مصادر تكفّر الشيعة، او انه ناجم عن الجهل الذي يؤدي بأردنيين الى اطلاق تصريحات غير موفقة.
وبحسب الحروب فإن “كل هذه المخالفات لا زالت ومررت بالرشوة كل حسب اختصاصه”، مشيرا الى أن “نقابة المعلمين تمكنت من ضبطها حيث باشرت التحقيق معها منذ الاحد الماضي”.
ولفت الحروب الى “تورط مسؤولين كبار في هذه المدرسة”، مضيفا ان “التحقيق سري لحين النتيجة”.وكتب الاكاديمي الاردني، استاذ الديانات المقارنة في جامعة “سانت تاموس” في الولايات المتحدة، عودة عبد الله حمد مهاوش الدعجة، الذي يعود نسبه إلى احد العشائر الأردنية المعروفة، على صفحته الرقمية في “فيسبوك” ان “العراقيين انعشوا الاقتصاد الاردني الفقير بنحو مائة مليار دولار طوال السنوات الماضية، لكنهم يواجهون من المضايقات ما لا يوصف لان اكثرهم من الشيعة”.
وزاد في القول، مستنبطا الرأي من تجارب عاشها في الاردن “المضايقات من أطراف حكومية ايضا وبإيحاء (وهابي) خوفا من انتشار التشيع” على حد قوله.
وتابع القول “انسحب اكثرهم وذهبت معهم كل البركة فعاد اقتصاد الاردن كما كان من قبل بل أسوء”.وعلى الصفحة الرقمية في “فيسبوك”، التي حملت اسم “شيعة الاردن”، كتب ناشط اردني “تعودنا نحن الشيعة في الاردن على التعامل مع خصومنا بصَبْرٍ ونَفَس طويل”.
ويعتقد الاردني عدي مهواش، بحسب ما دونه على حائطه الرقمي في “فيسبوك” ان “التشيع في الاردن انتشر حتى وصل الى كل مدن وقرى البلاد” مؤكدا ان “اغلب المتشيعين هم من المثقفين واصحاب الفكر فمنهم السياسي والعسكري والمهني والاكاديمي، ومنهم طلاب الجامعات وابناء العشائر والمخيمات ومن كل حدب وصوب”.
وكان تقرير للـ”قدس برس” تحدث عن “قرب بناء اول مسجد شيعي في الاردن الى جانب حسينية تتيح للشيعة في الاردن ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم”، لكن وزارة الاوقاف الأردنية تريثت في الموافقة على ذلك.
وتم تشييد مسجد كبير عند مرقد الصحابي جعفر بن أبى طالب فيما شهدت السياحة الدينية إلى الأردن ازدهارا ملحوظا حيث أصبحت مشاهد المراسيم الدينية الشيعية امرا مألوفا بعد ان كانت مظاهر محظورة.
واصبح العراقيون لاسيما الشيعة منهم جزءا من التركيبة السكانية الطائفية والاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية للأردن بعد ازدياد اعدادهم في السنوات الاخيرة.وبسبب الفائدة الاقتصادية التي يجنيها الاردن من المستثمرين العراقيين واغلبهم من الشيعة، مَنَح التسهيلات لهم لقاء مساهمتهم في انعاش الاقتصاد الاردني.
وتُلاحظ في الاردن نشاطات واضحة لمؤسسات شيعية مثل مؤسسة “ال البيت للبحوث والدراسات الاسلامية”، التي تدرّس المذهب الجعفري في كلية الشريعة بجامعة ال البيت.
وتوجد في جنوب الاردن، الكثير من المقامات والمراقد والقبور والعتبات التي يزورها الشيعة من مختلف انحاء العالم في مؤتة وجبل التحكيم وغيرهما من المناطق، ما ينعش الاقتصاد الاردني بسبب المدخولات الجيدة لهذه السياحة الدينية، فيما يدور الحديث عن تشيّع منظم للكثير من العائلات الأردنية ومن عشائر مهمة ومعروفة، لاسيما تلك التي تسكن بالقرب من هذه المقامات.
http://www.burathanews.com/news_article_226753.html