مؤتمر جينيف 2 ، و ليد المعلم ، في الصميم



بانوراما الشرق الاوسط


أحمد الحباسى تونس

” أنا أعيش في سوريا ، و أحتاج للوقت الكافي لأصف النزاع المستمر منذ 3 سنوات “، هكذا كانت الصفعة الأولى في وجه الأمين العام للأمم المتحدة ، … ” لا احد سيد كيري له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس سوريا إلا السوريين أنفسهم ” هكذا تلقى وزير الخارجية الصهيو – أمريكي الصفعة التالية من السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري ، بطبيعة الحال ، لم يكن في وارد أحد من المتابعين العرب أن يتغير تفكير بان كى مون أو جون كيري ، فالمسألة أعقد من ذلك بكثير ، و التآمر على الشعب السوري لن ينفصم خيطه بمجرد خطاب هنا و هناك ، و أصدقاء سوريا لم يلبسوا عباءة التآمر لينزعوها بمجرد أن استفاق الضمير الدولي أو تجلى دخان المؤامرة.لكن لمن يقولون أن سوريا قد وقعت في المصيدة و أن ذهابها إلى المؤتمر هو خطأ واضح ستدفع ثمنه قريبا نقول بكامل الموضوعية و الصراحة أن هذا الرأي مخالف للصواب و أن من ينشرون هذا الخطاب في ذهن المتابع العربي إما أنهم لم يقرؤوا وقائع المؤامرة بكل تداعياتها و إرهاصاتها و ارتداداتها جيد أو أنهم ينتمون إلى ” الفيلق ” المعادى الذي يحاول بكل جهوده إحباط الشارع السوري و الشارع العربي المساند للمقاومة ، و لنفهم ، يجب أن نسجل أن المؤامرة كانت تستهدف رأس النظام السوري الرئيس بشار الأسد ، و من كانوا يريدون رأس الرئيس كثيرون في المنطقة و في الغرب ، لذلك كانت كل الأصوات في بداية المؤامرة تنادى بإسقاط و رحيل الأسد و في أحسن الأحوال التعبير عن الاستعداد لمنحه اللجوء الآمن في دولة بعيدة عن سوريا ، و لذلك عليكم الانتباه أنه كانت هناك محاولات متواصلة لقتل الرئيس الأسد و أن الكاتب المصري عماد الدين أديب ، المعادى لسوريا ، لما كتب مقالا بعنوان “رصاصة واحدة تكفى ” قد تكلم بصوت من فعلوا كل شيء لاستهداف الرئيس ، سجلوا معي فشل هذا الهدف المهم من أهداف المؤامرة .أحد أهداف المؤامرة هو فرض منطقة حظر جوى و اقتصادي على الشعب السوري سواء بواسطة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية أو بواسطة الطيران العسكري الغربي لإعطاء ” المعارضة” منطقة عازلة كمنصة تنطلق إليها “المساعدات” الصهيونية الخليجية المختلفة أو منها المجموعات الإرهابية التي أوكل إليها مهمة القضاء على النظام بالقوة لتنصيب حميد قرضاى آخر في سوريا بعد أفغانستان ، ما أثبته الواقع أن الإرادة السورية قد أفشلت الحظر الاقتصادي و لو بكثير من التضحيات المؤلمة و أن الضغوط الدولية على مجلس الآمن لم تفرز قرارا بفرض الحظر الجوى نتيجة عودة اللاعب الروسي إلى ملعب الأحداث العالمية المهمة و الحيوية ، سجلوا معي طبعا فشل هذا الهدف المهم من أهداف المؤامرة .من الطبيعي أن تكون لهذه الحرب أهداف معلنة و أهداف مخفية ، أحد الأهداف الخافية دق إسفين في العلاقات بين محور المقاومة ، لكن أهداف المؤامرة لم تكن خافية تماما على حزب الله و إيران ، انتصار معركة القصير كان أحد العناوين البارزة و المعلنة و صمود الموقف الإيراني كان محطة مهمة في سبيل كسر الحصار الاقتصادي و السياسي و الإعلامي على الشعب السوري ، و عندما تسخر إيران كل قوتها الاقتصادية لدفع سوريا إلى اتخاذ موقف مساند لصالح سوريا فانه من الواضح أن الدبلوماسية السورية قد ربحت أشواطا مهمة و كبيرة في صراعها مع الضغوط الدولية المحمومة و خاصة كل تلك الإغراءات الاقتصادية الخليجية التي حملها الأمير بندر بن سلطان إلى الرئيس الروسي دون نتيجة ، سجلوا معي هذا الانتصار .” لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا السكوت ” هذا عنوان الاحتجاجات “التونسية” المتواصلة أمام وزارة الخارجية التونسية لفرض عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بفعل عمالة الموقف الرسمي التونسي و تبعيته إلى الصهيونية العالمية و بعض الخوارج المارقين من دول الخليج ، لا يجب أن ننسى أن الجامعة و أهل الجامعة المتآمرين قد فرطوا في كرسي سوريا إلى أهل الغدر في الائتلاف الصهيوني – عفوا الائتلاف السوري – ، لا يجب أن ننسى أن الجماعة قد قطعوا عهدا للرئيس الأمريكي أن لا تعود سوريا – سوريا الأسد- إلى العرب ، لا تنسوا أن حمد بن خليفة قد “أقعدوه ” بسبب عهوده الزائفة ، لا تنسوا أن السيدة كلينتون قد “أقعدوها” لأنها لم تستطع تنفيذ هذا البند من المؤامرة خاصة و أن الشعوب العربية قد وقفت بوجدانها مع سوريا ، تذكروا حرق العلم القطري في تونس ، حرق العلم الصهيوني في القاهرة، المواقف الشعبية السياسية المساندة للشعب السوري ، سجلوا هذا الانتصار.لن يكون للغرب حوار مع الأسد ، هذا عنوان آخر من عناوين الهزيمة الأمريكية الصهيونية الخليجية ، مجرد جلوس جون كيري مع السيد وليد المعلم وجها لوجه هو هزيمة تاريخية صاعقة للهيمنة و الغطرسة الأمريكية ، و نتساءل ، هل هنا في هذه البقعة العربية من وقف ندا للند بهذه الطريقة الشامخة العنيفة المتطاولة على النفوذ الأمريكي مثل وقوف الرئيس الأسد ، من قال ما قال السيد وليد المعلم وجها لوجه و على مرأى و مسمع من العالم لهذا الوجه الأمريكي الشاحب ، من لطخ الغطرسة الأمريكية و رفض الاملاءات و كل أنواع الضغوط ليصنع التاريخ في مؤتمر جينيف 2 ، هل بوسع احد من المتابعين أن يأتي بمثال واحد في هذا الاتجاه ؟ ألا يعد هذا انتصارا سياسيا و معنويا للشعب السوري و صفعة مؤلمة على جبين عملاء الخليج و أزلام “الاعتدال” العرب ؟.تخلصوا من الخيانة حتى تتكلموا باسم الشعب السوري ، هذه لكوكتال الائتلاف السوري ، هذه لغة سوريا لمن يريد أن يكون سوريا أو يتكلم باسم سوريا ، هذا خطاب سحب جنسية على الملأ من هؤلاء العملاء الخونة ، هذه رسالة مضمونة الوصول لكل الذين باعوا الضمير مثل رياض حجاب و السيدا و الجربا و كل ” الأسامى” المفلسة ، هذا هو وليد المعلم حين ينطق لسانه بلسان التاريخ السوري ، و هذا وليد المعلم الذي رفض “الذهاب” إلى البيت ساعة حاجة سوريا لكل أبناءها كما ذهب من تعرفون ، و هذا وليد المعلم الذي تكلم 35 دقيقة ليتحدث عن 3 سنوات من الغدر الخليجي و التآمر الغربي ، و هذه سوريا تتحدث عن نفسها بكل مشاعر الألم و لكن بكثير من الشهامة و العنفوان أمام خونة متلبسون كافرون مجرمون جاحدون خائنون ، فإذا لم يكن هذا انتصارا لسوريا ، فأذهبوا إلى الجحيم أيها المنافقون .