السومرية نيوز/ البصرة
نظمت وزارة البيئة في محافظة البصرة، الخميس، حفل زفاف جماعي لعشرات المعاقين من جراء تعرضهم الى حوادث إنفجار ألغام، كما أعلنت عن منحهم مساعدات مالية تنفيذاً لمبادرة أطلقها مجلس رئاسة الوزراء.
وقال مدير المركز الاقليمي لشؤون الألغام في الجنوب التابع لوزارة البيئة نبراس فاخر التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الوزارة قامت بتنظيم حفل زفاف جماعي لـ61 معاقاً ومعاقة من جراء تعرضهم الى حوادث إنفجار ألغام خلفتها الحروب"، مبيناً أن "الحفل الذي يعد الأول من نوعه في المحافظة يندرج ضمن مبادرة أطلقها مجلس رئاسة الوزراء، وقد حصل كل زوج أو زوجة معاقة على خمسة ملايين دينار لمساعدتهم على الزواج، وبعض المتزوجين حصلوا على عشرة ملايين دينار كون الزوج والزوجة كلاهما من المعاقين جسدياً".
ولفت التميمي الى أن "معظم المستفيدين من فئة الشباب ويتزوجون للمرة الأولى في حياتهم، وبعضهم الآخر من الأرامل والمطلقين"، مضيفاً أن "الوزارة تكفلت بنقل العرسان من بيوتهم الى قاعة الحفل في فندق البصرة الدولي بسيارات مزينة بالورود، وتم حجز غرف لهم في الفندق، كما وعدتهم الحكومة بتخصيص قطع أراض سكنية لهم وإستيراد أطراف صناعية ألمانية الصنع لأجلهم".
من جانبه، قال العريس جواد كاظم الفاقد لساقيه بسبب إنفجار لغم عليه قبل أعوام إن "المبادرة خففت علي أعباء الزواج، ولو لا المبلغ الذي حصلت عليه لما تمكنت من الزواج"، مضيفاً في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المتزوجين المعاقين يترقبون من الحكومة تخصيص قطع أراض سكنية لهم، وكذلك وتزويدهم بأطراف صناعية جيدة تعينهم على الحركة".
يذكر أن البصرة تحتل المرتبة الأولى على مستوى العراق من حيث كثرة الألغام، ويقدر عدد الألغام فيها بأكثر من مليونين و600 ألف لغم أرضي مضاد للأفراد والآليات، ويعود تلوث الجانب الغربي من المحافظة الى حرب الخليج الثانية التي إندلعت في عام 1991، فيما خلفت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كميات هائلة من الألغام والمقذوفات غير المنفلقة التي يتركز وجودها في أقضية الفاو والقرنة وشط العرب، والأخير توجد فيه ناحية عتبة بن غزوان التي هجرها كافة سكانها ولم يعودوا حتى الآن نتيجة كثرة حقول الألغام فيها، أما الحرب الأخيرة التي جرت أحداثها في عام 2003 فإنها لم تخلف إلا القليل من الألغام الأرضية.
ومن أبرز تداعيات مشكلة الألغام والمخلفات الحربية في البصرة وجود قرية في قضاء شط العرب تدعى (قرية البتران) لأن الكثير من سكانها بترت أطرافهم كون القرية محاطة بحقول ألغام بعضها غير مسيجة بأسلاك شائكة، وتشير إحصائية أعدتها مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب الى أن القرية يعيش فيها 123 معاقاً من جراء تعرضهم لحوادث إنفجار ألغام ومخلفات حربية، فيما باشرت وزارة البيئة أواخر العام المنصرم بتنفيذ حملة في عموم المحافظة لإحصاء المصابين بحالات عوق جسدي بسبب تعرضهم الى حوادث من هذا النوع، وتمكنت فرق الوزارة لغاية الآن من توثيق 4800 حالة عوق ناجمة عن إنفجار ألغام.