هنا سأحكي لكم حكاية لشاعرة إنكليزيةيحبها الشعب الإنكليزي على مَر الأجيال
وأنامتأكدة
عندما تتعرفوا عليها وعلى أشعارها ستحبونها
إليزابيث باريت Elizabeth Barrett
أشهر شاعرة رومانسية إنكليزية(1806-1861 )
يعشق قصائدها كل من قرأ لها
إنها
نغمة تدندن في فضاء الشعر الإنجليزي الأصيل.
نغمة يتكسر صداها في آهات الحلم.. ورجفات السكون..
تجلس وحيدة تحلم أن تغمرها شمس الدفء.. والحنان
تحلم أن تلمس وجه الأفق الأزرق.. والنجوم الغائبة عنها
وفي هذا المكان الصامت.. لا تسمع سوى لهفة دقات الساعة على قلب الجدار
وخشخشة أوراق كتاب تتساقط على صفحاتة دمعات الأنين.. واللحن في نزيف.
تبكي ذلك المشهد الغريب الذي غيرَ مجرى حياتها بالكامل
حين شاهدت شقيقها يغرق في البحيرة ولم تتمكن من إنقاذه
صرخت.. وناحت حولها أشجار الوادي
وغرق شقيقها رويدا من عينيها
فقد كانت تعاني من حادث في طفولتها ظل يؤثر على عمودها الفقري
فلا تستطع ان تنهض بسهولة او تتحرك بخفة أو يسر
إلى جانب مرض التهاب الرئة الذي انهك بدنها النحيف
فاختارت بعد فقدانها للأخ الوحيد وأيضاً
رحيل أمها نبع الحنان.. والقلب الحرير.. الذي يضمها كلما برقت الدموع بين الأجفان
أن تجلس وحيدة عزلتها مع حلمها الوردي الذي لا يشرق فجره ابدا
وسقطت تحت حوافر والدها المستبد ذو القلب الشرس والروح الكئيبة.
وتصف واقع حياتها في نغم شعري حزين وتقول:
وحيدة أبحث عن شمس أحلامي ..
وحيدة لا رفيق سوى الدمع..
وحيدة .. لا صديق سوى الأسى..
دقات الساعة تجزع القلب
والجدار يئن
وشمسي لا تشرق..
وكل صباح..يرمقها الأب في غضبٍ ويغلق الباب عليها
ويذهب ولا يعود إلا في المساء يأوي إلى فراشه دون أن يلاطفها أو يضمها إليه في حنان الأبوة.
وتنظر إليه حين يصفق الباب.. وترتعد أطرافها .. وتلبى شوق الدمعات للفرار من خلف الجفون..
وتدق الساعة..
وتقلب أوراق الكتاب أمامها وتحلم أن ينشق الليل بفجر حلمها الوردي الأنيق.
أيها الحلم الغائب عني في متاهات العمر..!!!
هل تزورني؟
وهل الحلم الوردي يسافر بأجنحته الى الصمت والسكون؟
أهـٍ يا قلبي التعس!
وتغرق في البكاء..