العراق يكشف عن خطة ترميم المواقع التراثي
كشفت وزارة السياحة والآثار العراقية مع بداية العام الجديد عن خطة استراتيجية لاعادة إعمار وتأهيل المواقع التراثية والسياحية في مختلف أنحاء البلاد.
وتشمل الخطة التي تزامنت مع دخول العام الجديد تأهيل خمسة مواقع أثرية من أصل 32 موقعا أثريا وسياحيا سيجري ترميمها تباعا على مدى السنوات القليلة المقبلة، حسبما ذكر ظافر صبحي صالح مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار في الوزارة.
وأوضح صالح في حديث لموطني أن المواقع الخمسة "تشمل مواقع المدن التاريخية لبابل وأور والوركاء والحضر وآشور حيث تتضمن الأعمال التأهيلية فيها صيانة الأبنية والمعالم الأثرية وتطوير البنى التحتية والخدمات السياحية والترفيهية".
وأشار صالح إلى أن وزارة التخطيط خصصت 15 مليار دينار عراقي (13 مليون دولار أميركي ) من موازنة الدولة للعام الحالي من أجل إعمار تلك المواقع الخمسة، وأضاف أن "الكلفة التخمينية التي وضعت لتأهيل كافة المواقع المدرجة في الخطة تصل إلى 200 مليار دينار ( 172 مليون دولار)".
وأبدت أربع شركات أجنبية من جنسيات ايطالية وتشيكية وأوكرانية موافقتها في المساعدة في أعمال تأهيل المواقع الأثرية، بحسب صالح.
ولفت إلى "إن دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار في الوزارة أنجزت كل الإستعدادات الفنية واللوجستية، وعملت على التنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية في المحافظات بهدف تأمين وحماية مواقع العمل".
وأضاف أن الدائرة عملت خلال العامين الماضيين، على تنفيذ سلسلة من مشاريع الصيانة الأثرية ومنها مشروع تأهيل معلم طاق كسرى الأثري في منطقة المدائن التاريخية بجنوب بغداد ، فضلا عن تطوير مدخل المتحف الوطني.
ونوّه صالح بأن "هناك مشروعا لحماية المواقع الأثرية في كافة محافظات البلاد من خلال وضع مجسات أرضية حول تلك المواقع تقوم برصد ومتابعة أي حركة عابرة ونقلها كإشارات إلى الدوائر والأجهزة الأمنية المختصة عبر الأقمار الصناعية".
وتابع "هذا المشروع الذي نأمل المباشرة به العام الحالي يعتبر من المشاريع المهمة التي ستسهم في الحد كثيرا من عمليات النبش العشوائي للمواقع الأثرية غير المؤمنة بصورة كافية، وهذا بدوره يحمي الإرث الحضاري والإنساني للعراق من السرقة والتهريب".
’خطة حاسمة‘ للسياحة
من جانبه، قال أحمد كامل مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات في الهيئة العامة للآثار والتراث إن هذه الخطة حاسمة في النهوض بواقع الأماكن التاريخية والسياحية في البلاد وهي تدعم أيضاً الجهود المبذولة باتجاه إدراج تلك المواقع ضمن لائحة التراث العالمي.
وقال كامل لموطني إن "العراق يزخر بالكثير من المواقع القديمة وهذه الأبنية والمعالم الأثرية تحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة مستمرة وتعزيز مستوى الخدمات والمنشآت التحتية فيها".
ولفت كامل إلى إعداد ملف كامل عن مدينة بابل القديمة وتسليمه إلى منظمة اليونسكو تمهيدا لضم المدينة إلى اللائحة العالمية، فيما يجري العمل حاليا على إعداد ملفات أخرى عن مواقع أخرى أبرزها أور والوركاء والمدرسة المستنصرية والقصر العباسي والباب الوسطاني، فضلا عن أربعة أماكن أثرية في منطقة الأهوار.
من جانبه، أعرب بكر حمه صديق رئيس لجنة السياحة والأثار البرلمانية عن ترحيب لجنته بهذه الخطة.
وقال في تصريح لموطني "نحن نؤيد ونقف داعمين لكل خطة أو مشروع يصب باتجاه تطوير مواقعنا الأثرية والتراثية لأن هذا الإرث الحضاري يشكل ثروتنا الحقيقية التي ينبغي علينا الحفاظ عليها وتقديمها للعالم في أفضل حالاتها كونها تعكس ثقافتنا وسجلنا التاريخي".