سندباد في بغداد .. مسرحية تعلم أطفال المهجر حب الوطن
وحيدة المقدادي
غصت قاعة المركز الثقافي العراقي بلندن في مساء الثامن عشر من كانون الثاني بالعشرات من الأسر العراقية المهاجرة التي حملت أطفالها وجاءت بهم لحضور العرض الشيق لمسرحية (سندباد في بغداد) الذي كتبته وأعدته الكاتبة العراقية السيدة فيحاء السامرائي ونجحت في جذب الصغار والكبار معا أليه.
شارك في تمثيل المسرحية التي دامت قرابة خمس وأربعين دقيقة، أربعة ممثلين عراقيين صغار ترواحت أعمارهم بين سن الثامنة والثامنة عشرة، وكانوا يرددون الحوار تارة باللهجة العراقية وأخرى باللغة الأنجليزية. والأطفال هم : ليلى وشميم أبراهيم، وبيدر وسمار ناجي. وتولت أينار مالك مهمة مساعد الأخراج. أما مؤلفة المسرحية فيحاء السامرائي فقد قدمت رسالة نبيلة هدفها حماية الأجيال الجديدة التي ولدت وترعرت خارج العراق لكونها أمل الوطن وعماد مستقبله. فحقق عملها المسرحي نجاحا كبيرا وتحمس له الصغار والكبار على السواء.
وقد أستقت المؤلفة موضوع مسرحيتها من فكرة خيالية محببة مفادها أن تمثال السندباد الموجود في متحف الأساطير الشعبية بلندن يقرر مغادرة مكانه والعودة الى بغداد. وقد أستخدمت المؤلفة هذه الفكرة كتعبير عن أحوال المهاجر العراقي الذي يحلم بالعودة الى بلاده مهما طال به المقام في الخارج. وقد سخرت المؤلفة كل شاردة وواردة في المسرحية لخدمة فكرة العودة (لأن الوطن ما له مثيل) فكانت هذه العبارة الجميلة تترد على ألسنة أبطال المسرحية طوال العرض، ويسمعها منهم بقية الأطفال المتفرجين، فقد قدمت المؤلفة درسا قيما في حب الوطن وقدمت للآباء مايحبون قوله لأبنائهم كل ليلة..!
وقد صفق الجمهور طويلا للمسرحية التي عبرت ببساطة عن مايدور في أذهانهم وقلوبهم من أفكار وأحلام وأشواق. وبادر مدير المركز الثقافي العراقي بلندن الدكتور عبدالرحمن ذياب الى تقديم الهدايا للمبدعين الصغار تثمينا لمواهبهم ومهاراتهم الواضحة في فن التمثيل. كما أنطلقت في القاعة الزغاريد العراقية الأصيلة تعبيرا عن السعادة والأعتزاز بهذا العمل الفني الهادف والجميل.