بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم

أنـّه علي (عليه السلام) صاحب لواء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في كلّ زحف
روى الحاكم في المستدرك (3: 111) بسنده عن ابن عبّاس، قال: لعلي(عليه السلام)أربع خصال ليست لاحد: هو أوّل عربي وأعجمّي صلّى مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، والذي صبر معه يوم المهراس، وهو الذي غسله وأدخله قبره. وفسّر يوم المهراس في الهامش بيوم اُحد.

رواه ابن عبد البرّ في الاستيعاب (2: 457).
وفيه أيضاً (3: 137) روى بسنده عن مالك بن دينار، قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: فنظر إليّ وقال: إنّك لرخي البال، فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القرّاء، فقلت: ألا تعجبون من سعيد؟ إنّي سألته من كان حامل راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فنظر إليّ وقال: إنّك لرخيّ البال، قالوا: إنّك سألته وهو خائف من الحجّاج، وقد لاذ بالبيت فسله الان. فسألته، فقال: كان حاملها علي(عليه السلام) هكذا سمعته من عبد الله بن عبّاس.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد.
وفيه أيضاً (3: 499) روى بسنده عن قيس بن أبي حازم، قال: كنت بالمدينة، فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابّة، وهو يشتم علي بن أبي طالب(عليه السلام) والناس وقوف حوله، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فقال: يا هذا لم تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر... حتّى قال: الم يكن ختن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على ابنته؟ الم يكن صاحب راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في غزواته؟
ثمّ استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: اللهمّ هذا يشتم وليّاً من أوليائك، فلا تفرق هذا الجمع حتّى تريهم قدرتك، قال قيس: فوالله ما تفرّقنا حتّى ساخت به دابتّه، فرمته على هامته في تلك الاحجار، فانفلق دماغه ومات.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين.
وفي مسند الامام أحمد (1: 368) روى بسنده عن مقسم، قال: لا أعلمه إلاّ عن ابن عبّاس انّ راية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت مع علي بن أبي طالب، وراية الانصار مع سعد بن عبادة.
وفي اُسد الغابة لابن الاثير (4: 20) على ما في الفضائل (2: 331) روى بسنده عن ثعلبة بن أبي مالك، قال: كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فإذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب.
وذكر ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (3: 475) قال: وعن مقسم عن ابن عبّاس: كانت راية رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في المواطن كلّها، مع علي(عليه السلام) راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الانصار.
وفيه أيضاً عن كنز العمّال (5: 295) قال: عن ابن أبي عبادة، قال: كانت راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في المواطن كلّها، راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب. الحديث.
قال: أخرجه ابن عساكر.
وفيه عن طبقات ابن سعد (3: 14) روى بسنده عن قتادة أنّ علي بن أبي طالب(عليه السلام) كان صاحب لواء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر والمشاهد كلّها.
وفيه عن الرياض النضرة للطبري (2: 191) قال: عن ابن عبّاس، قال: كان علي(عليه السلام) آخذاً راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر. قال الحاكم: يوم بدر والمشاهد كلّها قال: أخرجه أحمد في المناقب.
وفيه عن مجمع الزوائد للهيثمي (5: 321) قال: وعن ابن عبّاس أنّ عليّاً(عليه السلام)كان صاحب راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيس بن سعد صاحب راية علي(عليه السلام)، وصاحب راية المهاجرين علي(عليه السلام) في المواطن كلّها. قال الهيثمي: رواه الطبراني في الاوسط والكبير.
وفي المستدرك (3: 111) عن مقسم، عن ابن عبّاس أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) دفع الراية إلى علي(عليه السلام) يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وقال السيّد مرتضى الحسيني: وذكره ابن عبد البرّ في الاستيعاب (2: 459 )وقال: ذكره السراج في تاريخه، والهيثمي في مجمعه (6: 92) وقال: رواه الطبراني.
وفي كنز العمّال أيضاً (5: 269) قال: عن ابن عبّاس، قال: كان لواء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر مع علي(عليه السلام)، ولواء الانصار مع سعد بن عبادة. قال: أخرجه ابن عساكر.
وقال السيّد مرتضى: ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (2: 138).
وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 114) قال: وعن ابن عبّاس، قال: ما بقي مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم اُحد إلاّ أربعة، أحدهم عبد الله بن مسعود، قلت: فاين كان علي(عليه السلام)؟ قال: بيده لواء المهاجرين. قال: رواه البزار والطبراني.
أقول: لقد علمنا فيما مضى أنّ لواء المهاجرين هو لواء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي الرياض النضرة (2: 191) قال: وعن علي(عليه السلام)، قال: كسرت يد علي يوم اُحد، فسقط اللواء من يده، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ضعوه في يده اليسرى، فإنّه صاحب لوائي في الدنيا والاخرة. قال: أخرجه الحضرمي.
وأخرج الامام أحمد بن حنبل في مسنده (3: 16) روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ راية فهزّها، ثمّ قال: من يأخذها بحقّها؟ فجاء فلان، فقال: أنا، قال(صلى الله عليه وآله وسلم): أمط ثمّ جاء رجل، فقال: أنا، فقال: أمط ـ أي: تنّح وابتعد ـ ثمّ قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): والذي كرّم وجه محمّد لاُعطينّها رجلاً لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتّى فتح الله خيبر وفدك، وجاء بعجوتهما وقديدهما.
وفي الصواعق لابن حجر (ص76) قال: أخرج أبو يعلى عن أبي هريرة، قال: قال عمر: لقد اُعطي علي(عليه السلام) ثلاث خصال، لان تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من حمر النعم، فسئل ما هي؟ قال: تزويجه ابنته، وسكناه في المسجد ولا يحل لي فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. قال: وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه.