تعتبر اللحية لكثير من الحركات الثورية مظهرا مكملا منذ القرن الماضي، فالشيوعيون واليساريون الراديكاليون، جعلوا اللحية جزء مهم من المظهر، كما يبدو على إرنستو تشي جيفارا، وفيديل كاسترو.
لم تكن اللحية قبل عدة سنوات تدخل ضمن إكسسوارات الرجل الأنيق. فهي، إن لم ترتبط بالهيبيز والمتمردين على الأعراف أو الذين لا يزالون يعيشون عهد تشي جيفارا الذي ولى، فهي ترتبط بغير المبالين ممن لا يكلفون أنفسهم جهد حلقها. لكن اليوم أصبح نجوم السينما يتباهون بها ولا يتنازلون عنها، أما بالنسبة للحملات الترويجية وعروض الأزياء فيظهر في الكثير منها رجال بلحية.
فجأة نفضت اللحية غبار السنين عنها، ولم تعد إكسسوار الرجل المتمرد أو الكسول، بل عنوان وسامة تثير الإعجاب لما تضفيه على صاحبها من تميز، بل حتى الشوارب التي كانت محط تنكيت في الغرب لعدة عقود، وارتبطت في الأفلام بشخصيات كاريكاتيرية، بدأت تزحف إلى الوجه لتتوج اللحية، مرة على شكل خط رفيع ومرة أكثر كثافة.
وعلى الرغم من تاريخ اللحية القصير جدا في عالم الموضة العصرية، الذي يعود إلى بضع سنوات، فإنها تحولت إلى ما يشبه الظاهرة. البعض يرد السبب إلى تمرد الرجل على ظاهرة «الميتروسيكشوال» التي عرفت عزها في العقد الأخير، وظهر فيها الرجل بصورة، وإن كانت لا تتعارض مع رجولته تماما، إلا أنها تظهر الجانب الناعم من شخصيته، من خلال اهتمامه بشكله وأناقته، وطبعا يأتي على رأس القائمة تخلصه من أي شعر لا ينمو فوق رأسه فقط.
البعض الآخر يفسرها بأنها أشبه بالقناع يستعمله الرجل ليخفي إما بشرة هجمت عليها حبوب الشباب وتركت آثارها محفورة عليها، وإما ليعكس نضجه ورجولته، باعتبار أن اللحية، والشعر عموما، ترتبط بالفحولة، بدليل أن شمشون الجبار فقد قوته بمجرد أن قصت دليلة شعره.
اللحية سمحت للرجل أن يضرب عصفورين بحجر، يتمثل الأول في تبنى جدية أجداده وكلاسيكيتهم، خصوصا وأنها في الماضي البعيد كانت ترتبط بالأناقة الارستقراطية، والثاني أن يتمرد على موضة المواسم الأخيرة التي كان هدفها تأنيثه. ويبقى الأهم، أنها تمنحه الشجاعة والثقة في اتخاذ قرارات تتعلق بمظهره وأزيائه، لم يكن ليتخذها لولا تخفيه وراء إيحاءات اللحية الرجولية. والمقصود هنا أنها تجيز له الحق في معانقة بعض الأزياء التي يمكن أن تجعل رجولته مادة للتساؤل، والعكس بالعكس، فهي أيضا تخفف من صرامة بذلة رسمية أو توكسيدو وتكسبهما عصرية جذابة.
ومع ذلك فإن الكثير من الخبراء يؤكدون أنه من الخطأ ربطها بالرجولة أو بالأحرى الفحولة فقط، بعد أن أصبحت جزءا من أناقة الرجل وإكسسوارا يهتم به ويلعب بشكلها حسب ما يراه مناسبا له، حتى يعكس من خلالها ما يريد عكسه للآخرين.
هذه إيجابيات اللحية كما يوضحها الخبراء بصحيفة "الشرق الأوسط":
- الدخول إلى نادي الرجل العصري والواثق من أوسع الأبواب.
- تقليص الوقت المخصص للعناية بالبشرة والشعر كل صباح.
- يمكن أن تخلق توازنا لدى البعض ممن يعانون من ذقن صغير أو فك ضخم.
- تناسب من يعانون من حساسية في البشرة ومشكلة الشعر النامي تحت الجلد.
أما السلبيات فتكون:
- عندما تكون كثيفة فإن احتمالية أن يعلق بها بعض الطعام وارد وغير جذاب.
- تسبب حكة للبعض عند نموها وعندما تكون كثيفة.
- تبدو غير جذابة على الرجل الذي ينمو شعر لحيته ببطء أو بشكل متفرق.
لتصبح إكسسوارا
حتى تكون اللحية إكسسوارا مكملا وليس مجرد كثافة أنت في غنى عنها، هناك بعض المحاذير والنقاط التي يمكن أخذها بعين الاعتبار مثل شكل الفم والأنف والفكين والوجه ككل، مرورا بنوع الشعر. مثلا:
- إذا كان الوجه مستديرا، يمكن تطويل اللحية عند الذقن لخلق بعض الطول والتخفيف من استدارة الوجه من الجانبين. عوض لحية كثيفة، فإن شكلا مثلثا وخفيفا، وهو ما يعرف بلحية التيس، هو الأنسب. وتكون في الغالب على شكل حرف «T» لكن مقلوبا، ويمكن أن تكون بشارب أو من دونه.
- إذا كان الوجه طويلا فإن العكس بالعكس، أي أنك تحتاج إلى لحية كثيفة من الجوانب وقصيرة عند الذقن. واللحية الكثيفة مناسبة جدا للرجل الذي لا يتمتع بفكين قويين ومحددين.
- الوجه المربع مثل المدور، تناسبه لحية قصيرة من الجوانب وطويلة من الوسط. مرة أخرى فإن لحية التيس خيار مضمون، علما بأنها تموه أيضا على فكين ضعيفين وتمنح الوجه طولا قد يكون بحاجة إليه.
- الوجه الكبير لا تناسبه لحية خفيفة أو صغيرة لأنها لن تكون متناغمة مع حجمه وتمنح الانطباع بأنه أكبر مما عليه، في المقابل يجب الحرص أن تكون كثيفة مع الانتباه إلى شكل الوجه، أي ما إذا كان طويلا أو مدورا.
- الوجه الصغير يحتاج إلى لحية صغيرة أيضا لأن أي كثافة زائدة أو حجم كبير سيخفي الملامح ولا يخلق التأثير المطلوب.
- الوجه البيضاوي هو الشكل المثالي الذي تناسبه كل أشكال الإكسسوارات بما فيها اللحية. كن فقط واثقا ومنسجما مع ذاتك.