السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عن امير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل نفتبس منه موضع الحاجة يذكر هذه العبارة ويشرح مضمونها: ((...الأئمة من أولادي يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبوا وأرادوا لأنا كلنا واحد، أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا محمد وكلنا محمد فلا تفرقوا بيننا، ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله، الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا، وما أعطانا الله ربنا لان من أنكر شيئا مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عز وجل ومشيته فينا...)) الحديث (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 26 - ص 6 - 7)
وعن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ((أيّما أفضل الحسن ام الحسين؟ فقال: إن فضل أوَّلنا يلحق بفضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق بفضل أوَّلنا، وكلُّ له فضل، قال : قلت له جعلت فداك وسِّع عليَّ فى الجواب فإنِّي والله ما سالتك إلا مرتاداً، فقال : نحن من شجرة طيبة برانا الله من طينة واحدة، فضلُنا من الله، وعلمُنا من عند الله، ونحن أمناؤه على خلقه، والدُّعاة إلى دينه، والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يا زيد ! قلت نعم، فقال : خلقُنا واحد، وعلمُنا واحدٌ، وفضلنا واحد، وكلُّنا واحدُ عند الله تعالى، فقال : أخبرني بعدَّتكم، فقال : نحن إثنا عشر هكذا حولَ عرش ربنا عزّ وجلّ في مبتدأ خلقنا أوَّلنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد)) (بحار الأنوار ج 25 ص 363 ).
فالعبارة إذن تدعونا إلى عدم التفريق بينهم ولا نفضل أحدهم على الآخر، وأنهم كلهم محمد لانهم منه صلى الله عليه وآله وهم نور واحد خلقهم الله تعالى لهداية خلقه وتثبيت أركان دينه، فلولاهم ما عرف الله ولولاهم ما عبد الله.
ودمتم في رعاية الله