مفهوم التغذية الجوفية :
إن التغذية الجوفية هي إحدى الوسائل العملية لزيادة موارد المياه في المناطق الصحراوية الحارة والجافة حيث يزيد معدل التبخر على معدل هطول الأمطار بعدة أضعاف. وفي مثل هذه الظروف فإن التخزين السطحي لا يكون مجديا بسبب فاقد المياه الكبير، ومن هنا جاءت فكرة تخزين مياه الفيضانات تحت الأرض، وقد سميت هذه العملية بالتغذية الجوفية الصناعية أو تخزين واسترجاع مياه الخزان الجوفي .
وقد إعتبرت فكرة التغذية الجوفية واحدة من الوسائل العملية القليلة المستخدمة في تعزيز وزيادة موارد المياه في الأقطار الجافة، فاستعمال التغذية الجوفية الصناعية للخزانات الجوفية لها عدة ميزات منها سعة تخزين معظم المنشآت السطحية، وقلة تكلفتها نسبيا، بالإضافة إلى امكانية تفادي مشاكل ترسب الطين، وتتم تنقية إمدادات المياه تنقية طبيعية لإستخدامها في أغراض الشرب، وفي الوقت نفسه يتم تخفيض فاقد المياه عن طريق التبخر. .
إن التغذية الجوفية تحدث بصفة أساسية في أدنى الوادي بالنسبة للسد وليس في بحيرة التجميع نفسها عكس ما هو معتقد حيث أن أرضية البحيرة سرعان ما يسدها الطين، وعليه فإن التغذية الجوفية في هذه المنطقة تصبح غير مجدية، وعلى كل فإن المياه التي يسمح لها بالتدفق من بحيرة التجميع تصبح صافية وتتسرب بسهولة إلى داخل الخزانات الجوفية الحصوية في أسفل المنحدرة من السد ، وقد يكون من الصعب للغاية تحيد النسبة المئوية التي يمكن استردادها من كمية مياه التغذية الجوفية الزائدة التي أوجدها السد بالمنطقة.
يتم تصميم السدود بحيث أن أقصى معدل للتدفق من الفتحات يضمن كفاية مساحة المنطقة المغمورة من المجرى في أسفل المنحدر لتسريب كل الحجم المتدفق من السد، ولا يمثل معدل التسرب في الطبقات الغرينية بأسفل المنحدر أي عائق لاستخدام كل المياه المتوفرة في التغذية الجوفية، وتوجد بالطبقات الغرينية في أغلب الأحيان سعة تخزينية أكبر مما يكفي لتغذية جوفية واحدة غير أن المواقع المفضلة في هذا المجال هي تلك المواقع التي تكفي سعتها لعدة تغذيات جوفية في فترة زمنية قصيرة.
وكما مذكور سابقا فان التغذية الجوفية تحتاج الى ان تكون التربة ذات نفاذية عالية وغير حاوية للترب الطينية او لطبقات معيقة للتدفق . وفي حالة وجود طبقات مانعة للتدفق وعلى بعد ليس بقليل عن سطح التربة ففي هذه الحالة من الممكن انشاء ابار لحقن المياه داخل التربة.