تحية معطرة بعطر الصلاة على محمد وآلــ محمد
ومشعة بنور الزهراء مولاتي ومولاة كل مؤمن ومؤمنه
لقد همشت وغيبت شخصية ودور بضعة النبي محمد ص فاطمة الزهراء من التاريخ يعود لأسباب عديدة ومنها: دورها وموقفها الحركي والسياسي من الشخصيات التي جاءت بعد وفاة الرسول الأعظم . .. جاء في كتب التاريخ أن السيدة الزهراء رفعت راية المعارضة أمام أول حاكم للمسلمين تطالبه بحق الأمة وحق زوجها وبحقها... وأنها مارست جميع الأساليب الممكنة في التعبير عن رأيها ومظلوميتها أمام معاشر المسلمين من كبار الصحابة من النصارى والمهاجرين وأمام النساء، وقدت الحجج والبراهين لإثبات حقها ونصرة زوجها... عبر خطبتها المعروفة باسم خطبة فاطمة الزهراء تلك الخطبة التي تمثل مدى عظمة إيمان وثقافة فاطمة بنت الرسول محمد ص حيث جاء خلالها الكثير من الأمور والقضايا التي تعبر عن مدى الوعي والإيمان والثقافة والثقة في النفس، والشعور بالمسؤولية، والتصدي، وعدم السكوت عن المطالبة بالحق... أنها خطبة تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها ... ولم تتوقف الزهراء عند هذا الحد الشكوى بل أخذت تشدد على مظلوميتها عبر ممارسة أسلوب البكاء على قبر أبيها كتعبير عن المظلومية حيث نقل في الكتب التاريخية أنها كانت تقول عند قبر أبيها :
ماذا على من شم تربـة احمـد *** أن لا يشم مدى الزمن غواليا
صبت علي مصائـب لـو أنهـا *** صبت على الأيام صرن لياليـا
وبقت فاطمة الزهراء مصرة على رأيها وحقها وعلى موقفها المعارض... لغاية آخر لحظة من عمرها، والأكثر من ذلك انها طالبت أن لا يحضر من اخذ حقها وأغضبها.. جنازتها أو يعرف مكان قبرها. وفي ذلك تعبير عن حالة الغضب والمظلومية التي شعرت بها بضعة الرسول الأعظم فاطمة الزهراء.