قيل هي قصيدة للشاعر :
ابو عبداللّه شمس الدين محمد بن احمد بن علي الهواري المالكي الاندلسي النحوي
المعروف بابن جابرالاعمى
يمدح النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم بالتورية بسور القرآن كلها ...
* * *
في كل فاتحة للقول معتبره
حق الثناء على المبعوث بالبقره
في ال عمران قدما شاع مبعثه
رجالهم والنساء استوضحوا خبره
من مد للناس من نعماه مائدة
عم ت فليست على الانعام مقتصره
اعراف نعماه ما حل الرجاء بها
الا وانفال ذاك الجود مبتدره
به توسل اذ نادى ب توبته في
البحر يونس والظلماء معتكره
هود ويوسف كم خوف به امنا
ولن يروع صوت الرعد من ذكره
مضمون دعوة ابراهيم كان وفي
بيت الاله وفي الحجر التمس اثره
ذو امة كدوي النحل ذكرهم
في كل قطر فسبحان الذي فطره
بكهف رحماه قد لاذ الورى وبه
بشرى ابن مريم في الانجيل مشتهره
سماه طه وحض الانبياء على
حج المكان الذي من اجله عمره
قد افلح الناس بالنور الذي عمروا
من نور فرقانه لما جلا غرره
اكابر الشعراء اللسن قد عجزوا
كالنمل اذ سمعت اذانهم سوره
وحسبه قصص للعنكبوت اتى
اذ حاك نسجا بباب الغار قد ستره
في الروم قد شاع قدما امره
وبه لقمان وفق للدر الذي نثره
كم سجدة في طلى الاحزاب قد
سجدت سيوفه فاراهم ربه عبره
سبا هم فاطر السبع العلى كرما
لمن بياسين بين الرسل قد شهره
في الحرب قد صفت الاملاك تنصره
ف صار جمع الاعادي هازما زمره
لغافر الذنب في تفضيله سور
قد فصلت لمعان غير منحصره
شوراه ان تهجر الدنيا فزخرفها
مثل الدخان فيعشي عين من نظره
عزت شريعته البيضاء حين اتى
احقاف بدر وجند اللّه قد نصره
فجاء بعد القتال الفتح متصلا
واصبحت حجرات الدين منتصره
بقاف والذاريات اللّه اقسم في
ان الذي قاله حق كما ذكره
في الطورأ بصر موسى نجم سؤدده
والافق قد شـــــــق اجلالا له قمره
اسرى فنال من الرحمن واقعة
في القرب ثبت فيه ربه بصره
اراه اشياء لا يقوى الحديد لها
وفي مجادلة الكفار قد ازره
في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل
في صف من الرسل كل تابع اثره
كف يسبح للّه الحصاة بها
فاقبل اذا جاءك الحق الذي قدره
قد ابصرت عنده الدنيا تغابنها
نالت طلاقا ولم يصرف لها نظره
تحريمه الحب للدنيا ورغبته
عن زهرة الملك حقا عندما نظره
في نون قد حقت الامداح فيه بما
اثنى به اللّه اذ ابدى لنا سيره
بجاهه سال نوح في سفينته
سفن النجاة وموج البحر قد غمره
وقالت الجن جاء الحق فاتبعوا
مزملا تابعا للحق لن يذره
مدثرا شافعا يوم القيامة
هل اتى نبي له هذا العلى ذخره
في المرسلات من الكتب انجلى نبا
عن بعثه سائر الاخبار قد سطره
الطافه النازعات الضيم في زمن
يوم به عبس العاصي لما ذعره
اذ كورت شمس ذاك اليوم وانفطرت
سماؤه ودعت ويل به الفجره
وللسماء انشقاق والبروج خلت
من طارق الشهب والافلاك مستتره
فسبح اسم الذي في الخلق شفعه
وهل اتاك حديث الحوض اذ نهره
كا لفجر في البلد المحروس غرته
و الشمس من نوره الوضاح مستتره
والليل مثل الضحى اذ لاح فيه الم
نشرح لك القول في اخباره العطره
ولو دعا التين والزيتون لا بتدرا
اليه في الحين و اقرا تستبن خبره
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف
في الفخر لم يكن الانسان قد قدره
كم زلزلت بالجياد العاديات له
ارض بقارعة التخويف منتشره
له تكاثر ايات قد اشتهرت
في كل عصر فويل للذي كفره
الم تر الشمس تصديقا له حبست
على قريش وجاء الروح اذ امره
ارايت ان اله العرش كرمه
بكوثر مرسل في حوضه نهره
و الكافرون اذا جاء الورى طردوا
عن حوضه فلقد تبت يدا الكفره
اخلاص امداحه شغلي فكم فلق
للصبح اسمعت فيه الناس مفتخره
ازكى صلاتي على الهادي وعترته
وصحبه وخصوصا منهم عشره